الفصل الثاني: رواق المسيحيين
في المساءِ ذهب إليوس إلى بلينوس الذي كان يترقّب مقدمه، وابتدره قائلاً: كيف حالك يا إليوس. أتمنّى أن تكون قد وُفّقت في مهمّتك.
- نعم يا مُعلِّم. لقد جئتَ لك بالكثير من التفاصيل والكثير من التساؤلات أيضًا!!
- هات ما عندك..
لقد ذهبت باكرًا إلى رواق المسيحيّين في الجزء الغربي من المدينة أمام باب القمر، حيث أرشدني بعض قاطنو الحي إلى بناية بسيطة يجتمع فيها المسيحيّون للصلاة والتسبيح.
كانت البنايةُ مخزنًا للغلال قديمًا، ولكنّها تحوّلت إلى كنيسةٍ. تُضيئها مسارجٌ جانبيّةٌ تُلقي بظلاًّ خافتًا على الوجوه. أُوقدت المباخر فأطلقت من بواطنها روائح البخور العطِر الذي عبّق المكان. كان يحضر الصلاة عشراتٌ من الرجال والنساء يجلسون في ورعٍ وهدوءٍ وسكينةٍ، بينما يخطب فيهم شخصٌ يقف قبالتهم، عرفت بعدها أنّه الكاهن المسؤول عن إجراء مراسم العبادة الأسبوعيّة.
لم تكن للمسيحيّين ملابسَ خاصة؛ فمنهم من ارتدى التوغا اليونانيّة ومنهم من ارتدى الجلباب المصري الداكن..
جلست في الخلف وأرسلت أذنيّ إلى الكاهن..
كان الكاهن في الخمسينات من عمره، معتدل القوام، يرتدي رداءً من الكتّان الأبيض الفضفاض فوق ملابسه، يتحدّث من رقٍّ وضعه أمامه على طاولةٍ مرتفعة عن الأرض قليلاً.
- ماذا كان يقول؟
- لقد دوّنت كلّ كلمة قالها، لئلا أنسى شيئًا، هاك ما قاله..