Saint Frumentius سافر في أيام شبابه مع زميل له اسمه أديسيوس في ركاب قريب لهما هو الفيلسوف ميروبيوس. وعند شاطئ أثيوبيا جنحت بهم السفينة، فخرج سكان الساحل عليهم وقتلوهم ولم يبقوا على أحد غير فرومنتيوس وزميله أديسيوس، فإنهما كانا قد هربا خوفًا وفزعًا وجريا نحو شجرة كبيرة فركعا تحتها وأخذا يصليان طالبين من الله أن يحميهما من فتك الأهالي بهما. وبعد أن انتهى الأهالي من قتل جميع من على المركب وسلب ما فيها وكانوا في طريق العودة إلى بيوتهم حاملين غنائمهم، وجدوا الشابين فرومنتيوس و أديسيوس راكعين تحت الشجرة فأشفقوا عليهما وقدموهما هدية للملك. توسّم ذلك الملك في عبديه هذين الإخلاص والذكاء فحرّرهما وأسند إليهما أمر تربية ولديه، فقاما بما كلفهما به خير قيام حتى أصبحا موضع ثقة الملك.
الكرازة في أثيوبيا:
عند موت هذا الملك عهدت الملكة إليهما بإدارة شئون المملكة بمعاونتها فكانا عند حسن ظنّها بهما، وسهرا على تثقيف الأميرين حتى بلغا سن الرشد. وفي تلك الفترة وجد فرومنتيوس وزميله أديسيوس الفرصة سانحة لنشر التعاليم المسيحية في البلاد. ولما بلغ الأميران رشدهما سلّما إليهما مقاليد الحكم ثم استأذناهما في العودة إلى بلادهما فسمحا لهما بذلك.
أول أسقف في أثيوبيا:
عند ذلك ذهب أديسيوس إلى صور وعاد فرومنتيوس إلى الإسكندرية مسقط رأسه. وهناك أبلغ البابا أثناسيوس بكل ما كان طالبًا إليه أن يقيم لأثيوبيا أسقفًا ليثبّت شعبها في الإيمان المسيحي الذي نشره بها، فلم يجد البابا أثناسيوس من يليق لهذه الكرامة العظمى غير فرومنتيوس بالذات، فرسمه أسقفًا على تلك البلاد سنة 326 م وزوّده بالنصائح الأبوية وودّعه بالتكريم والإعزاز.
عندما وصل فرومنتيوس إلى مقر رياسته خرج الأثيوبيون إلى لقائه بين مظاهر الفرح والتهليل، وقد أطلقوا عليه لقب "أبونا سلامة" أي "معلن النور"، ولا يزال هذا الاسم مستعملًا كلقبٍ لمطران الحبشة.