منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 06 - 2014, 04:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية
القمص أثناسيوس فهمي جورج
مقدمة

تنوعت الثمار في كنيستنا القبطية، ففي فترة الاضطهاد نالت أكاليل الشهادة في ساحة الاستشهاد، وفي فترة السلام نالت أكاليل الجهاد والنسك في ساحة البرية.
وهكذا عوض الاستشهاد بالدم قدمت الاستشهاد بالنية كاختيار يومي للحياة الأمينة والشهادة الحقيقية بدون سفك دم!!
وقدم علم الباترولوچى هذا التعليم على لسان الآباء الأولين الذين اعتبروا شهادة الكنيسة حمراء في فترات الاضطهاد وبيضاء في أزمنة السلام خلال المعرفة النقية وطاعة الوصية وممارسة الأعمال النسكية.
قد ازدانت الكنيسة المقدسة بالآباء النساك الذين أغنوا الحياة الكنسية بخيرة الإنجيل المُعاش، وصارت أقوال وأعمال آباء البرية الأوائل ومشاهير المعلمين والمرشدين الروحيين تُسجل من اجل تهذيب وتلمذة الأجيال التالية من الرهبان، ولم تكن هذه الأقوال مجرد كلمات نصح أو تعليم بل هي كلمات يسلمها الأب الروحي لأبنائه ككلمات واهبة للحياة تأتى بهم إلى ميناء الخلاص، لذلك حُفظت هذه الأقوال وسُلمت ولا تزال تُسلم إلى الآن...
إن أقوال الآباء النساك هي أدب نسكي نما في مصر في القرن الرابع وسط آباء ورهبان براري مصر وسوريا وفلسطين، في البداية شفاهة ثم بعد ذلك كتابة بالقبطية والسريانية واليونانية وأخيرًا اللاتينية.

كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية
إن هؤلاء الآباء النساك الذين نطقوا بهذه الأقوال وعاشوا، كانوا مسيحيين حقيقيين قبلوا وصية الإنجيل بكل اشتياق واستجابوا له بتصميم أكيد وعميق، حتى كملوا بأفعالهم وتأسسوا في الفضيلة.
فهناك الكثير لنتعلمه من رؤيتهم لله، ومن اقتنائهم لهذا الحب العظيم، ومن قبوله لعمل النعمة واستجابتهم لروح الله، ومن تحررهم من العالم، ومن غناهم في التقوى والصلاح والمسكنة الحقيقية.
لقد أكد اللاهوت النسكي الآبائي على أن المعرفة الاختيارية لله في محبته اللانهائية وتنازله هي دوماً عطية وهبة، ولا يوجد من يستحقها، فأول التطويبات هو المدخل إلى ملكوت السموات: "طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ"
فطوبى لهؤلاء الذين يفهمون ويدركون أنهم لا شيء، وإذا كانوا شيئاً ما فإنما هذا لأنهم محبوبون من الله ومقبولون عنده، ولأنهم يعرفون بالتأكيد أن قيمتهم في عيني الله تًقاس باتضاع ابن الله، بحياته وآلامه وذبيحة صليبه.
عاشوا بسر حبه هذا وتمتعوا بعطية حياته، فدخلوا به ومعه وفيه إلى ملكوت المحبة، عندما استجابوا لهذا الحب الذبيحي العجيب بالجهاد والنسك... الذي تمثل في نذور الفقر والطاعة والبتولية، ليرتع ملك المحبة في قلوبهم وعقولهم وحواسهم ويملك على إرادتهم بالتمام.
صنعوا أثماراً جيدة، وتكمّلوا بالنشاط والفضيلة، بالعمل والرؤية والنمو في معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي يجمع في شخصه جميع الفضائل والذي هو في نفس الوقت بدء ونهاية كل قداسة، فكما أنه أتى إلى العالم لا لعمل مشيئته، هكذا كل من يريد أن يكون راهباً لا ينبغي على الإطلاق أن تكون له إرادة خاصة في أي شيء.
ومن بين الكتابات الآبائية المميزة، كانت الكتابات النسكية المؤسسة على الرجوع الدؤوب إلى نصوص الكتاب المقدس والخبرات المُعاشة التي تشبع الوعي الروحي بالأفكار والمثالات والعبارات الاصطلاحية والسمة العملية الظاهرة.
وفى مناسبة اليوبيل المئوي للكلية الإكليريكية، أقدم ضمن سلسلة آباء الكنيسة "اخثوس ΙΧΘΥΣ" صفحة من صفحات العطاء الحضاري القبطي، راجياً للكلية الإكليريكية كل نمو وازدهار.
أقدم سيرة القديس أموناس تلميذ الأنبا انطونيوس الكبير عمود النور المضيء للعالم، الذي نال نعمة من الله لنفع كل الفاهمين، والذي نشر فكر الرهبنة في العالم المسيحي كله.
تتلمذ القديس أموناس على رجل الحكمة الإلهية المملوء نعمة ولطفاً، فجاءت سيرته ورسائله مبهجة للنفس مفعمة بالسلوك الرهباني النسكي.
وبلسان الشكر أتقدم لأبي ومعلمي نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين النائب البابوي الذي علمنا الكثير وساندنا بوداعة المسيح ونفعنا بإرشاداته وتوجيهاته، ليديمه الله للكنيسة بركة وذخراً.
وشكراً خالصاً لنيافة الأنبا ديسقوروس الأسقف العام من اجل تعبه وعطائه ورسالته في نشر المعرفة الإلهية.
وشكرنا وبنوتنا بارة للأب الموقر القمص تادرس يعقوب الذي غرس فينا محبة الآباء، وللأب الموقر القمص أثناسيوس ميخائيل الذي يشجعنا لاستمرار هذا العمل، وشكراً خالصاً للأحباء الذين يتعبون في صدور هذه السلسلة الآبائية، طالبين الحل والبركة من غبطة البابا الطوباوي الأنبا شنودة الثالث فخر كنيستنا الإسكندرية، ولينفعنا الرب ببركة صلواته عنا نحن أولاده وغنم رعيته... ولربنا كل مجد والكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
عيد النيروز
1710 ش. - 1993 م.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس أغناطيوس وسمات رسائله
سيرة القديس الأب أموناس
رسائل القديس أموناس
القديس كيرلس الكبير - رسائله ضد النسطورية
مدخل عن رسائل القديس أموناس


الساعة الآن 07:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024