خالق السماءوالأرض –ما يُري وما لا يُرى
لا يراني أحد ويعيش!
1. يستحيل علينا أن نتطلع إلى الله بأعين بشرية، لأن غير الجسدي لا يقع تحت الأعين الجسدية. وقد شهد الابن الوحيد – ابن الله نفسه – قائلاً: “الله لم يره أحد في أي زمان” (يو 1: 18). فإن فهم أحد مما ورد في حزقيال (حز 1: 28) إنه رأى الله، فإنه ماذا يقول الكتاب المقدس؟ إنه رأى “شبه مجد الله”، وليس الرب ذاته كما هو في حقيقته، بل شبه مجده. وبمجرد رؤيته شبه مجد الله، وليس المجد ذاته، سقط على الأرض مرتعدًا. فإن كانت رؤية شبه المجد تملأ الأنبياء رعدة، فبالتأكيد إن حاول أحد رؤية الله ذاته يموت، وذلك كالقول: “الإنسان لا يرى وجهي ويعيش” (خر 33: 20).
من أجل هذا فإن الله بحنو رحمته بسط السماوات أمام لاهوته لكيلا نموت. لست أقول هذا من عندي بل هو قول النبي: “ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك، تتزلزل الجبال (وتذوب) (إش 64: 1).
لماذا تتعجب من سقوط دانيال عند رؤيته شبه المجد، إن كان دانيال عند رؤيته جبرائيل – الذي هو ليس إلا مجرد خادم الله – ارتعب للحال وسقط على وجهه ولم يجسر النبي أن يجيبه بالرغم من أن الملاك نفسه، جاء على شبه ابن بشر؟! (راجع دا 10: 9، 16، 18) إن كان ظهور جبرائيل أرعب الأنبياء، فهل يرى الإنسان الله كما هو ولا يموت؟!
نراه خلال أعماله
2. يستحيل على الأعين البشرية أن ترى الطبيعة الإلهية، إنما تدرك قوتها بعض الإدراك خلال أعماله الإلهية. يقول سليمان: “بعظم جمال المبروءات يبصر ناظرها على طريق المقايسة”[1]. لم يقل إن الخالق يُرى خلال خليقته، بل أوضح أن ذلك يكون “نسبيًا”. فإن الله أعظم مما يدركه أي إنسان خلال معاينته عظمة الخليقة. وإذ يرتفع قلبه أكثر بمعاينته أكثر (لعظمة الخليقة) ينال إدراكًا أعظم نحو الله.
إن كنا لا نفهم عرشه، فكيف ندرك طبيعته؟
3. أتريد أن تتعلم استحالة فهم طبيعة الله؟ يقول الثلاثة فتية في أتون النار بتسبيحه مقدمين المجد لله: “مبارك أنت يا من ترى الأعماق وتجلس على الشاروبيم” (تسبحة الثلاثة فتية 32).
أخبرني ما هي طبيعة الشاروبيم وبعد ذلك تطلع إلى الجالس عليه؟ قدم حزقيال وصفًا لهم قدر ما يستطيع قائلاً إن لكل واحد منهم أربعة أوجه: فشبه وجوهها وجه إنسان، ووجه أسد، ووجه ثور، ووجه نسر، ولكل واحد منها ستة أجنحة[2]، لهم أعين من كل جانب، وتحت كل واحد فواحد عجلة ذات أربعة جوانب. وبالرغم مما أوضحه لنا النبي، إلاّ أننا عند قراءته لا نستطيع أن نفهم. فإن كنا نعجز عن فهم العرش الموصوف، فكيف نفهم الجالس عليه غير المنظور ولا منطوق به؟! إذن يستحيل علينا أن نتحرى عن طبيعة الله، إنما في مقدورنا أن نقدم تسابيح لمجده من أجل أعماله المنظورة.
خالق السماء والأرض
4. نقول في قانون إيماننا “(نؤمن) بإله واحد. الآب القدير، خالق السماء والأرض، ما يُرى وما لا يُرى”، متذكرين أن أبا ربنا يسوع المسيح هو نفسه خالق السماء والأرض. وبهذا نُحفظ من أخطاء الهراطقة الأشرار الذين يتجاسرون فيقولون شرًا على خالق هذا العالم كلي الحكمة، إذ لهم عيون جسدية، أما عيون قلوبهم فأظلمت.
حكمة الله خالق الجلد
5. لأنه أي خطأ يجدونه في خليقة الله المتسعة؟! هؤلاء الذين كان يليق بهم أن يتأملوا اتساع السماوات مندهشين… ويتعبدوا لخالق السماء كقبةٍ، وموجد مادة السماء (السحب) من الماء، إذ “قال الله ليكن جلد في وسط المياه” (تك 1: 6).
تكلم مرة فتحقق قوله وبقي دون أن يسقط[3]…
جمال الخليقة يتحدث عن الله
6. ولكن ماذا؟ أما ندهش معجبين من بنيان الشمس؟ فإنها تبدو للنظر جسمًا صغيرًا لكنها تحمل قوة جبارة. تشرق من المشارق، وترسل أشعتها حتى المغارب. وكما وصف المرتل شروقها عند الفجر قائلاً: “مثل العريس الخارج من خدره” (مز 19: 5).
لقد رسم لنا بهاءها وخفة حرارتها عند بداية شروقها للبشر حتى إذا ما جاء وقت الظهيرة غالبًا ما نهرب من التطلع إليها. فشروقها متعة للجميع، إنها شبيهة بالعريس!
تأمل أيضًا تدابيرها (بل بالأحرى تدابير الله موجد عملها)، كيف تظهر في الصيف مرتفعة حيث يطول فيه النهار، فتعطي للبشر فرصة للعمل، وفي الشتاء يزداد البرد ويطول الليل لأجل راحة البشر… كما تساهم في أثمار منتجات الأرض!
تأمل كيف تتوالى الأيام، وتتوافق مع بعضها البعض، في نظامٍ لائقٍ. في الصيف يطول النهار وفي الشتاء يقصر، وأمّا في الربيع والخريف فيتساوى كل منهما مع الآخر.
وهكذا يحمل الليل نظامًا مشابهًا، إذ يقول المرتل: “يوم إلى يوم يبدي قولاً، وليل إلى ليل يُظهر علمًا” (مز 19: 2).
يا للهراطقة الصم، إذ تصرخ هذه جميعها مدوية بصوتٍ عالًٍ خلال نظامها المبدع، قائلة: “ليس إله آخر سوى الخالق، موجد هذه النظم ومدبر نظام المسكونة!”
موجد النور والظلمة
7. لا تسمح لأحد أن يقول إن خالق النور غير خالق الظلمة، بل تذكر ما جاء في إشعياء! أنا الله “مصور النور وخالق الظلمة” (إش 45: 7).
لماذا تتكدر من هذا يا إنسان؟ لماذا تستاء من الفرصة المعطاة لك للراحة؟!
هل الخادم يسمح له سيده بالراحة لو لم تحتم الظلمة عليه بضرورة الراحة؟!
فبعد إرهاق النهار ننتعش ليلاً، فنقوم في الصباح، وقد تجددت قوانا بعد أثقال أتعاب النهار وذلك بفضل راحة الليل.
أي شيء أنفع للإنسان من الليل لبلوغ الحكمة؟! ففيه غالبًا ما نتأمل أعمال الله، وفيه نقرأ الأقوال الإلهية ونتفهمها، وفيه نضبط أذهاننا بالأكثر لنترنم بالأبصلمودية Psalmody والصلاة! أما يحدث هذا بالليل؟!
متى نتذكر خطايانا؟ أما يكون ذلك في الليل غالبًا؟!
إذن ليتنا لا نقبل فكرًا شريرًا ينادي بأن إلهًا آخر هو صانع الظلمة، إذ نحن ندرك بخبرتنا أنها صالحة ونافعة[4].
مدبر الكون!
8. كان يليق بهم بالأحرى أن يندهشوا متعجبين لا من نظام الشمس والقمر فحسب بل ونظم النجوم الدقيق وظهور كل كوكب في حينه. ومن ظهورها يعرف الصيف والشتاء، وبعضها يُعلن وقت الغرس وغيرها تعلن عن بداية الإبحار[5].
فالإنسان وهو جالس في سفينته يبحر بين أمواج بلا حدود، موجهًا سفينته بتطلعه إلى النجوم. وكما يقول الكتاب المقدس عن هذه الأمور “وتكون لآيات وأوقات… وسنين” (تك 1: 14)، وليس لأجل التنجيم والخزعبلات…
تأمل كيف وهبنا بنعمته أن يزداد نور النهار تدريجيًا، فلا نرى (الشمس) مشرقة دفعة واحدة، بل تبدأ بنور بسيط حتى تقدر العين أن تتطلع إليه إلى أن تبلغ الشعاع القوي.
تأمل كيف تسعف أشعة القمر ظلام الليل؟!
المهتم بالمياه والأمطار!
9. “من هو أب للمطر؟! ومن ولد مآجل الطل؟!” (أي 38: 28)
من اكتنز الهواء في السحب، وربطها ليحمل مياه الأمطار، فتأتي ذهبية اللون (أي 37: 22) من الجنوب، بنظامٍ واحدٍ تارة، وفي شكل دوائر متعددة وأشكال متباينة تارة أخرى؟!
من يحصي الغيوم بالحكمة (أي 38 :37)، إذ قيل في أيوب: “يعرف انفصال السحاب؟!” (أي 37: 16 LXX)
من هو “المخرج الريح من خزائنه” (مز 135: 7)، وكما قلنا قبل: “من ولد قطرات الندى ومن بطن من خرج الثلج؟!” (راجع مز 135: 7؛ أي 38: 28) فإن مادتها ماء، وقوتها كالحجر! في وقت ما يصير الماء ثلجًا كالصوف (راجع مز 147: 16)، وأخرى يذريه صقيعًا كالرماد، وثالثة يصير مادة حجرية. إنه يحكم الماء كما يريد. طبيعة الماء واحدة لكن عمله متعدد في القوة، فيعمل في الكرمة خمرًا يفرح قلب الإنسان، وفي الزيتونة زيتًا يلمع وجهه، وفي الخبز يسند قلب الإنسان (مز 104: 15)، ويوجد في كل أنواع الفاكهة التي خلقها الله[6].
ما أعجب أعمالك يا رب!
10. ما هي فاعلية هذه العجائب؟! هل تجدف على الله أم تتعبد له؟ هذا وإنني لم أتكلم شيئًا عن أعمال حكمته المنظورة. تأمل معي في الربيع وفي الزهور المختلفة، تجد لكل واحدةٍ طابعها الخاص، فمن وردة قرمزية اللون، وزنبقة ناصعة البياض، وكلتاهما وُجدتا من أرض واحدة، وارتوتا من مياه واحدة؟! ومن الذي خلقهما هكذا؟!
تأمل معي في عنايته الدقيقة، ففي الشجرة ذاتها تجد ما هو للمأوى، وأجزاء منها عبارة عن ثمارٍ متنوعة، والخالق واحد. وعلى نفس الكرمة نجد منها ما هو للحرق، وما هو للنمو (البراعم)، وما هو أوراق وما هو حالق[7] وعناقيد.
تعجب أيضًا من كثرة العقد التي تتخلل قصبة الغاب لأنها من صنع الخالق!
من أرض واحدة تخرج الزحافات والوحوش المفترسة والقطيع، وعليها تثبت الأشجار، وتوجد الأطعمة والذهب والفضة والنحاس والحديد والحجر!
طبيعة المياه واحدة فيها يسبح سمك، وبها ترتوي الطيور، الأولى تسبح فيها، والثانية تهيم في الجو.
تأمل عظمة البحر!
11. في هذا البحر العظيم المتسع تعيش كائنات بلا عدد (مز 104: 25)، من يقدر أن يصف روعة الأسماك التي تعيش فيه؟! من يقدر أن يتصور عظمة الحيتان وطبيعة الحيوانات البرمائية: كيف تعيش تارة على أرض صماء وأخرى وسط المياه؟!
من يستطيع أن يخبر عن أعماق البحار وسعتها وقوة أمواجها الهائلة؟! ومع هذا فهي تقف عند حدود مرسومة لها، إذ قيل: “إلى هنا تأتي ولا تتعدى، وهنا تتخم كبرياء لُججك” (أي 38: 11) فيُظهر البحر الطاعة بوضوح، إذ يجرى ليقف عند حدود الشاطئ في خط واضح صنعته الأمواج، معلنًا لناظريه أنه لا يتعدى الحدود المرسومة له.
تأمل جمال الطيور!
12. من يقدر أن يميز طبيعة طيور السماء؟! كيف يتمتع بعضها بأصوات ملحنة، وآخر مزرقش بكل الألوان في أجنحتها، والبعض يهيم في الهواء كأنه بلا حراك مثل النسر. فإنه بأمر إلهي “ينشر العقاب (أو الصقر hawk) جناحيه نحو الجنوب” (أي 39: 26).
من يقدر أن يرى الارتفاع الشامخ للصقر؟!… فكيف تريد أن تفهم خالق الكل؟!
تأمل عجائب الحيوانات!
13. مَنْ مِن البشر يعرف حتى أسماء كل الحيوانات المفترسة؟! أو من يقدر أن يميز فسيولوجية كل منها بتدقيق؟! فإن كنت لا تعرف عن الوحوش المفترسة مجرد أسمائها فكيف تفهم خالقها؟!
لقد أصدر الله أمرًا واحدًا قائلاً: لتُخرج الأرض وحوشًا وبهائم وزحافات كأجناسها (راجع تك 1: 24). من أرضٍ واحدةٍ، وبأمرٍ واحدٍ خرجت طبائع متنوعة: الحمل الوديع والأسد الكاسر، ولكل منها غرائز متنوعة… تحمل صورًا لشخصيات متنوعة من البشر. فالثعلب يعلن لنا عن الخداع في الإنسان، والحية خيانة الأصدقاء، والحصان في صهيله جموح شهوات الشبان (إر 5: 8)، والنملة النشيطة توقظ الكسلان والخامل.
فإن قضى الإنسان حياته في كسلٍ تعلمه الحيوانات غير العاقلة، إذ يوبخه الكتاب المقدس قائلاً: “اذهب إلى النملة أيها الإنسان، وكن أحكم منها” (أم 6: 7 LXX). فإذ تتأملها وهي تخزن طعامها في الوقت المناسب تمثل بها لتحزن نفسك ثمار أعمال صالحة للعالم الآتي.
أيضًا “اذهب إلى النحلة وتعلم منها مقدار نشاطها” (أم 8: 8 LXX). تأمل كيف تنتقل بين كل أنواع الزهور المختلفة لتجمع لك عسلها. هكذا لتنتقل أنت بين الأسفار المقدسة، وتتمسك بخلاص نفسك، وإذ تشبع منها تقول: “وجدت كلامك حلوًا في حلقي، أحلى من العسل والشهد في فمي” (مز 119: 103).
تمجيد الخالق مانح الخليقة فاعليتها
14. ألا يليق بنا بالأحرى أن نمجد الخالق؟! لأنه إن كنت لا تعرف طبائع كل الأشياء فهل خُلقت بلا نفع؟! أما تعرف فعالية كل الأعشاب؟! أما تعلم الفوائد التي تستفيدها من كل حيوان؟! إنه حتى الأفاعي السامة نأخذ منها ترياقها لحفظ البشر.
لكنك تقول “الحيّة مرعبة”، خف الرب فلا تؤذيك!
“العقرب يلدغ”، خف الرب وهو لا يلدغك!
“الأسد مفترس”، خف الرب، فيرقد بجوارك كما حدث مع دانيال!
عجيبة حقًا هي الحيوانات: فالبعض عنيف في لدغاته كالعقرب، والبعض قوته في أسنانه، والآخر يحارب بمخالبه بينما تكون قوة الأفاعي في تفرسها.
من هذه الأعمال كلها افهم قوة الأفاعي.
تأمل داخلك
15. ربما لا تعرف هذه الأمور، وإذ ليس لك شيء مشترك مع الخليقة الخارجية. ادخل إلى ذاتك، ومن خلال طبيعتك تأمل خالقها.
أي خطأ تجد في تكوين جسدك؟! كن سيدًا لنفسك فلا تخرج شرًا من أعضائك!
آدم في البداية كان في الفردوس بلا ملابس، فليس بسبب أعضائه طُرد، لأنها ليست هي سبب الخطية، بل من يستخدمها استخدامًا خاطئًا.
الصانع حكيم، من الذي أعد الرحم ليحمل الجنين؟!
من يهب الحياة الأشياء التي بلا حياة في داخلك؟!
من الذي ربطنا بعضلات وعظام، وكسانا بجلد ولحم (راجع أي 10: 11)، وما أن يولد الطفل حتى يفيض اللبن من الثديين؟!
كيف ينمو الطفل ليكون صبيًا فشابًا فرجلاً، ويبقى هكذا حتى يعبر إلى الشيخوخة، دون أن يلاحظ أحد هذا التحول الدقيق من يومٍ إلى يومٍ؟!
أيضًا بالنسبة للطعام، كيف يتحول جزء منه إلى دم، وآخر يخرج كإفرازات، وآخر يتحول إلى لحم؟!
من يعطي القلب نبضاته غير المنقطعة؟!
من يحرس ليونة العينين بسور الجفنين؟!
فإن تكوين العينين معقد وعجيب، بصعوبة تقدم مجلدات الأطباء شرحًا له.
من يوزع النفس خلال الجسد كله؟!
ها أنت ترى الصانع، تأمل الخالق الحكيم!
ما أعظم أعمالك يا رب!
16. وإن كنت قد عالجت هذه النقاط في مقالي هذا، إلاّ إنني تركت وراءها الكثير. نعم تركت عشرات الألوف من الأشياء الأخرى، خاصة ما هو غير محسوس ولا منظور.
لتدحض المجدفين على الخالق الحكيم الصالح، ولتدرك مما تسمعه وما تقراه وما تكتشفه أن “من عظمة الخليقة وجمالها يُعرف صناعها إدراكًا نسبيًا” (راجع حك 13: 5).
وإذ نحني رُكبنا بوقار صالح أمام صانع العوالم، أقصد عالم الحس والفكر، ما يُرى وما لا يُرى، فإنك تمجد الله بلسان مقدس، يلهج بالمعروف، وشفتان لا تسكتان، وقلبٍ لا يمل، قائلاً: “ما أعظم أعمالك يا رب. كلها بحكمة صَنَعْتَ” (مز 104: 24)، يليق بك الإكرام والمجد والجلال من الآن خلال كل الدهور. آمين.
[1] حك 13: 5. يقول الأب ثاوفيلس الأنطاكي Autolycus 1: 5 & 6 “حقًا لا يمكن أن يُرى الله بأعين بشرية، بل تنظر وتدرك عنايته وأعماله… غير المدرك لا تنظره أعين الجسد”.
[2] ذكر حزقيال (1: 6-11) أن عدد الأجنحة للمخلوقات الأربعة الحيّة أربعة، كما جاء في النسخة العبرية (10: 21). أما السبعينية فقالت 8 أجنحة. ويبدو أن القديس كيرلس خلط ما هو جاء في حزقيال مع ما جاء في إشعياء 6: 2 أن الساروفيم لكل منهم 6 أجنحة.
[3] تأمل القديس في الشمس والقمر والنجوم قدر ما كانت توحي إليه علوم الفلك في أيامه.
[4] أفاض القديس يوحنا الذهبي الفم في الحديث عن فائدة الليل للإنسان والحيوان في مقاله “عناية الله”.
[5] في المرجع السابق تحدث القديس يوحنا الذهبي الفم عن استخدام حركات النجوم في معرفة اتجاه الرياح وسرعتها وتوقيت الميعاد المناسب للإبحار، كما تستخدم في معرفة اتجاه السفينة وهو في وسط البحر.
[6] راجع مقال 16: 12، والقديس الذهبي الفم Statues 12: 2.
[7] الحالق أو المحلاق هو جزء لولبي رفيع من النبتة المعترشة، يساعدها على التعلق بسِنادها.