الله كان يعلم أن الشيطان سيسقط وسيُسقِط الإنسان.. فلماذا خلقه؟ وعندما سقط لما لم يخلصه كما خلص الإنسان؟
ج: الله بسابق علمه يعلم كل شيء، فالمستقبل القريب والبعيد مكشوف أمامه مثل الماضي والحاضر، ولكن حكمته اللامتناهية رأت أن يخلق الملاك الذي سيسقط وسيُسقِط وراءه ملائكة وبشر، وهو يعلم أيضًا أنه قادر أن يحوّل الشر إلى خير، فعندما خلق الله الملائكة خلقهم ووهبهم حرية الإرادة، وعندما تمرد الشيطان وتكبر وأراد أن يرفع كرسيه فوق كرسي العلي " كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح. كيف قُطعِت إلى الأرض يا قاهر الأمم. وأنت قلتَ في قلبك أصعد إلى السموات. أرفع كرسي فوق كواكب الله.. أصير مثل العلي.. لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب" (أش 14: 12-15) فانه سقط بكامل إرادته، وبدون غواية أحد، وحتى الملائكة الذين انصاعوا إلى مشورته ذهبوا وراءه بكامل إرادتهم، ومرت فترة الاختبار على الملائكة وسقط من سقط وثبت في محبة الله من ثبت . والذين سقطوا لا توبة لهم ولا خلاص لأسباب كثيرة نذكر منها الآتي:
أ - لم يسقط الشيطان بغواية آخر، بينما سقط الإنسان بغواية الشيطان.
ب - كان الشيطان قريبًا من الحضرة الإلهية والعرش الإلهي أكثر كثيرًا من الإنسان.
ج - خلق الله الملائكة من طبيعة نارية (عب 1: 7) وطبيعة نورانية ولا يوجد ما هو أقوى من النار والنور، بينما خلق الله الإنسان من تراب الأرض.
د - كل من الملائكة الساقطين حمل خطية نفسه دون أية تبعية أو تأثير على الآخرين. أما آدم فعندما سقط فقد سقطت فيه البشرية جمعاء.
ه - كانت خطية الشيطان تحدي ومقاومة لسلطان الله إذ أراد إبليس أن يجعل كرسيه فوق عرش الله، أما خطية الإنسان فهي فقط عصيان لأمر الله بغواية عدو الخير.