منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 06 - 2014, 03:57 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

شروط الصلاة المقبولة 2
نستكمل معُا حديثنا عن شروط الصلاة المقبولة.. ففي المقال السابق تعرضنا لثلاثة شروط وهي أن تكون:
بحسب مشية الله.
باسم السيد المسيح.
من قلب طاهر نقي.
والآن نستكمل الحديث..
شروط الصلاة المقبولة 2
شرطًا آخر للصلاة المقبولة وهي أن تكون:
(4) بإيمان كامل

هذا الإيمان الذي تحدث عن السيد المسيح عندما قال:
*"لو كانَ لكُمْ إيمانٌ مِثلُ حَبَّةِ خَردَلٍ لكُنتُمْ تقولونَ لهذا الجَبَلِ: انتَقِلْ مِنْ هنا إلَى هناكَ فيَنتَقِلُ، ولا يكونُ شَيءٌ غَيرَ مُمكِنٍ لَدَيكُمْ" (مت17: 20).
*"الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ كانَ لكُمْ إيمانٌ ولا تشُكّونَ، فلا تفعَلونَ أمرَ التينَةِ فقط، بل إنْ قُلتُمْ أيضًا لهذا الجَبَلِ: انتَقِلْ وانطَرِحْ في البحرِ فيكونُ. وكُلُّ ما تطلُبونَهُ في الصَّلاةِ مؤمِنينَ تنالونَهُ" (مت21: 21-22).
فقد وصل الآباء القديسين بصلاتهم النقية لتنفيذ هذه الآية.. وقد ذكر في قصة القديس "مرقس الترمقي".. عندما زاره أحد الآباء بعد فترة كبيرة من انعزاله في البرية وتوحده، فأخذوا يتكلموا في عظائم الأمور.
وفي وسط الحديث سأل القديس مرقس زائره قائلًا له: هل للمسيحيين الآن الإيمان الذي في حجم حبة الخردل الذي يقول للجبل انتقل فينتقل؟ وفيما هو يذكر هذا القول ارتفع الجبل الجالسين عليه من مكانه!! فوضع القديس مرقس يده عليه، وقال له: اثبت يا مبارك إنني لا أقول لك أنت هذا القول.. فرجع الجبل إلى مكانه!!
*هذا الإيمان ينبع من صلاة قوية وجهاد مُضني ونقاء قلب ودموع في الصلاة.
*وأيضًا هذا الإيمان يكون بلا ارتياب، كما قال مُعلِّمنا يعقوب في رسالته: "إنَّما إنْ كانَ أحَدُكُمْ تُعوِزُهُ حِكمَةٌ، فليَطلُبْ مِنَ اللهِ الذي يُعطي الجميعَ بسَخاءٍ ولا يُعَيّرُ، فسَيُعطَى لهُ. ولكن ليَطلُبْ بإيمانٍ غَيرَ مُرتابٍ البَتَّةَ، لأنَّ المُرتابَ يُشبِهُ مَوْجًا مِنَ البحرِ تخبِطُهُ الريحُ وتدفَعُهُ. فلا يَظُنَّ ذلكَ الإنسانُ أنَّهُ يَنالُ شَيئًا مِنْ عِندِ الرَّب" (يع1: 5-7).
هذا الارتياب أو الشك يفقدنا عمل الصلاة.. لأن لا يأخذ مَنْ لا يُؤمن إيمان أكيد وثيق في الله أنه هو الضابط الكل، الذي يسعى لخيرنا، ويُكلل جهادنا وصلواتنا بالخير، ويُعطينا كل ما نسأل.. بل يعرف احتياجنا قبل أن نسأله، ويلبيه لنا إن كان في خيرنا.

شروط الصلاة المقبولة 2
وقد وضع السيد المسيح شرط الإيمان في الصلاة لكي ننال ما نطلب.. حينما قال: "كُلُّ ما تطلُبونَهُ حينَما تُصَلّونَ، فآمِنوا أنْ تنالوهُ، فيكونَ لكُمْ" (مر11: 24).
فالصلاة بدون إيمان تكون باطلة..
والصلاة هي طلبة من السيد المسيح.
فتعالوا بنا نرى مَثلًا حيًا للإيمان الكامل في الطلبة.. وهي المرأة الكنعانية، حينما جاءت تطلب من السيد المسيح من أجل شفاء ابنتها المعذبة، وحديث السيد المسيح معها في (مر15: 26-28):
*"أجابَ وقالَ: "ليس حَسَنًا أنْ يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُطرَحَ للكِلابِ".. نرى هنا إيمان المرأة الكامل.. "فقالَتْ: "نَعَمْ، يا سيدُ! والكِلابُ أيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يَسقُطُ مِنْ مائدَةِ أربابِها!".. ما هذا الإيمان الكامل والاتضاع الغير متناهي؟!
*ونتيجة لهذا الإيمان لم يرفض طلبها السيد المسيح، بل قال لها:"يا امرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ! ليَكُنْ لكِ كما تُريدينَ". فشُفيَتِ ابنَتُها مِنْ تِلكَ السّاعَةِ".
فقد شفيت ابنتها من أجل إيمانها الكامل في طلبها للسيد المسيح أنه سوف لا يَرُدها ولا يخزها.
فتعالوا بنا نأخذ هذه المرأة الكنعانية مَثلًا حيًا لنا في الإيمان الكامل في الصلاة والطلبة.. لأن الصلاة بدون إيمان تعتبر صلاة باطلة ليس لها مفعول.
*وهنا يقول القديس يوحنا الدرجي: "الإيمان هو جناح الصلاة، بدونه تعود الصلاة إلى جفن الإنسان ثانية".
شروط الصلاة المقبولة 2
(5) في طاعة كاملة

البعض الكثير يقول: لماذا لا ننال ما نسأل في الصلاة؟ لماذا لا يستجيب الله؟ لماذا لا نستطيع أن نقول مع يوحنا الرسول: "ومَهما سألنا نَنالُ مِنهُ، لأنَّنا نَحفَظُ وصاياهُ، ونَعمَلُ الأعمالَ المَرضيَّةَ أمامَهُ" (1يو3: 22)؟
إن السبب هنا لا يكمن في أن يوحنا كان رسولًا، وكان من المقربين للسيد المسيح.. ونحن مجرد مؤمنين عاديين.. فيوجد هنا تفرقة بين الناس على حسب مستواهم ووضعهم.
لكن السبب الأساسي الذي دفع يوحنا الحبيب أن يقول هذا، لأنه استطاع أن يحفظ وصايا الله ويعمل الأعمال الصالحة المرضية أما السيد المسيح.. بل ويُطيع الله في كل شيء.
فالطاعة لوصايا الإنجيل والسيد المسيح..
هي التي تجعل صلاتنا لها فاعلية وتأثير.
فكما ذكر مار اسحق: "الطاعة تُخليك مسئولية الطريق"، "الطاعة سفر أثناء النوم".
هذه الطاعة التي جعلت قطعة حطب (فرع شجرة جاف) ينبت ويُخرج أوراقًا، حينما أطاع القديس يحنس القصير مُعلِّمه ومُرشده الأنبا بيموا عندما أعطاه له، وقال له: "اذهب اغرس هذا الفرع واسقيه".. فلم يتردد القديس يحنس، وجلس على هذا الوضع ثلاثة سنوات يذهب كل يوم بضعة أميال ليسقه دون شك ولا تردد بل وبلا تذمر، وفي آخر الثلاث سنوات أورق هذا الفرع الجاف بالأوراق الخضراء.
*فهل نقدر نحن في هذه الأيام أن نفعل هذا؟
*أم كل شيء الآن نحسبه بالعقل والتفكير وتراجع الإيمان والطاعة حتى لأب الاعتراف؟
نشكو لأب الاعتراف أن صلواتنا نصليها بفتور وعدم إحساس بالحضرة الإلهية، وعندما يقول لنا أن نستمر في الصلاة.. نفكر ونجادل ونقول: "مش ها ينفع.. أنا مش متمتع بالصلاة.. مش حاسس بها.. أنا ها أبطل صلاة حتى يحين الوقت الذي أشعر فيه بحرارة روحية وشوق للصلاة.. فأصلي في هذا الوقت".. وعندما يقول لك أب اعترافك: "كن حذرًا من هذا الفكر فهو حرب من حروب الشيطان".. نجادل ونلاجج ونعترض.. أين الطاعة؟!
صدقني يا أخي.. إذا أخذت بركة الطاعة، وأطعت أبيك.. فسوف تستمتع بالصلاة، وتكون صلاتك مقبولة ومسموعة أفضل مما تظن أو تفكر.."الطاعة خير من تقديم ذبائح".
شروط الصلاة المقبولة 2
(6) تقدم مع الشكر

ما أجمل الصلاة التي تمتزج بالشكر.. فالشكر هو أعلى درجات الصلاة، لأنه يرتفع عن المستوى البشري والطلبات الكثيرة.
نحن نشكره على كل شيء.. لذلك وضعت الكنيسة صلاة الشكر في مقدمة الصلوات والأسرار وكل شيء، لكي نقول للسيد المسيح أولًا قبل أن ندخل في أي شيء: "نشكرك على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال".. لماذا؟ "لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة".
*فمُعلِّمنا بولس الرسول تكلم كثيرًا عن هذا الشكر فقال: "شاكِرينَ كُلَّ حينٍ علَى كُل شَيءٍ في اسمِ رَبنا يَسوعَ المَسيحِ، للهِ والآبِ" (أف5: 20).
*وأحد الآباء القديسين قال: "ليست موهبة بلا زيادة إلاَّ التي بلا شكر".
فالشكر الذي نقدمه في الصلاة هو تعبير عملي على أننا نحب الله، ونلمس محبته لنا وعملة الخلاصي الذي قدمه لنا، وعملة اليومي المستمر معنا في تسديد احتياجاتنا.. فالإنسان يتعود أن يُصلي وهو يشكر، ويطلب بإلحاح دون ضجر.
في الواقع إننا نشكر الناس على عملهم معنا أكثر من الله أضعاف.. فحينما يقدم لنا أحد الأشخاص أي مساعدة ولو بسيطة فنشكره كثيرًا.. ومع ذلك الله يقدم كل يوم وكل دقيقة فيه إحسانات غير معدودة، ولكننا لا نقدرها ولا نشكره عليها!! وهنا ننهي كلامنا.. بأن أقول لك:
لا تتمرد على الله في الصلاة، ولا تُعاتبه بطريقة خارجة عن حدود اللياقة في الكلام.
فإذا كان لنا حدود في كلامنا مع بعضنا كبشر.. فما بال حدودنا مع الله خالق كل البشر!!
يجب أن نتحدث مع الله بمحبة وبدالة البنين.. وليس مثل القاضي الذي يُحاكم المقصِّر في حقه.. فإذا تعودنا أن نشكر الله باستمرار.. فسوف يقبل صلواتنا ويستجيب لطلباتنا، ونشعر بحبة وحنانه، واستجابته لصلواتنا.. حينما نقدمها بشكر من كل القلب.
إلهنا الصالح يعطينا أن نحيا حياة الشكر المستمرة..
ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شروط الصلاة المقبولة
شروط الصلاة المقبولة 1
الصلاة المقبولة | شروط الصلاة المقبولة
الصلاة المقبولة | شروط الصلاة المقبولة
شروط الصلاة المقبولة


الساعة الآن 08:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024