Firmilian of Caesarea in Cappadocia تولي فرمليانوس رعاية قيصرية كبادوكيا خمسًا وثلاثين سنة ونيف (232 ? 268 م)، اشتهر بالتقوى والورع واستقامة الرأي. أعجب بعلم العلامة أوريجينوس، وزاره في قيصرية فلسطين. تعاون مع القديس غريغوريوس العجائبي في معالجة هرطقة بولس السومسطائي، فرأس مجمع إنطاكية الأول عام 264 م، وتنيح وهو في طريقه للاشتراك في أعمال مجمع إنطاكية الثاني.
معمودية الهراطقة:
اختلف الآباء في شأن معمودية الهراطقة والمنشقين، وكان فرمليانوس أسقف الكبادوك مع كنائس الإسكندرية وآسيا يُعيدون معمودية الراجعين إلى الكنيسة. كتب ترتليان مقالًا ضد معمودية الهراطقة. ثم نشأ شيء من النزاع في آسيا الصغرى حول هذه القضية، فانعقد مجمع في أيقونية وآخر في سنادة برئاسة فرمليانوس، تقرر فيهما عدم صحة معمودية الهراطقة. وعقد أغريبينوس أسقف قرطاجنة مجمعًا في السنوات 217-223 م أقرّ فيه نفس الرأي. تجدّد هذا النزاع بعد ظهور بدعة نوفتيانوس Novatianus الكاهن بروما. كتب اسطفانوس أسقف روما إلى فرمليانوس وكبريانوس يحرّم تعميد التائبين الراجعين إلى الكنيسة، ونشأت مشادة بين أسقف روما وأساقفة إفريقيا وأسيا. وكتب فرمليانوس رسالة إلى كبريانوس نادي فيها بالالتزام بوحدة الكنيسة وانتقد أسقف روما لتدخله في أمور غيره.
من رسالته إلى كبريانوس:
إن كنا بعيدين بالجسد ومنفصلين بالحس لا نزال متحدين بالروح، كأننا مقيمون في بلدٍ واحدٍ أو عائشون في بيتٍ واحدٍ. وإني موقن هذا لعلمي أن بيت الرب الروحاني بيت واحد كما يقول النبي: "ويكون في الأيام الأخيرة جبل الله ظاهرًا وبيت الله على قمم الجبال يجتمعون فيه بسرور"... الاجتماع معًا والسلام والاتحاد يقدم لذة عظيمة، لا للمؤمنين والعارفين الحق فقط، بل وللملائكة السماويين أنفسهم. وقد جاء في كلام الله أن فرحًا عظيمًا يكون في السماء بخاطئ واحد يتوب ويرجع إلى رباط الاتحاد.