رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سموات جديدة وارضا جديدة القس ميلاد يعقوب ان الوحيد الذي اذا قال فعل، هو الرب، وكل ما يقوله، سيتم بحذافيره، لانه قادر على كل شيء، وهو ساهر على كلمته حتى يجريها... ورغم الفوضى السائدة في كل مكان في هذه الايام، ومحاولات البشر لايجاد حلول ومخارج للازمات العالمية المتفاقمة، الا ان كلمة الرب تبقى ثابتة ورائدة ... ان افكار الله التي اراد ان يعلنها للبشر، موجودة كلها في الكتاب المقدس، ومن وعوده القوية، انه سيخلق سموات جديدة وارضا جديدة، يسكن فيها البر.. لان السماء والارض ستهربان من وجه الجالس على العرش.. كنا نتوقع ان يخلق ارضا جديدة وليس سماءا جديدة، او ان يمحو الارض، لانه لا حاجة لها، لكن القول المفاجئ ينص على خلق سموات جديدة وارض جديدة.... وفي هذا المضمار، لا يهم درجة الخراب الذي وصلت اليه البشرية، ولا يهم نسبة الفوضى التي غاص فيها الانسان، لان الله لا يهزّه امر، بل كلمتة تقوم وتتم، وقد جزم الرب يسوع ان السماء والارض تزولان وحرف واحد او نقطة لا تزول (متى 5: 18).. والعالم يتفنن بالتكنولوجية والعلوم والاختراعات، اما الله الساكن في العلى فيصرّح ان الارض وكل ما فيها من مدنية، ستهرب وتزول وتنحل الى عناصر وتذوب وتختفي، وكل ما تعب الانسان لاجله، سيضمحل، من بنايات وكتابات واشعار وتأليفات وناطحات سحاب، وكل ما نراه من حولنا، وما نراه في وسائل الاعلام وشبكة الانترنت وكل ما نعجب به ويفتن انظارنا، الكل زائل وفان، كما قال الشاعر "لِدوا للموت وابنوا للخراب... فكل زائل الى تباب"... وقال النبي ارميا ان الشعوب تتعب للباطل.. لا يصدّق الكثيرون ان هذه المدنية التي جمعها الانسان في الاف السنين، تتلاشى في لحظات. ولا يصدّق البشر ان ما تعبوا لاجله، سيتطاير كالريش في الهواء، ويتبخر كالماء امام شعاع الشمس، ويضمحل كالحطب في وسط اللهيب، لكن كلمة الله التي كٌتبت منذ فجر البشرية، قد اقرّت، ان السماء والارض تزولان وتفنيان ولا يكون لهما موضع بعد.... من جهة اخرى، يصعب على الانسان ان يعي ويدرك كيف يمكن لله القدير ان يخلق سماءا جديدة وارضا جديدة، وكيف سيكون شكلهما، وهل تختلفان عن السماء والارض التين كانتا قبلا؟؟؟؟!!... هذه الارض التي نعيش على وجهها، كان قد خلقها الله، ووكّل الانسان عليها وسلّمها للبشر، بعد ان صنع الكل جيدا وحسنا، لكن الانسان الذي عمل بالاستقلال عن الله، دمّر كل شيء وشوّه كل امر وافسد ما ابدع الخالق في صنعه.. كان الانسان قد اطفى تشويها على كل شيء من دون استثناء....كان على الانسان الذي وكّله الخالق على خليقته، ان يتسلّط على كل شيء ويحافظ على كرامته من خلال المحافظة على علاقة صحيحة وشركة سليمة مع الخالق الذي امنّه... لكن الانسان، اول خطوة فعلها، اخرج القدير من حياته، ولان الله خلق الانسان حر الارادة، قبِلَ الخالق واعطى الانسان ان يختبر الحياة من دون الخالق، فاختبر الانسان المرار والاسى واليأس... أ ليس غريبا ان الانسان يربض على عش من الشكوك بخصوص مَن وكّله، ومَن وثق به، ومَن خلق الكل لاجله، ومَن احبه؟؟؟، أ ليس غريبا ومستهجنا حقا ان البشر منذ البداية، ظنوا ان سعادتهم ونجاحهم متوقفان على العمل والتفكير والتخطيط من دون الله؟؟، كان على الانسان ان يثق ان الله الذي خلق الجنة باتقان ووهبها للانسان، هو اله محب واله خير، وله مقاصد عجيبة نحو البشر، وكان على الانسان ان يقتنع ان نجاحه واستمراريته يتوقفان على العمل بانسجام مع الله، ومن خلال المحافظة على صلة كاملة ووثيقة مع الاله المحب والحكيم.... دخل الشيطان واقنع الانسان ان البداية هي ابعاد الله عن شؤون البشر، والانسان بغباوته صدّق الاكذوبة.. واليوم يختبر الجميع نتائج هذا القرار الذي اتخذه البشر اجمعين... والكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي يمنح رجاءا عظيما للبشرية التي اظلم الافق امامها، وكل يوم يزداد سوادا وديجورا... ووعْد الله بخلق سموات وارض جديدة يهدّئ من روعة البشر ويطمئن المرعوبين... لذلك ليس مهما ما جمّعته من املاك وثروة وعلم وجاه ومركز وتأييد بشريّ، المهم هو ما جمّعته للابدية، وما زرعته للخلود.. والسؤال الاهم هو، هل انت قد ضمنت لك مكانا مع جالس الابد؟؟؟... لا شك ان الانسان الحكيم والعاقل هو الذي يضمن لنفسه ولآخرين من حوله، ابدية مع خالقه ... لا يمكن لانسان فهيم ان يعبر هذا العمر في هذا العالم دون ان يعلم الى اين يذهب واين سيقضي الابدية... ان الله سيخلق كما وعد ارضا جديدة وسماء جديدة لا ظلم فيهما ولا عوج ولا جور.. طوبى لمن له نصيب في الابدية مع الرب... ان الانجيل المقدس يؤكد ان الانسان يمكنه ان يجد ضمانا لابديته ليس في ذاته او في داخله بل في رب السماء الذي خلق الانسان ليس ليعيش سبعين عاما، بل خلقه خالدا عاملا مع الخالق وقريبا للقدير.. لا تدع انسانا او شيطانا يخسرك الحياة الابدية، قال يسوع اما انا فقد اتيت لتكون لكم حياة وليكون لكم افضل...(يو 10) بقلم القس ميلاد يعقوب |
|