الوحدة
الوحدة تجلب الوحشة والخوف . الانسان يحب ان يكون وسط جماعة ، لكن الوحدة ايضا ً تجلب الهدوء والسكينة . الانسان يحب ايضا ً ان يكون مع نفسه . الزحام يؤدي الى تشتت الانتباه . حين نريد الاهتمام بشخص نختلي به ، نبتعد عن الآخرين ، نكون معا ً وحدنا . حين اراد المسيح ان يعلّمنا ان نصلي صلاة ً جيدة قال : " وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. " ( متى 6 : 6 ) الصلاة على قارعة الطريق وفي زوايا الشوارع مرائاة ، مظاهرة تقوى ، سعي ٌ الى مدح الناس واعجابهم ، إدّعاء ٌ واستدعاء ٌ لرضى الناس . الذي يصلي علانية ً يستوفي أجره ُ من الناس ، اما الذي يصلي وحده مختليا ً بالله فأجره ُ من الله . الله يُظهر ذاته ُ لنا وحدنا . اظهر الله ذاته ُ لموسى النبي في العليقة وحده ُ . كلّمه ُ وحده ُ ، وسمعه ُ موسى ، وأدرك رسالته ُوحده ُ . وظهر الله لصموئيل النبي وحده ُ ، ناداه فسمعه وقال : " تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ " . كان بطرس على السطح وحده وحده ُ حين جائته الرؤيا والصوت من السماء . حين تقضي الوقت وحدك مع الرب تسمع صوته ُ ويسمع صوتك . الله يرانا كأفراد ، كل واحد ٍ منا متميز . ويعاملنا كأفراد ، يحب ان يسمعنا كأفراد ويدعونا كأفراد ، ويقبلنا كأفراد ، ويبحث عنا كأفراد . حين ضاع الخروف ذهب ورائه الراعي واحضره ( لوقا 15 ). إن شئت بركة ً من الله لك اذهب اليه وحدك ، واطلب بركة ً لك وحدك . اختلي به واطلبه ، يُظهر لك ذاته ، ويمنحك بركته .