من عام إلى عام يعطينا الرب وعوداً خاصة للعام الجديد
وعوداً لهذه الخدمة وكذلك لكل من يشعر بالانتماء لها
وكذلك لكل شخص يستقبل في قلبه من الرب أن هذه الوعود له
وبالإيمان نتحد معاً طوال العام
منتظرين ومتوقعين تدخلات الله العجيبة لتحقيق هذه الوعود
حتى إلى اللحظات الأخيرة للعام
أنا أسير قدامك والهضاب أمهد. أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف" (إشعياء 2،1:45).
"أكثرت الأمة، عظمت لها الفرح" (إشعياء3:9)
م. غادة:
عندما كنت أصلي للوعد الخاص بهذا العام، وقبل أن تلمع داخلي الأيات التي سأشارك بها، شغلني الرب بمعنى خاص يتلخص في كلمة "عنق الزجاجة".. وكأن هناك شيئاً يخرج وينطلق من مكان ضيق إلى مكان أوسع بكثير جداً.. وكأن لله قصد أن يعمل أموراً في وسطنا كأفراد وكخدمة.. أموراً بها مخرج لأشخاص، أو أمور في الخدمة بها اتساع.. بها أرض واسعة أكثر.. وكأن شخص مر من عنق الزجاجة. قد يبدو أن هناك أوقاتاً بها ضيق، ولكن في أثناء الضيق يأتي شيئاً أوسع. في داخلي بالفعل اشتياقات عميقة جداً للعام الجديد حيث نرى عجائب الله ومعجزاته بأكثر سلاسة وأكثر سهولة..
والمعنى الكتابي الذي شغلني به الرب هو: "هكذا يقول الرب لمسيحه، لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً، وأحقاء ملوك أحل، لأفتح أمامه المصراعين، والأبواب لا تغلق: أنا أسير قدامك والهضاب أمهد. أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف" (إشعياء 2،1:45).
كان كورش هو الملك الوثني الوحيد الذي ذكر الكتاب عنه أنه مسيح الرب. ومع أنه ملكاً وثنياً وحاكماً أممياً بعيداً عن شعب الله، إلا أن الرب قال عنه أنه مسيح الرب! نعم إن الملك كورش يمثل الطرق العجيبة والغير متوقعة التي سيعمل بها الرب في حياتنا.
"أكسر مصراعي النحاس". كانت مدينة بابل بها مائة باب حديدي.. خمسة وعشرون باباً من كل جهة. ومع هذا، فقد وعد الرب كورش أنه سيُكٍّسر كل الأبواب النحاسية العنيفة والشديدة.. وسيزيل كل أعاقات أمام الشعب؛ فكورش سيسير والشعب سيسير وراءه والأبواب ستفتح أمامهم.. وتُقطع كل أقفال الحديد القديمة. وأنت أيضاً يمكنك أن تعلن إيمانك بأن حضور الله سيسير أمامك في كل دوائر حياتك المختلفة، وهو أقوى بكثير من الأبواب والأقفال الحديدية التي تعوق حياتك. لذا إذا كان في حياتك أبواباً نحاسية كبيرة وقوية تقف في طريقك، ثق أن الرب سيستخدم طرقاً غريبة؛ فأنت ستسير والمعجزة تسير أمامك والأبواب تنفتح مقابلك حتى ولو كانت كثيرة جداً أو عنيفة جداً
"أنا أسير قدامك والهضاب أمهد".. وآمن أيضاً أن حضور الله يسير أمامك.. يتقدمك.. ويكون أقوى بكثير جداً من الأقفال أو من الأبواب الحديدية. فإذا كنت قد حاربت كثيراً العام الماضي، فإن الله سيعد الطريق أمامك للنصرة في هذا العام.. سيمهد الهضاب أمامك، أي سيُسوي الجبال بالأرض ويزيل كل إعاقات تقف أمامك مثل الجبل. إن الرب سوف يُعد الطريق لكي تنتصر وسينزع كل شيء من أمامك.. ينزع أشواك.. ينزع إعاقات.. ينزع كل باب مقفل، وكل باب جامد.
"مغاليق الحديد أقصف".. "أفتح أمامك المصراعين والأبواب لا تغلق". كما أدعوك أيضاً أن تطلق إيمانك بأن هناك معجزات تحدث بأكثر سلاسة وسهولة فتتعجب من أعمال الله وتنبهر من يد الله التي تعمل في حياتك. لذا قل "إن الأبواب تنفتح أمامي ولا تُغلق.. وكلما سرت في حضور الله، كلما رأيت إعاقات تتزحزح من أمامك..".
ولتوضيح المعنى الذي أقصده، إليك بعض الأمثلة الكتابية:
· ففي سفر الملوك الثاني الأصحاح السابع يتحدث الكتاب عن أربع رجال برص وقد دخلوا مدينة الأعداء بحثاً عن طعام.. وبمجرد دخولهم أدركوا أن الرب كان قد أسمع الأعداء صوت جيش ومركبات كثيرة، ووقع رعباً عليهم، فتركوا كل شيء وهربوا من أماكنهم. لقد انفتحت الأبواب أمام الأربعة برص، وأخذوا ينهبون ذهب وفضة الأعداء دون مجهود.
· وفي حرب شاول مع داود.. نجد أنه عندما كاد شاول أن يقترب من داود، جاء رسول لشاول يقول له أن يذهب لأن الفلسطنيين قد اقتحموا الأرض (1صم23 )، فيترك شاول داود الذي كان على بُعد خطوات منه، ويذهب عنه لينشغل بأمور أخرى.. لذا آمن أن الله يصيب العدو بالعمى والغباء وتأخذ أنت البركة.
· وفي قضاة الأصحاح السابع يتحدث الكتاب عن جدعون، قبل معركته مع المديانيين، وقد سمع أثنان من جيش الأعداء يتحدثان معاً بحلم رآه أحدهما بأن رغيف شعير يقلب خيام المديانيين. ويسمع جدعون هذا الحلم بأذنيه أثناء حديث الأعداء معاً.. ويدخل جدعون المعركة وينتصر بعد أن يصاب العدو بالعمى.
د. يوحنا رضا:
"أكثرت الأمة، عظمت لها الفرح" (إشعياء3:9).
لقد أعطاني الرب لهذا العام صورة عن الإكثار والإثمار.. صورة عن أراضي بها أشجار خضراء.. وهذه الأرض تتسع والأشجار المثمرة تتكاثر وتمتد هنا وهناك.. أشجار تتضاعف وتزداد. وكلما إزدادت الثمار، كلما إزداد فرح الحصاد.
نعم شعرت بمعنى الإثمار والإكثار ومعنى الفرح العظيم في ذات الوقت.
لذا أعلن إيمانك هذا العام بالتضاعف والازدياد. آمن أن الرب يوسع حياتك الروحية ويكون هناك إتساع في البركة والاستخدام .. إتساع لحضور الرب في حياتك.. وإتساع في المسحة والإيمان لكي يصنع بك الرب أموراً أعظم من كل الماضي. نعم إن الرب يريدك أن تتسع في إيمانك من الداخل قبل الخارج.. لذا ضاعف إيمانك العام المقبل لكي تمتلك الثمار ويكون هناك فرح عظيم يملأ حياتك باستمرار.
ولكي تتحقق هذه الوعود، أعطاني الرب وعدين آخرين وكأنهما خطوات في الطريق أحب أن أشاركك بهما:
1- "وأجعلك لهذا الشعب سور نحاس حصين فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأني معك لأخلصك وأنقذك يقول الرب. فأنقذك من يد الأشرار وأفديك من كف العتاة" (إر21،20:15).
في الأصحاح الخامس عشر من سفر إرميا بعدما قال الرب لإرميا "إن رجعت أرجعك"، وبعدما تم شفاء نفسيته المكسورة بعد أن كان يتذمر على الله، قال له الرب أنه سيجعله سور نحاس حصين.. شديد.. قوي. لذا هل تؤمن أن الرب يستطيع أن يصنع تغييراً جذرياً في شخصيتك؟ وتُرى هل لديك الجرأة أن تقول عن نفسك أنك سور نحاس حصين؟
والأكثر من ذلك، أن الرب قد وعد أنه سينقذك من يد الأشرار ويفديك من كف العتاه. لذا أدعوك أن تمتلك هذا الوعد. فهيا أعلن إيمانك بأنك ستفرح لأنك قد أصبحت قوياً بالداخل "سور نحاس حصين".. شديداً في الإنسان الباطن، أي من الداخل. بالفعل أنت لست ضعيفاً أو خائراً. وأعلن إيمانك أيضاً أن الرب سيحامي عنك وسينقذك ويخلصك.. وعندما يحاربك العدو لن يقدر عليك.
لذا أشجعك أن تستقبل القوة التي تنقلها لك هذه الأية لكي لا تتعطل وعود الرب لك.. وأعلن إيمانك أنك من عام إلى عام تكون أكثر صلابة. وإذا أتي العدو ليحاربك لا يقدر عليك لأن الرب يخلصك وينقذك.. فقد تأتي الحرب من العدو ولكنك لا تجزع بل تكون قوياً.. ولن ينجح العدو لأنه يوجد إنقاذ دون إيذاء.
2- أما المعنى الثاني فنجده في (مز 92: 10- 14) حيث يقول الكتاب "تدهنت بزيت طري". نعم هناك زيت جديد لرأسك العام القادم.. مسحة جديدة.. دهن طري لتصبح أكثر قوة. زيت طازج حيث لا مكان لأثار الجفاف الروحي في حياتك.
"الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو".. ستكون كالنخلة الوارفة.. تزهو عالياً وترتفع.. لا تخاف الرياح ولا تهاب العواصف؛ فالرياح والعواصف يجعلان الجذور تزداد ثباتاً وعمقاً واتساعاً.. وكأشجار الأرز المعمرة القوية جداً التي تحيا لسنوات طوال مرتفعة قوية وخضراء. نعم ستُصبح أكثر قوة وصلابة.
"مغروسين في بيت الرب، في ديار إلهنا يزهون. أيضاً يثمرون في الشيبة، يكونون دساماً وخضراً" نعم، نعم، ستكون مثمراً في شبابك وفي نضوجك وفي شيخوختك، كل أيام حياتك.. ستعيش في حيوية وازدهار مادمت مغروساً في ديار الرب ووسط جماعة المؤمين.
لذا أعلن إيمانك معي أن سنوات الجفاف ستمر سريعاً وأن الرب سيأتي بزيت جديد طري ومسحة جديدة لكل أوراق جافة كانت تعكر صفو حياتك نتيجة معارك أو احتكاكات أو ضغوط. عام تشعر فيه بغمر جديد بالروح القدس حيث يحملك الروح ويدهنك بزيت جديد.
كيف تحمي الوعد؟
هناك بعض الحقائق الهامة التي يجب أن تحيا بها لكي تتحقق وعود الرب في حياتك. من أهم هذه الحقائق هو إيمانك وثقتك بأن الرب سيحقق ما تكلم به إليك حتى وإذا كنت ترى مقاومة أوصعوبات تقف أمامك. ولكي ترى هذه الوعود تتحقق وتثمر في حياتك، عليك أيضاً أن تحمي هذه الوعود.. فهل تعلمت كيف تحيا بالإيمان لتحقيق وعود الله لك؟ وهل تحمي هذه الوعود حتى ترى ثمرها في حياتك؟
كن ثابت في إيمانك مهما كانت المقاومة:
في سفر التكوين يخبرنا الكتاب عن إسحاق عندما باركه الرب فقال: "وزرع إسحق في تلك الأرض فأصاب في تلك السنة مئة ضعف وباركه الرب. فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم.." (13،12:26). وكان نتيجة لذلك أنه "حسده الفلسطينيون".."وجميع الآبار التي حفرها عبيد أبيه في أيام إبراهيم أبيه طمثها الفلسطينيون وملأوها تراباً" (تك15:26). لقد خاف منه الأعداء وقالوا له "اِذهب عنا لأنك صرت أقوى منا".. فماذا فعل إسحق؟ "فعاد إسحق ونبش آبار الماء التي حفروها في أيام إبراهيم أبيه وطمَّها الفلسطينيون بعد موت أبيه ودعاها بأسماء كالأسماء التي دعاها بها أبوه" (أية18). لقد حفر إسحاق بئراً وخاصموه عليها.. ثم عاد وحفر بئر أخرى ونازعوه فيها.. ثم بئر أخرى وتخاصموا عليها. ولكن هل استمر الوضع هكذا؟ بالطبع لا. يقول الكتاب "ثم نقل من هناك وحفر بئر أخرى ولم يتخاصموا عليها فدعا اسمها رحوبوت وقال إنه الآن قد أرحب لنا الرب وأثمرنا في الأرض" (أية22)... وهنا حُسمت المعركة.
إن العدو يغتاظ كلما نجحت وكلما أخذت بركة من الله، ولقد لا حظت من الكتاب أن عناد ومقاومة العدو تزداد جداً عندما يكون هناك وعد إلهي بالتضاعف أو عندما يقول بالتحديد مئة ضعف (راجع هنا تك 26: 12-14 وقارن مع تك37: 4 & مر10: 30 ). ولكن هل لديك الإيمان أن كل مقاومة على حياتك ستنتهي مهما كانت شدتها؟ وعندما ينازعك شيء ما، تُرى هل تستسلم أم تظل رجل إيمان؟
قد يقاومك العدو، ولكن ليس معنى هذا أنك تتخلى عن وعد الرب لك.. أقول لك أن العدو لم يُسلب الحق في أن يقاومك ولكن سُلب الحق في أن ينتصر عليك. فإذا سيطر العدو على حياتك أو أعاق وعوداً فهذا لأنك لم تقاومه.. وبهذا يأخذ فرصة لكي ينتصر عليك ويهزمك. لذا عندما تحدث مقاومة من العدو على حياتك وعلى وعود الرب لك بالبركة، اِستمر بالإيمان ولا تتشكك في وعوده لك. لا تخاف العدو ولكن بالإيمان أطلق البركة لأن الإيمان يعطيك طاقة. وعندما ترى أبواباً تُغلق أمامك، أعلن إيمانك أن هناك أبواب أخرى سوف تُفتح. يقول الكتاب عن إبراهيم "ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطياً مجداً لله" (رو20:4). إن عدم الإيمان يأتي من النظر إلى العيان.. أو الظروف.. أو الاستماع إلى آراء الآخرين. لذا لا تنظر إلى ما تراه بالعيان بل إلى ما تقوله كلمة الرب.. وابنِ إيمانك على هذه الكلمة. يخبرنا الكتاب أن الرب لم يستطع أن يصنع ولو آية واحدة بسبب عدم إيمانهم (مر5:6).
بالإيمان عَبَرَ شعب الله في البحر الأحمر على اليابسة، الأمر الذي عندما شرع فيه المصريين وجيش فرعون غرقوا. لذا فليس المؤثر هو وجود مقاومة أم لا، ولكن الإيمان هو الذي يجعل يد الرب تتحرك وتعمل. كَمْ من المرات التي أعلن فيها الكتاب المقدس عن رجال الله الذيم تعرضوا لمقاومة من العدو، ولكن مَنْ منهم لم يحيا بالإيمان؟
لذا عندما تتعرض لمقاومة أو ضغوط، يجب عليك أن تستمر في إيمانك ولا تتشكك لأن هناك وعداً من الرب لحياتك ولعائلتك.. وكن ثابتاً وواثقاُ في الرب. وانتبه لأن الوعد قد يتعطل بسبب عدم الإيمان وليس لأن الرب لا يفعل شيئاً.
بالإيمان نغلب:
يعلمنا الكتاب أن الغلبة هي من نتائج الإيمان. إن الرب لا يريد أناساً لديهم امكانات خاصة، بل أناساً يحييون بالإيمان وذلك لأن الإيمان يغيِّر الأوضاع. إن الإيمان ليس كلمة بسيطة.. إنما هو قوي وفعال جداً. بالإيمان ترك بطرس السفينة وسار فوق الأمواج عالية (مت29:14). بالإيمان عائلة موسى أخفوه وألقوه في النهر والرب أنقذه . وبالإيمان خرج إبراهيم وهو لا يعلم إلى أين يذهب.. وبالإيمان الفتية الثلاثة لم يؤذوا وألقوا في الأتون وأنقذهم الرب. بالإيمان دانيال دخل في جب الأسود الجائعة ولم يؤذى لأن الرب أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود. بالإيمان خرج يوسف من السجن وأصبح ثاني رجل في المملكة.
لذلك عندما تثق في الرب، سترى طرقه العجيبة وستراه يُخرجك من كل أمور صعبة تمر بها، ويحوِّل كل الأشياء للخير. فلا تفكر أن النجاة في القارب لأن النجاة في الرب وحده وفي حمايته لك.. ولا تتأثر بوجود المقاومة.. ولا تجعل محاولات إبليس تنجح في أن تؤثر على ذهنك، بل اجعل إيمانك فعالاً يكسر كل مخاوف.
اجعل وعود الرب تتسلط على الأشواك:
يتحدث الكتاب في إنجيل لوقا الأصحاح الثامن عن مَثَلْ الزارع.. والزارع هو الرب نفسه والبذار هي كلمة الله. هناك اشخاص عندما تتلقى كلمة الله، تأتي الأشواك والهموم وتخنق تلك الكلمة بما تحويه من وعود. فبدلاً من أن تعلن قوة كلمة الله على الهموم والأشواك وتجعل الوعود هي الأقوى، تجد الوعود تختنق وسط هموم الحياة.
وهناك نوع آخر من المؤمنين يأخذ الوعود، ولأن أرض حياتهم محجرة وليس هناك عمق في العلاقة مع الرب، لا تتحقق هذه الوعود. لذا عليك أن تتمسك بكلمة الرب لك لأن بها حياة، وأجعل الوعد يتحدى الأشواك التي تحاول أن تخنق هذه الوعود. أقطع أشواك الخوف والانزعاج والقلق، وعندئذ ستغلب. فإما أن تغلب بالوعد أو أن تسمح للأشواك أن تخنق الكلمة والوعد. فهل لديك الإيمان الذي يسود على الأشواك ويقطعها؟
كما يتحدث الكتاب عن نوع آخر من البذار التي تقع على الأرض الجيدة.. "والذي في الأرض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر" (أية15). فكيف تستقبل وعود الرب لك؟ هل في قلب جيد أم على السطح؟ هل تقع الوعود في أرض جيدة وتتمسك بها وتخبئها، أم تسمح لأرواح الشر أن تخطفها فلا تتحقق في حياتك؟
تأني إلى أن ترى الثمر:
"فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب. هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين، متأنياً عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر" (يع 5: 7). عندما يلقي الفلاح البذار، ينتظر المطر أن يأتي في الوقت المناسب.. ينتظر المطر المبكر والمتأخر. فهل عندما تأخذ وعوداً من الرب تعرف أن تنتظر الرب وتنتظر الروح القدس في قلبك ليأتي عليها كما يأتي المطر على البذار فتحيا، أم تستسلم لأنك ألقيت البذار ولم تجد نتائج تحدث؟ هيا أطلب من الرب أن يحررك من عدم الإيمان ومن التأثر بالعيان.
أحمِ الوعد:
"مَنْ يحمي تينة يأكل ثمرتها" (أم18:27). إن وعود الرب لحياتك هي بذار يجب أن تحميها لكي تثمر وتصبح شجرة تأكل منها. إن الرب يريد أن يحوِّل وعوده لك إلى شجرة مثمرة فتصبح مصدر تغذية لحياتك.. فهل تحمي الوعود التي يعطيها الرب لك؟ يقول الكتاب: "الموت والحياة في يد اللسان واحباؤه يأكلون ثمره" (أم 21:18). لذا أنطق بالوعد الذي يعطيه لك الرب وتكلم به. وحتى إذا كانت هناك أسوار عالية، لا تصمت ولا تترك الوعد بل تمسك به لأن الوعد الذي يعطيه لك الرب يمتليء بالحياة. لهذا سبح ورنم وأفرح لأنك تتكلم بكلمات الحياة.. ولا تسمح لمشاعر أو كلمات سلبية أن تأخذ مكانها في حياتك. فبالإيمان تحمي الوعود إلى أن تصبح تينة مثمرة تأكل منها.
أشكرك يارب من أجل كل كلمة تكلمت بها على حياتي..
وأؤمن أنك ستحققها حتى إذا كانت هناك مقاومة من العدو..
أنت تمنحني قوة بالروح القدس لكي أظل ثابتاً وأهزم كل ظروف صعبة..
أملأ يارب قلبي بمياه الروح ليصبح أرضاً جيدة تستقبل كلمتك ووعودك فتثمر ثماراً رائعة في حياتي
وتعلن مجدك وقدرتك أمام كل مَنْ يراني.
آمين.