رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رئيس هذا العالم (يوحنا 21:12) نحن نعيش في عالم آثم يُرتَكَب فيه كل يوم ألف خطيئة وخطيئة (سرقة، أعمال سلب، قتل...)، في كل الأرض وليس في مكان واحد. حتّى أن هذه الأمور الرهيبة صارت عادية لكثرة ما تتكرّر. ولكنها ليست مستجدّة اليوم، فقد كان الأمر على هذا المنوال دوماً، منذ بداية البشرية إلى اليوم. بتعبير آخر، خلال هذه الآلاف من السنوات، منذ السقوط إلى اليوم، لم يكن هناك يوم واحد سادت فيه المحبة والعدالة والسلام ومحبة الآخرين. يبدو أن رئيس هذا العالم هو الشيطان. إنه حاكم هذا العالم! هذا ما قد يبدو، دون أن يكون هذا حقيقة الأمر. سبب الشر لنتذكرّن أنّ الشيطان هو مَن يزرع فكرة الشر في فكر كلّ منّا. من ثمّ، يتولى كلّ منا شخصياً إخراج الفكرة. بشكل أكثر تحديداً: يضع الشيطان في عقلنا أنّه علينا السرقة. لكننا نحن مَن يخطط المكان والزمان والطريقة والمادة التي سوف نسرقها. قد نخطط لأمر ما اليوم، ولأمر آخر غداً ولغيره في اليوم الذي يليه. إلى هذا، قد ننجز مخططاتنا ونبدأ بارتكاب السرقة، ولكن على الطريق، قد يخطر في فكرنا شيء آخر فنوقف كل عمليتنا. فنذهب إلى بيتنا لنضع مخططات جديدة. الآن، ماذا إذا باشرنا هذه المرة إلى السرقة وارتكبناها؟ أهو الشيطان الذي جعلنا نرتكبها أم نحن؟ أهو الذي وضع خططَنا، أهو فَتَح أيدينا للإمساك بشيء لا يخصّنا أم نحن مَن قام بذلك؟ نحن المسئولون عن هذه اللعبة. نحن سرقنا وليس الشيطان. ينطبق الأمر نفسه على العمل الذي نقوم به، كما على أي أمر نعمله. نحن ننفذه. والأمر نفسه ينطبق على أصدقائنا، كما على كل الناس. بتعبير آخر، ليس الشيطان مَن يعمل الشر، بل نحن في ضعفنا. لو كان الشيطان هو مَن يعمل الشر، لكنا نحن أبرياء وما من داعٍ لمعاقبتنا. وبالتالي كنّ لنذهب إلى الفردوس مهما كانت الجرائم التي اقترفناها ووحده الشيطان يذهب إلى الجحيم. الشيطان "الكليّ القوة" لقد رأينا الشيطان يعذِّب الممسوسين. لكن هناك أمراً لم نعِرْه ما يكفي من الانتباه، وهو أنّه لا يعذّب ضحاياه ليلاً ونهاراً، لكن فقط في الفترات الفاصلة. في أغلب الوقائع، يتركهم ولا يزعجهم. لماذا؟ لمَ هذه الرحمة والتعاطف؟ إنه لا يتركهم بداعي الرحمة ولا بداعي التعاطف، بل بسبب الضعف. بتعبير آخر، إنّه لا يعذّب ضحاياه عندما يرغب بذلك، بل فقط عندما يسمح الله له بذلك. من دون سماح الله، لا يستطيع الشيطان أن يعذّب أحداً. قبل تعذيبه لأيوب البار، طلب الإذن من الرب (أيوب 2:2). إنه يعجز حتّى عن تعذيب الحيوانات من دون إذن السيدّ! تذكروا كيف سألته الشياطين أن يأذن لها بالدخول في قطيع الخنازير (مرقس 3:5). عندما دخلوا ركض القطيع إلى الجرف في البحر. هذا قد يبدو هلوسة! لا يملك الشيطان أي حساب يسويه مع الخنازير، ولا مع البشر، خاصة المسيحيين منهم، لأنهم يؤمنون بالمسيح الذي هو عدوه. لكن، إذا كان الشيطان قد قضى على قطيع الخنازير بهذا الشكل الفظ، تخيّلوا كم يرغب بالقضاء على الناس! إنه يحبّ أن يدخل في كل واحد منّا، ليجعلنا نركض متهورين نحو المنحدرات وفي البحار ونسعى لهلاكنا، حتى لا يبقى ولا إنسان واحد على الأرض، خاصة من المسيحيين، ليعبد عدوه. ومع هذا، دائماً وفي كل العصور، عاش الناس ومن بينهم المسيحيون. إذاً، سيد الكلّ يضبط الشيطان مضيقاً عليه. في هذه الحال، مَن هو سيد هذا العالم الفعلي؟ الله صالح كون الله يضبط كلّ قوة الشيطان، يعني أنّه هو كلي القدرة، وبالتالي أكثر قوة من الشيطان. وعليه، إنه قادر على عمل أشياء مدهشة في أي وقت: أن يجعل الأرض ترتجف لساعات بنظرة والعالم كله يسجد له كإله وسيد، أن يجمّد اللص الماضي ليسرق، ومثله القاتل وغيرهما، حتى يبيد الشر من الأرض مرة وللأبد. الله قادر على جعل العالم فردوساً أرضياً. لكن الله لا يعمل ذلك مع أنه قادر، إلا إنه لا يريد. فيما الشيطان يريد ولا يقدر! لا يريد الله ذلك لأنه إله صالح، يريد عمل الصلاح بحرية لا تحت الضغط، لذا يترك كل شيء لنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الشيطان رئيس هذا العالم |
رئيس هذا العالم |
لقد ادين رئيس هذا العالم |
رئيس هذا العالم |
أفقر رئيس دولة في العالم |