|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا19 ..اكتب إلي ملاك كنيسة اللاوديكي السبت 28 يونيو 2014 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث هناك أشخاص وصلوا إلي الله في عمق حرارتهم كالقديسين الكبار وآخرون وصلوا إلي الله في عمق برودة حياتهم. كالمرأة التي ضبطت في ذات الفعليو8وكالعشار الذي وقف من بعيد لايجرؤ أن يرفع عينيه إلي فوقلو18وكالمرأة الخاطئة التي بللت قدمي المسيح بدموعها ومسحتهما بشعر رأسهالو7 كثير من هؤلاء كانوا في حالة برودة شديدة دفعتهم دفعة كبيرة إلي قدام فوصلوا لي الله. لانقصد برودة مستمرة بل برودة تدفع إلي تغيير الحياة هذا الملاك راعي كنيسة لاوديكية يقول الرب: لانك لست باردا ولا حارا أنا مزمع أن أتقياك من فمي علي أن عبارةمزمعتحمل لونا من ألوان الرحمة: لم يقل له:هاقد لفظتك من فمي إلي خارج إنما أنا مزمع أن أفعل هذا إنه مجرد إنذار بسوء حالته,وماينتظره من حظر.مثل شخص له شعور بالقئ,ومع ذلك هناك مجال أن يأخذ دواء يمنع القيء والغثيان ولم يتم القيء بعد...هناك فرصة لايقافه هناك رجاء. وهكذا يفتح أمامه بابا للرجاء فيقول له في آخر الرسالةأنا واقف علي الباب وأقرع إن فتح لي أحد أدخل وأتعشي معه وهو معيرؤ3:20وماذا يقول أيضا +++ يقوله لهأشير عليك أن تشتري مني ذهبا مصفي صدقوني وقفت أمام هذه العبارة في أول مرة مرتبكا ومتحيرا كيف يارب يمكن أن يحدث هذا؟تقول له أن يشتري ذهبا ومصفي!! وتقول لمن؟لشخص قلت عنه إنه شقي وبائس وفقير,ألعله يبيع ثيابه لكي يشتري؟وفي هذا أيضا نري عجبا لأنك تقول إنه أعمي وعريان!!فكيف إذن تشير عليه أن يشتري منك ذهبا مصفي؟ ما أبعد هذا الإنسان عن الذهب لعله يقول:'كيف يارب اشتري منك وأنا لا أملك شيئا؟ وكأن الرب يجيبه :كيف أنك تملك هذه العبارة أنا لا أملك شيئاأنا سأفيض عليك بنعمتي فتستغني وتشتري مني دون أن تدفع شيئا. حقا,إن الله هو الوحيد الذي تشتري منه بلا مقابل..! ما يعطيك إياه هو مجرد منحة مجانية منه ولكنه لكي يرفع معنوياتك لايقول إنها منحه بل يقول تشتري منيما أرقك يارب!اشتري منك ولا أدفع شيئا بل ستدفع...أدفع ماذا؟ اشتر مني ذهبا مصفي بانسحقاق روحك...اشتره بتواضع قلبك أشير عليك أن تشتري هذا الذهب المصفي بانكسار قلبك وشعورك بالذل بسبب خطاياك بنظرك إلي تلك المرآة الروحية التي تري فيها نفسك أنك بائس وعريان وبالبصيرة الروحية وتري أنك أعمي. حينئذ سوف لاتشتري ذهبا مصفي بالنار بل ستصير أنت نفسك ذهبا مصفي بالنار. بالنار التي تشتعل فيك كمحرقة سرور للربلا1نار دائمة لاتطفألا6وكأن الله يقول له ما ينبغي أن يكون عليه ولكنه كان غير ذلك تماما فماذا كان إذن؟يقول له الرب: لأنك تقول أني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلي شيءولا تعلم أنك الشقي والبائس وفقير!! إن أصعب مافي الحياة الروحية هو هذا أن يكون الإنسان فقيرا ولايشعر بفقره ويكون عريانا من الفضائل ولايشعر بعريه إنه يثق بنفسه أنه قد وصل وهو لم يصل إلي شيء يقول:أنا استغنيت ولا حاجة لي إلي شيء لذلك هو لايقرع علي باب الله ولايسأل ولايطلب! هنا نري أن مقاييس الله غير مقاييس البشر مقياس البشر يقول:أنا غني وقد استغنيت ولم تعد لي حاجة إلي شيء ومقياس الله يقول أنك فقير وبائس وعريان ولاتعلم سعيد هو الإنسان الذي يشعر بفقره في حياة الروح ويمد يده إلي الله لكي يعطيه يشعر أنه خاطيء ويطلب من الله مغفرة. +++ أعترف لله بفقرك وبعريك وأنزع عنك ورقة التين التي تغطيك وأطلب من الله أن يصنع لك ثيابا من جلد ويغطيك. بل يعطيك ثيابا بيضا لك تلبس ولايظهر خزي عريتك وهنا يظهر تواضع الرب في قولهأشير عليك لم يقل له:أنا آمرك وإنما سأقدم لك نصيحة أو مشورة ما أعجبه من تواضع!يقول لهأشير عليكإنها مجرد مشورة تنفذها أو لاتنفذ أنت لاتزال في حرية إرادتك تفعل ما تشاء.. أنا لكي أعطيك نعمة النقاوة لا أسحب منك نعمة الحرية إنه نفس كلام الرب كما ورد في آخر سفر التثنية بعد أن منح الرب الشريعة للشعب قال له:ها أنا أضع أمامك الحياة والموت البركة واللعنة فاختر الحياة لكي تحياتث30:19 أشير عليك من تشتري مني ذهبا مصفي أي أثمن الشياء إنك اشتريت من العالم أمجاده ومديحه فلم تستفد شيئا فاشتر مني ذهبا مصفي بالنار والنار هنا للتنقية وليس للعقوبة. ويفتح الرب أمامه أملا بأنه سيلبس ثيابا بيضا رمزا للستر وللنقاوة وأيضا سيكحل عينيه لكي يبصر. ثم يرطب الله قلب هذا الراعي بعد الكلمات الشديدة التي سمعها وكأنه يربت علي كتفيه ويقول له: إني كل من أحبه أوبخه وأؤدبه فكن غيورا وتب لاتظن أن عبارةأنا مزمع أن أتقيأك من فميتدل علي أني قد رفضتك!كلا بل أنا أحبك وعبارة التوبيخ كانت لمجرد قيادتك إلي التوبة وفي هذه التوبة قال له:لست أنا الذي ستسعي ورائي بل أنا الذي سأسعي إليك وهأنذا واقف علي بابك وأقرع. +++ وأخيرا يضع أمامه احتمال أن يغلب فتكون له المكافأة: من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي ,كما غلبت أنا وجلست مع أبي في عرشهرؤ3:21 غريبة وعجيبة محبتك يارب وغير محدود هو كرمك في العطاء كنت أظن أنني في توبتي تسمح لي أن أجلس عند قدميك وتكون هذا منك بركة عظيمة أما أن أجلس عن يمينك فهذا كرم غير محدود أما أن أجلس معك في عرشك فهذا ما يفوق خيالي وتصوري...! وليست هناك أية أوجه للمقارنة بين غلبتك الدائمة المعصومة عن كل خطأ وبين أن أغلب أنا بعد كفاح مرير وبعد سقطة تحتاج إلي توبة. لك المجد في كل ما تعطيه ليس عن استحقاق منا بل هو كرم منك |
|