رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس القمص أثناسيوس فهمي جورج مقدمة كنيستنا القبطية كنيسة آباء، تحيا الروح الآبائية الأصيلة ليس كتعليم وحسب، لكن كأحشاء روحية داخلية ميزت معانى الكتب المقدسة والأفكار الصالحة والثبات في الفضيلة، بروح مستقيم.... روح الحق، روح الاستقامة المؤسس على الصخر، والبعيد عن كل روح غريب، في استقامة الحياة والفكر. تلك الروح الآبائية إنما هي دموع التائبين، وعرق الكارزين، وجهاد النساك، ودماء الشهداء، وإعتراف المؤمنين، ومكابدة المدافعين، وتدبير الرعاة، وبذل الأباء الأولين الذين أسسوا جدران الكنيسة الروحية على اعتراف وتسليم الرسل الأطهار وكتاباتهم الماهرة التي هي كلمة الله الحية والفعالة والمحملة بثمار المعرفة المقدسة غير الفاسدة. وتستطيع الكنيسة أن تنتفع من الأبحاث العلمية الحديثة في مجال دراسة الىبائيات الخاصة بعلم الباترولوﭼى، لأنها دعوة حياة وثبات في الفكر المسيحى الأول. الأمر الذي جعلنى أقدم سلسلة الآباء (ΥΘΧ Ι) في العيد المئوى للكلية الاكليريكية، من أجل نشر المعرفة الآبائية في عهد عاهلها حامى الايمان ثالث عشر الرسل قداسة أبينا البابا شنودة الثالث قاضى المسكونة، الذي دفع عجلة البحث العلمى إلى الأمام، خلال الكليات الاكليريكية المنتشرة في ربوع الكرازة بالداخل والخارج، بعد أن شقت طريقها بواسطة اللجنة العليا للتربية الكنسية على يد الأرشدياكون حبيب جرجس. ويأتي الاهتمام بفكر القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس لكونه حاملاً لروح التقليد الكنسي الأرثوذكسي والرسولي، كمعلم له عمله الأسقفي والأبوي بعد أن أتى إلى مصر ليتتلمذ على حكمة آباء البرية،مقدماً عصارة فكره وحياته سواء على مستوى التعليم والدفاع عن العقيدة أو على مستوى الرعاية والخدمة إلى النفس الأخير، فعلم وعمل، لذلك دعى عظيماً في ملكوت السموات. ولتفوق القديس أبيفانيوس الذهني والروحي بلغ أرقى درجات القداسة الشخصية وتأهل للأسقفية، فصار أسقفاً وراعياً، يجاهد ليحمى القطيع من الذئاب الخاطفة، وبالرغم من ارتباطه بإبراشية قبرص التي أقيم عليها أسقفاً، إلا أنه سافر مراراً كثيرة من أجل الدفاع عن الإيمان والحفاظ على نقاوته ووقاره، في حماس وغيرة أرثوذكسية، حتى أنه تنيح في سفينة. وأبونا القديس ابيفانيوس صاحب هذة السيرة، مفكر موهوب وكاتب كنسي تقليدى له كتاباته ورسائله المشبعة بالحق الإلهي الذي تسلمه من الآباء السابقين له، فجاءت كتاباته غنية في التعليم والعقيدة، وتثبيتاً للإيمان السليم وشرحاً وافياً للعقيدة المستقيمة، مرجعها الأول "الإيمان" وهدفها النهائي "الحياة الروحية". لقد كانت هرطقة أريوس في القرن الرابع هي محور جهاد ودفاع آباء الكنيسة على مدى قرنين من الزمان، والتي تصدى لها أشهر آباء القرن الرابع "البابا أثناسيوس الرسولى"، واستلم منه الشعلة بعد الآباء الكبادوك في الشرق، والقديس هيلارى في الغرب، والقديس أبيفانيوس أسقف سلاميس (315-403 م.) الذي رأى أن أعظم تعبير عن الإيمان الرسولي هو قانون الإيمان الذي ختمه الآباء المجتمعون في نيقية، وربما بدون هذه الهرطقة ما كان ممكناً أن يتحقق الاتزان الروحي واللاهوتي في التعليم، إذ أن الهرطقات بعثت دافعاً قوياً لمزيد من النشاط التأليفي والدراسي. وقد نقل لنا القديس أبيفانيوس صورة من الصور الرائعة لشخصية البابا أثناسيوس في مواقفه الحازمة مع الإمبراطور قسطنطين، ناقلاً لنا آخر جملة نطقها البابا أثناسيوس في وجه الإمبراطور بعد أن فقد كل أمل في عدالة الأرض: "الرب يحكم بينى وبينك!!". وكتب القديس في تسجيلاته التاريخية يقول "إن غاية البابا أثناسيوس العميقة التي تجيش في قلبه من متابعة المنشقين عن الايمان خلال زيارته الرعوية الكبيرة، لا أن يخضعهم بالعنف بل أن يضمهم إلى الكنيسة بالحب والإقناع". أبيفانيوس، فيشعر في نفسه بالالتزام أن يرد على كل هرطقة حتى أنه لقب بصائد الهرطقات Heresy-Hunter، وإذ هو ناسك أحس أن أوريجين قد أفسد بساطة ونقاوة الايمان الحقيقى، فأدان هرطوقيته وتابعيه الذين شغفوا بفكره. بكى أبيفانيوس وحزن كثيراً على الهراطقة، ويعتبر المؤرخ الوحيد الذي اعتنى بسرد تاريخ انشقاقهم. وقد اعتمدت بالأكثر على ما ورد في مجموعة "باترولوﭼى Patrology" لمؤلفها عالم الآبائيات الشهير ﭼونز كواستن Johannes Quasten المجلد الثالث. بركة القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس وصلوات قداسة أبينا ومعلمنا ومعلم هذا الجيل البابا شنودة الثالث وشريكه في الخدمة الرسولية صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين النائب البابوى بالاسكندرية تكون معنا ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين. صوم الميلاد 1992 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس من كلماته |
القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس ونشأته |
قصة القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس |
القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس |
القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس |