رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التاجر التجارة مهنة قديمة وشهيرة أيضًا. بدأت في صورة تبادل بين سكان المناطق المختلفة، بحيث يعرض كلٌّ الأغذية والمصنوعات المتوفرة في منطقته مقابل غير المتوفرة. ثم تطور الأمر لاعتماد الفضة كعملة للتعامل في التجارة بدل التبادل (تكوين 23:16). ومن شواهد مثل تكوين37:25،26؛ 1ملوك 10:22؛ أمثال31:14،24؛ إشعياء23:8؛ حزقيال 27:3،24،25؛ رؤيا18:12؛ يمكن أن نعرف أن من أشهر التجار في التاريخ القديم كان سكان صور، والكنعايون، والمديانيون، والترشيشيون. وكانت أشهر مواد التجارة هي المواد العطرية والنباتات الطبية، الحيوانات والطيور ومنتجاتهما، والأقمشة والملابس، والأحجار الكريمة والمجوهرات، ومشغولات المعادن. كما ارتبطت التجارة باستعمال السفن (التجارة البحرية) والجمال (التجارة البرية). وقد أوصى الرب شعبه بعدم الغش في تجارتهم، وألا يكون في يدهم موازين مغشوشة كغيرهم (لاويين19:36؛ انظر أيضًا 25:14-19؛ تثنية25:13-16؛ هوشع12:7). كما نصَّ الناموس على منع الإتجار (وكل عمل) في يوم السبت والأعياد والتي كانت تخصَّص لراحة الإنسان وعلاقته مع الرب، لكنهم كثيرًا مكسروا هذا الأمر (نحميا13:15-21). وللأسف، ورغم أن التجارة في ذاتها مهنة لا غبار عليها؛ إلا أن سوء استعمالها انتشر كثيرًا. فأصبحت مجالاً لكسر وصايا الله والغش (عاموس8: 5، 6)، وكحجة لعدم قبول دعوة الله للخلاص (متى22:1-5؛ قضاة5:17)، بل أهانوا بها الله (يوحنا2:16). حتى أصبح الشيطان نفسه مشبَّهًا بتاجر كثر ثروته فارتفع قلبه (حزقيال18:5). ولقد قاد هذا التاجر الظالم آخرين للمتاجرة بمظاهر التقوى (1تيموثاوس6:5) وبالآخرين ومصائرهم (2بطرس2:3،4). على أنه في المقابل، هناك ذاك الكريم الذي شبَّه نفسه بالقول: «إنسانًا تاجرًا يطلب لآلئ حسنة، فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن (صورة للكنيسة) مضى وباع كل ما كان له (بل مات من أجلها) واشتراها» (متى13:45،46). ومن كلمة الله نتعلم أنه «طوبى للانسان الذي يجد الحكمة... لأن تجارتها خير من تجارة الفضة» (أمثال3:13). وكذلك أن «التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة» (اقرأ 1تيموثاوس6:5-11). أخيرًا نقول إن الرب عاد لتشبيه نفسه بـ«إنسان شريف الجنس... دعا عشرة عبيد له وأعطاهم عشرة أمناء وقال لهم تاجروا حتى آتي». وهي دعوة لنا جميعًا أن نستغل كل ما استودعه الرب في أيدينا من إمكانيات وطاقات لمجد اسمه، وفي يوم قريب سيُسمع كل من كان أمينًا في هذا الأمر، القول العظيم «نعمًّا أيها العبد الصالح» (لوقا19:12-27). فليتنا نكثر في عمل الرب. |
|