رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خيمة الشهادة مسكن الله مع شعبه
دراسة موجزة الجزء الثاني الخيمة بوجه عام خيمة الاجتمـــــاع – خيمة الشهادة مسكن الله مع شعبه الجزء الثاني - التعرف على الخيمة بوجهٍ عام
وأيضاً يلزمنا ان نعرف أن كان هناك عند بعض القبائل تقسيم للخيام، فخيمة أفراد القبيلة تختلف عن خيمة رئيس القبيلة أو خيمة الخدم أو خيمة اجتماع رؤساء القبيلة أو خيمة العبادة أو خيمة رؤساء الجيش، أحياناً من حيث الشكل واحياناً من حيث المكان أو الموضع.. الخ، وهذا يختلف بالطبع من قبيلة لأخرى ومن حضارة لحضارة ومن مكان لآخر... ومن الملاحظ أيضاً أن موضوع استخدام الخيمة لم ينتهي بعد بناء المدن والاستقرار فيها، بل ظلت تُستخدم مع اختلاف الاستخدام من عصر لآخر... ولنا أن نعلم أن كثيرين من بني إسرائيل احتفظوا بذكرياتهم البدوية في سكنى الخيام، فكانت عبارة "يذهب إلى خيمته" تعني الذهاب إلى بيته ( أنظر قضاة 8:20، 1مل16:12)، وحتى بعد أن استقر بنو إسرائيل في أرض كنعان، كان من عادتهم عند جمع المحاصيل أن يقيموا في خيام في أطراف مزارعهم ليكونوا قريبين من حصادها. وكانوا يختمون ذلك بالسكنى في مظال أي خيام من "سعف النخل وأغصان أشجار غبياء وصفصاف الوادي" لمدة سبعة أيام" (لاويين 39:23 ـ 43) ووردت الكلمة أيضاً في المشنا في الأحكام الخاصة بالطهارة والنجاسة كلقب لأي شيء يُغطى به الجسد الميت أو يُغطيه، وأحياناً تأتي الكلمة لتُعبِّر عن غطاء النفس الذي هو الجسد اللحمي: [ لأننا نعلم أنه إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماوات بناء من الله... فإننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين إذ لسنا نُريد أن نخلعها بل أن نلبس فوقها لكي يُبتلع المائت من الحياة ] (2كورنثوس 5: 1 و4) وكانت تُسمى أيضاً (قُبة) وذلك بالنسبة لشكلها لأنها عادةً كانت تُرفع على خشبة في المنتصف فتظهر في منتصفها مثل القبة: [ وَدَخَل وَرَاءَ الرَّجُلِ الإِسْرَائِيلِيِّ إِلى القُبَّةِ ] (عدد 25: 8)، ولم تتغير الأوضاع في تلك المناطق إلى اليوم كثيراً عما كانت عليه في أيام إبراهيم وإسحق ويعقوب الذين كانوا يسكنون في خيام ينتقلون بها من مكان إلى مكان ويصف إرميا النبي هذا الوضع بالقول: [ قوموا اصعدوا إلى أمة مطمئنة ساكنة آمنة يقول الرب لا مصاريع ولا عوارض لها، تسكن وحدها ] (إرميا 49: 1)، وحتى لم تختلف شكل الخيام التي سكن فيها إبراهيم اب الآباء بل وجميع آباء العهد القديم في شكلها أو مادتها عن الخيام التي يستخدمها البدو الآن في مثل هذه المناطق، وقد قيل عن يعقوب إنه: [ إنساناً هادئاً يسكن الخيام ] (تكوين 25: 27) ونجد أن الخيمة عادةً كانت تُصنع بخياطة شُقق منسوجة من شعر المعزى، أو من الحُصُر المصنوعة من البردي، وكانت هذه الشُقق تُرفع على أعمدة تقف مثبتة بواسطة أطناب أي حبال مجدولة من شعر المعزى، أو من بعض الألياف النباتية: [ أوسعي مكان خيمتك ولتُبسط شُقق مساكنك. لا تُمسكي، أطيلي أطنابك، وشددي أوتادك ] (إشعياء 54: 2)، وكانت هذه الحبال تُشد إلى أوتاد خشبية تُدق في الأرض بواسطة ميتدة أي مطرقة خشبية: [ فأخذت ياعيل إمرأة حابر وَتَد الخيمة وجعلت الميتدة في يدها ... وضربت الوتد ] (قضاة 4: 21)
عموماً من حيث الشكل نجد أنه لا يوجد شكل واحد ثابت للخيمة، بل نجد لها أشكال مختلفة كثيرة متعددة، منها الخيام المستديرة الشكل وهي غالباً خيمة من النوع الصغير، وغالباً ما تكون على شكل مخروط دائري بشكل جرسي غير مُتقن المعالم، وهي ترتكز عادةً على عامود في المنتصف ليُدعم السقف، ونلاحظ دائماً كقاعدة عامة أن أكثر شيء متقن في الخيمة وله اهتمام خاص في عمله هو سقف الخيمة الذي كان دائماً ما يُعمل باهتمام وإتقان بالغ، أما من جهة الخيام الكبيرة فهي عادة مستطيلة الشكل تُنصب فوق بضعة أعمدة تبلغ في ارتفاعها نحو ستة أو سبعة اقدام، وتُنظم هذه الأعمدة في صفوف، كل صف يتكون من ثلاثة أعمدة، وكانت الأعمدة التي في المنتصف أكثر ارتفاعاً عن الأعمدة الجانبية، فكان سطح الخيمة يبدو مائلاً إلى الجانبين على شكل شبه منشور ثلاثي.
وفي الجزء القادم نبدأ أن نتعرف سوياً على خيمة الشهادة أو خيمة اجتماع الله مع شعبه، اسمائها ومواضع ذكرها في العهد القديم وكل ما يختص بها... |
|