رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- ما الذي يوجِّه حياتك ؟
" وَرَأَيْتُ كُلَّ التَّعَبِ وَكُلَّ فَلاَحِ عَمَلٍ أَنَّهُ حَسَدُ الإِنْسَانِ مِنْ قَرِيبِهِ! " جامعة 4: 4 إن إنساناً بدون هدف يشبه سفينة بدون دفة – إنه شارد، لا شيء، لا إنسان توماس كارليل هناك شيء ما يوجِّه حياة كل واحد منا. في معظم القواميس يُعرَّف فعل يوجِّه على أنه "يرشد، يسيطر، أو يدير". فسواء كنت تقود سيارة، تدق مسماراً، أو تدفع كرة جولف فإنك ترشد، تسيطر، وتقود هذه الأشياء في تلك اللحظة. فما هي إذن القوة الدافعة في حياتك؟ قد يكون ما يدفعك الآن هو مشكلة، أو ضغط، أو موعد نهائي. قد تكون مدفوعاً بذكرى أليمة، أو خوف آسر، أو إيمان بدون وعي. هناك مئات من الظروف والقيم والأحاسيس التي يمكنها أن تقود حياتك. وهاهي الخمسة الأكثر شهرة: ينقاد كثير من الناس بالشعور بالذنب. فهم يقضون حياتهم بأكملها يهربون من أشياء يندمون عليها ويخفون عارهم. هؤلاء الأشخاص المنقادون بالشعور بالذنب تتلاعب بهم الذكريات، فهم يسمحون لماضيهم أن يسيطر على مستقبلهم. كما أنهم يعاقبون أنفسهم دون وعي في الغالب عن طريق تدمير نجاحهم الخاص. فعندما أخطأ قايين، تسبب ذنبه في انفصاله عن حضور الله، وقال الله له، "تائهاً وهارباً تكون في الأرض"1. ذلك يصف حال معظم الناس في يومنا - فهم تائهون في الحياة دون أي هدف. إننا نتاج ماضينا، لكن ليس علينا أن نكون سجناء فيه. إن قصد الله لا ينحصر في ماضيك، فقد حوَّل قاتلاً يُدعى موسى إلى قائد، وشخصاً جباناً يُدعى جدعون إلى بطل شجاع، وهو يستطيع أيضاً أن يفعل أشياء مدهشة فيما تبقى من حياتك. إن الله متخصص في إعطاء الأشخاص بدايات جديدة، إذ يقول الكتاب المقدس، "طوبى للذي غُفر إثمه وسترت خطيته. طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش"2. ينقاد كثير من الناس بالحنق والغضب. فهم يتمسكون بالجروح ولا يتغلبون عليها أبداً. وبدلاً من التخلص من ألمهم من خلال الغفران، فهم يجترونه مرات ومرات في أذهانهم. بعض هؤلاء الأشخاص المدفوعون بالحنق "يتقوقعون" ويكتمون غضبهم، بينما آخرون "ينفجرون" وينفثونه في الآخرين. وكل رد فعل هو غير صحيح وغير مفيد. فالحنق دائماً ما يؤذيك أكثر مما يفعل مع الشخص الذي تحنق عليه. وبينما يكون الشخص الذي أساء إليك ربما قد نسي الإساءة وأكمل حياته، تستمر أنت في الاكتواء بألمك مخلِّداً الماضي. استمع: هؤلاء الذين آلموك في الماضي لا يمكنهم الاستمرار في إيلامك ما لم تتمسك بالألم من خلال حنقك. إن ماضيك أصبح ماضياً! ولا شئ سوف يغيِّر ذلك. إنك تؤلم نفسك فحسب بسبب مرارتك. لذلك فمن أجل مصلحتك الخاصة، تعلَّم من الألم ثم دعه يمضي. يقول الكتاب المقدس، "لأن الغيظ يقتل الغبي والغيرة تميت الأحمق"3. ينقاد كثير من الناس بالخوف. قد تكون مخاوفهم نتيجة لتجربة مؤلمة، أو تطلعات غير واقعية، أو بسبب التربية في بيت مسيطر، أو حتى بسبب استعداد وراثي. بغض النظر عن السبب، فإن الأشخاص المنقادين بالخوف يفقدون غالباً فرصاً عظيمة بسبب خوفهم من المجازفة. إنهم بدلاً من ذلك يفضِّلون الأمان ويتجنبون المخاطر ويحاولون الإبقاء على الوضع المألوف. الخوف هو سجن تفرضه على نفسك ذاتياً فيمنعك من أن تصبح ما قصدك الله أن تكون. عليك أن تقاومه بأسلحة الإيمان والمحبة، إذ يقول الكتاب المقدس،" 18لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ. " وفى الترجمة الإنجليزية msg يفيد المعنى " المحبة الكاملة تطرد الخوف .. الخوف من الموت، والخوف من الدينوية.. هى حياة لم تصل بعد للمحبة الكاملة"4. كثير من الناس ينقادون بالنزعة المادية. فتصبح شهوة التملك لديهم هي هدف حياتهم بالكامل. هذه النزعة إلى طلب المزيد على الدوام تُبنى على تصورات خاطئة بأن الحصول على المزيد سوف يجعلهم أكثر سعادة، وأكثر أهمية، وأكثر أمناً، مع أن كل الأفكار الثلاثة خاطئة. إن الممتلكات لا تمنح سوى سعادة وقتية. وبما أن الأشياء لا تتغير، فإننا في النهاية نُصاب بالملل منها ثم نبحث عما هو أجدد وأكبر وأحدث. كما أن التصور بأنني لو حصلت على المزيد سوف تزداد أهميتي ما هو إلا خرافة، إذ أن القيمة الذاتية وقيمة الأرباح ليسا نفس الأمر. لا تتحدد قيمتك من خلال أشيائك القيمة، كما أن الله يذكر أن أكثر الأمور قيمة في الحياة ليست هي الأشياء! إن أكثر الخرافات شيوعاً بخصوص المال هي أن الحصول على المزيد منه سوف يجعلني أكثر أمناً. ليس هذا صحيحاً، إذ يمكن للثروة أن تُفقد فوراً من خلال عدة عوامل لا يمكن التحكم فيها. لا يمكن إيجاد الأمن الحقيقي إلا فيما لا يمكن أن يؤخذ منك أبداً - وهو علاقتك مع الله. ينقاد كثير من الناس بالاحتياج إلى استحسان الآخرين. فهم يسمحون لتوقعات الآباء أو الأزواج أو الأطفال أو المعلمين أو الأصدقاء أن تسيطر على حياتهم. كما أن كثيراً من البالغين لا يزالوا يحاولون أن يكتسبوا استحسان الوالدين المستحيل إرضاؤهم، بينما آخرون يقودهم ضغط الأنداد، ويقلقهم دائماً ما قد يظنه البعض عنهم. لسوء الحظ، فإن هؤلاء الذين يتبعون القطيع عادة ما يضلون فيه. إنني لا أعرف كل المفاتيح للنجاح، لكن أحد المفاتيح للفشل هو محاولة إرضاء الجميع، إذ أن الوقوع تحت سيطرة آراء الآخرين هو طريق مضمون لفقدان مقاصد الله لحياتك. فقد قال يسوع، "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين"5. هناك قوى أخرى يمكنها أن توجِّه حياتك لكنها تقود جميعاً إلى نفس الطريق المسدود: إمكانات غير مستغلة، وضغط غير ضروري، وحياة غير مُشبعة. سوف تظهر لك هذه الرحلة على مدى 40 يوماً كيف تعيش حياة ذات هدف - حياة ترشدها وتسيطر عليها وتقودها مقاصد الله. لا شئ يهم أكثر من معرفة مقاصد الله لحياتك، ولا شئ يمكن أن يعوِّضك عن عدم معرفتها - سواء أكان نجاحاً، أم ثروة، أم شهرة، أم لذة. إن الحياة بدون هدف هي حركة بدون معنى، ونشاط بدون اتجاه، وأحداث بدون سبب. الحياة بدون هدف هي حياة حقيرة وتافهة وبلا مغزى. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور ١٠٣ : ٤ | الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة |
ما الذي تحتاجه في حياتك |
ما الذى ينقصك فى حياتك |
ما هو الشي الذي غير حياتك ؟؟ |
ما هو الشئ الذى غير حياتك؟ |