عشرة رجال بُرصٍ
القس عاطف سمعان
عندما اجتاز الرب في وسط السامرة والجليل، دخل قرية فاستقبله عشرة رجال بُرصٍ، فوقفوا من بعيد، ورفعوا أصواتهم قائلين: «يا يسوع، يا معلم، ارحمنا!». فنظر إليهم الرب وقال لهم: «اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة»، وهذا ما كان يجب أن يتم بعد التطهير حسب شريعة الأبرص (لا 14). لكن العشرة جميعًا نجحوا في الامتحان إذ صدَّقوا أقوال الرب وآمنوا، وفيما هم مُنطلقون طَهَروا. فواحدٌ منهم لما رأى أنه شُفيَ، رجع يمجد الله بصوت عظيم، وخرَّ على وجهه عند رجليه شاكرًا له، وكان سامريًا.
لم يكن هناك فرق في العشرة بُرص الذين طهّرهم الرب، إلا أن أحدهم كان سامريًا، ليس من شعب الله. هذا الغريب الجنس هو الوحيد الذي رجع ليقدم الشكر للرب، وخرَّ على وجهه عند رجليه مُعطيًا مجدًا لله. وهنا جاء هذا السؤال المؤثر من الرب: «أين التسعة؟».
إن هذا السؤال يرن في آذاننا، ويخاطب ضمائرنا، ويلمس قلوبنا بصورة أقوى، عندما نجتمع للسجود والعبادة. كثيرون هم الذين طهّرهم الرب من برص الخطية وحصلوا على الغفران والتحرير والخلاص والسلام، ولكن أين هم في اجتماعات السجود والعبادة؟ أين هم حينما يجتمع اثنان أو ثلاثة باسم الرب، والرب حاضر في وسطهم؟ يقول البعض: نحن نعبد الرب في بيوتنا، ولكن هل هذا يُشبه ما فعله الأبرص الذي شُفي ورجع يمجد الله «بصوت عظيم»؟ هذه هي الشهادة العَلنية المطلوبة من جميع المؤمنين، وهي أن يُخبروا بصوت عظيم وبشهادة جهارية بفضائل الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب.
ولكن يجب أن نعلم أن مجرد حضورنا الاجتماع، لا يدل على أننا في نفس المكان الذي وُجد فيه الأبرص العاشر، فالأمر المهم ليس هو الوجود بالجسد في محضر الرب،، بينما القلب مهتم بما في الخارج، والعقل شارد بعيدًا في العالم، ولكن يجب الاشتراك في العبادة والسجود بقلوبنا وعقولنا وأفواهنا. وعندئذٍ نُظهر للرب اعترافنا بجميله وفضله «لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له» ( يو23:4) كلمة مشهورة عنهم " فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:«أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟" ( لو17:17)
القس عاطف سمعان