29 - 05 - 2014, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس إيريناؤس
* ويربط إيريناؤس بين عدد الأناجيل الأربعة وبين المخلوقات الأربعة الحاملة عرش الله "الشاروبيم لهم أربعة وجوه، ووجوههم هي أيقونات لتدبير ابن الله، لأن "الحيوان الأول شبه أسد (أي القديس يوحنا) مما يدل على عمله (أي عمل المسيح) وأثره الحقيقي وقوته المرشدة وملوكيته، "والحيوان الثاني شبه عجل" (القديس لوقا) يدل على مكانته ككاهن ومقدم للذبيحة، و"الحيوان الثالث له وجه مثل وجه إنسان" (القديس متى) يرسم بوضوح شديد حضوره (أي المسيح) كإنسان، و"الحيوان الرابع شبه نسر طائر" (القديس مرقس) يوضح عطية الروح المرفرفة والنازلة على الكنيسة". * وإيريناؤس هنا يختلف عن التطور الذي حدث في الرمزية المسيحية فيما بعد، إذ أنه ينسب الأسد هنا إلى القديس يوحنا، والنسر إلى القديس مرقس، بينما صار الأسد فيما بعد رمزًا للقديس مرقس والنسرللقديس يوحنا المحلق في سماء اللاهوتيات. * وفي تحديد قانونية الأسفار، يؤكد إيريناؤس على ضرورة وأهمية السمة الرسولية لهذه الأسفار، للكنيسة الصوت القاطع الحاسم في تفسير الكتاب المقدس، لأن كتابات وأسفار العهد القديم والجديد هي مثل أشجار في حديقة الكنيسة التي تغذينا بثمارها: "يجب علينا إذن أن نتجنب عقائدهم (الهرطوقية) ونحذر لئلا نجرح منهم، ونهرب إلى الكنيسة ونتربى في حضنها وتتغذى بكتاب الرب، لأن الكنيسة غُرست كفردوس في هذا العالم، لذا يقول روح الرب "من جميع شجر الجنة تأكل أكلًا" أي كُل (أنت) من كل كتاب الرب، لكن لا تأكل مع أي فكر أو عقل منتفخ مغرور أو تقرب أي انشقاق هرطوقي". * ويحدد القديس إيريناؤس طريقة التفسير الإنجيلي وشرح الأسفار وتقديم المنهج الإيماني، فيقول: "إن العقل الراجح الذي لا يعرض صاحبه للخطر، المكرس للتقوى ومحبة الحق، يتأمل بشغف في الأشياء التي جعلها الله في حدود قدرة البشر وفي متناول إدراكنا، ويمكنه أن يحرز تقدمًا فيها جاعلًا معرفتها سهلة عليه بالمثابرة اليومية على دراستها، هذه الأشياء هي التي تضعها الأسفار المقدسة أمام عيوننا بوضوح وتعرضها لنا بلا غموض في كلمات معبرة، فلا ينبغي إذن أن تفسر الأمثال بتعبيرات غامضة، حتى لا يعرض الشارح نفسه للخطر، وتحظى الأمثال بشرح واحد من الجميع ويظل جسد الحقيقة سليمًا بواسطة تفسير متجانس لكل أعضائه وبلا أي تعارض، ولكنه أمر يتنافى مع العقل أن تُستخدم تعبيرات غير واضحة في تفسير الأمثال حسب هوى كل واحد وكما يراءى له، لأنه لن يقتنى أحد بهذه الطريقة قاعدة الحق بل على قدر تعدد الشارحين ستتعدد صور الحق وتتعارض مع بعضها البعض وينتج عن ذلك خليط من عقائد متضاربة، كالمسائل التي تتردد بين فلاسفة الأمم". * وخلال كتابات القديس إيريناؤس نلمس استعماله الكثيف لآيات الكتاب والاقتباسات الكتابية مع تقييم شديد لنبوات العهد القديم وتأثره بفكر معلمنا بولس الرسول. * استخدم القديس إيريناؤس في تفسيره للكتاب الأسلوب التصوفي المجازى، على اعتبار أن الوحي مشحون بالإعلان الإلهي خلال الرمز والمثال، كما يعتبر أن الأفعال التي ورد ذكرها في الأسفار المقدسة، يلزم أن نبحث لها عن مغزى. |
||||
|