رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طاطيان السرياني (تاتيان) سيرة - تعاليم - أقوال أولًا: سيرته 1- ميلاده: ومن المحتمل أن يكون طاطيان قد وًلد في شرق سوريا حوالي عام 120 م. 2- إيمانه بالمسيح * أن قصة تحوُّل طاطيان السرياني من الوثنية إلى المسيحية تشبه إلى حد ما قصة تحوُّل القديس يوستينوس الشهيد، الذي صار معلمًا لطاطيان في روما. لقد وجد طاطيان في المسيحية الفلسفة الحقيقية الوحيدة. وبخلاف رؤية يوستينوس الذي يرى مبادئ الحق في كل العالم وكل الثقافات، فأن رؤية طاطيان للمسيحية كانت ضيقة. فأنه في ميله للمغالاة كان مشتركًا مع ترتليانس أكثر مما مع معلمه القديس يوستينوس الذي يُلقبه طاطيان بأنه "الرجل المدهش جدًا". 3- ارتداده: وقد أنشق على الكنيسة وصار مؤسسًا لشيعة تُدعى "الإنكراتية" (أي ذاتية الإرادة)، شيعة ترفض الزواج كأنه نوع من الزنا وفي خدمة الشيطان. ويقول عنه القديس إيرينيؤس "أن طاطيان (أرتد) بعد استشهاد القديس يوستينوس، وأنه (أنتفخ بالوهم)، وسقط في هرطقة الغنوسية قليلًا وعلم مثل مارقيون وساتورنينوس بأن الزواج فاسد". 4- نياحته: ولكن لا شيء معروف عن موته. ثانيًا تعاليمه: * قد عثر على اثنان من كتابات طاطيان: 1- كتاب أتفاق البشائر ويُسمى "واحد من أربعة" أو "دياطسارون" وقد استخدم الدياطسارون في ليتورﭽية الكنيسة السريانية مدة طويلة، على الأقل حتى القرن الخامس حينما استبدل بالبشائر الأربعة منفصلة. وقد كتب هذا الدياطسارون أولًا باليونانية، ثم ترجم بعد ذلك إلى السريانية. وقد كشفت الحفائر في منطقة " دورا أوروبوس عام 1934 م. عن بقايا مخطوطة من 14 سطرًا من النسخة اليونانية للدياطسارون. وقد أمكن تجميع النص الكامل للكتاب من النسخ الموجودة باللغات اللتينية والعربية والفرانكوفونية. وقد كتب القديس مار أفرام السرياني تفسيرًا على الدياطسارون وهو محفوظ في ترجمة ارمينية ولا يوجد في هذين الكتابين أية أثار لهرطقة الغنوسية. * وعند طاطيان، المسيحية هي الفلسفة لكنها فلسفة ذات تعاليم وعقائد. 2- كتابه " مقالة إلى اليونانيين " لمس من فيه بعيد مواضيع مثل طبيعة الله، واللوغوس والروح القدس طبيعة الحرية المخلوقة، قيامة الأجساد، وخلود النفس بالنعمة ومعنى الزمن والموت والدينونة الآتية. وقد عرض لهذه الموضوعات بطريقة ثانوية ومن جهة علاقتها بالتفسير الذي سيقدمه لليونانيين، وهذا يختلف تمامًا في الغرض عن " الاحتجاجات، التي كان يقدمها الكُتَّاب المسيحيون الآخرون. * وقد دخل طاطيان في مشادة حامية ليس فقط مع الفلسفة اليونانية الوثنية بل أيضًا مع كل الثقافة والحضارة الوثنية. * ومعرفته لموضوع بحثه مثير للإعجاب. ويعتبر عمل طاطيان مصدرًا غنيًا للمعرفة الحضارية اليونانية الوثنية من كل أوجهها، بحيث يحس القارئ أنه أمام هذا المجتمع القديم بفلسفاته ومعتقداته الدينية وممارساته وتشريعاته وآدابه، وخرافاته واتجاهاته العامة، ووسائل تسليته، وعثراته... الخ وهنا تكمن فرادة عمل طاطيان. * وهو لا يشرح الإيمان المسيحي إلا عرضًا. فهو في حوار مع أشخاص يعرفهم وكل غايته الرئيسية أن يهيئهم للسماع عن "الفلسفة البربرية" التي قبلها (كما كان الوثنيون يفترون على المسيحية في ذلك الزمان)، لكي يصلوا إلى اقتناع أن إجمالي حضارتهم متناهية في الانحطاط أمام هذه "الفلسفة البربرية" التي يسخرون منها دون أن يعرفوها. أن طريقته في مواجهة الفلسفة اليونانية الوثنية أن يضرب ضربات قاضية على حضارتهم كلها إلى درجة إعجازهم وشل حركتهم، لاندهاشهم كيف أن طاطيان، وقد كان واحدًا منهم، قد وجد الآن ما يعتبره أرقى وأسمى، ألا وهو الحق نفسه. وهو يقول لليونانيين: "النفس ليست من ذاتها خالدة، أيها اليونانيون بل هي مائتة. إلا أنه يمكن للنفس أن لا تموت" ثالثًا: أقواله: * الله هو العلة الأولى الحتمية لكل المخلوقات. وليست خليقة أتت من نفسها إلى الوجود * اللوغوس ليس منفصلًا عن الله لكنه من الله وفي الله. "أنه كل القوة، والأساس الحتمي لكل الأشياء ما يُرى وما لا يُرى، وبه كان كل شيء. اللوغوس نفسه كان معه بقوة اللوغوس. وبمشيئته البسيطة، وُلد والابن لم يولد عبثًا، بل صار بكر عمل الآب. فنحن نعرف أن اللوغوس هو بدأ أو أصل ومصدر الكون. * لكن اللوغوس أتى إلى الوجود بالشركة وليس بالانفصال، لأن ما يُبتر ينفصل عن الأصل لكن الذي يأتي من الشركة لا يجعله ناقصًا عن المصدر الذي خرج منه. فكما أنه من الشعلة الواحدة تُضاء نيران عدة بينما لا ينقص الضوء من الشعلة الأولى بإشعال مشاعل كثيرة، هكذا اللوغوس إذا خرج من القوة العقلية التي للآب لم يتجرد من القوة العقلية التي للوالد الذي ولده. * الله "غير موصوف"، "كامل"، "ليس محتاجًا لشيء"، "بلا بداية"، لكنه " بدء كل الأشياء"، "غير منظور"، "غير محسوس"، و"خالق كل شيء". "المادة وُجدت بأمر الله". وهو "سوف يقيم أجسادنا" بعد "كمال كل الأشياء"، ولكن ليس كما يقول الرواقيون بأن هذه القيامة ستكون " من خلال دورات من الحياة والموت بلا غاية نافعة"بل أن القيامة المسيحية هي " قيامة مرة واحدة ونهائية " فيها ستحدث دينونة "من الخالق، الله نفسه". من العدم أتينا إلى الوجود وسوف نموت. ولكن سوف "نوجد ثانية" في جسد جديد. واللوغوس بمشابهته للآب الذي ولده، خلق الإنسان بصورة عدم الفساد لكي باشتراكه في اللاهوت ينال الخلود. _____ (*) المرجع: الآباء المدافعون القمص مينا ونيس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إنلاند تابيان «الأفعى الشرسة»، |
قديسون باسم تاتيان أو تاتيانوس |
تاتيان السرياني Tatian the Syrian |
الشهيد دولاس تاتيان |
المدافع تاتيان السرياني | طاطيان |