رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحديات معاصرة نحن في عصر الثقافة والعلم والتقنية الحديثة عالم سريع التغير والانتقال، فالشباب يسافر إلى الخارج ويشاهد CNN. والفيديو، وما فيه من برامج تختلط فيها النجاسة بالبوليسية والجريمة والإلحاد والعنف وبرامج ضد المسيح، وهذا يتطلب منا أن نقدم أنشطة حية لبنيان وتأصيل الشباب روحيًا، دون أن ننافس العالم فيما له. ومن الملامح الأساسية لهذا العصر، انه عصر المنجزات العلمية، فمن غير المعقول أن نقدم أنشطة هزيلة أمام هذا التقدم العلمي المذهل والطفروى الذي يؤثر فيه الشباب ويتأثر به، وهذا يتطلب بدوره يقظة واعية بالفكر والروح والمراجعة المستمرة. لقد صار العالم صغيرًا جدًا نظرًا للثورة الحادثة في الاتصالات والبث التليفزيوني، وما يتسبب فيه من تأثيرات إعلامية سلبية تضر قيم وسلوكيات شبابنا (إباحية - عنف - جنس - إلحاد - وجودية) وتجعل الضرورة موضوعة علينا، لنقدم خدمة مشبعة تحفظهم فوق المؤثرات والمعثرات. هذه التحديات لابد أن نجد ما يواكبها من خدمات واعية وأنشطة ناضجة ومدروسة، لأننا لا نتعامل مع فصل أو اجتماع أو أرقام، بل مع نفوس أحبها المسيح، تحتاج إلى عمل رعوي وتعليمي وخدمات كثيرة من اجل الأعداد لكنيسة القرن الحادي والعشرين. وليس المقصود رصد النشاط والتطور لاستنباط نظريات من العالم وتطبيقاها على الكنيسة، لأننا لا نريد مجاراة العلم بكل تياراته، وإلا نكون قد خرجنا عن الخط الذي نريد به مواجهة هذا العصر (من خلال أخوتنا وفي الكنيسة)، بعقول راجحة متميزة قادرة على الإفراز السليم لكل ما يصادفنا من خبرات وظواهر، للاستفادة من كافة الإنجازات العلمية والبشرية، بحيث نقدم جوهر إيماننا الأقدس وعقيدتنا وطقوسنا وقيمنا الروحية وتراث آبائنا لأكبر عدد ممكن من المسيحيين بمساعدة الوسائل التكنولوجية الحديثة، بأنشطة قادرة على إقناع العقول التي تعيش في هذا القرن وتتعرض لمتغيراته، وبمضمون عميق ليس فيه ضحالة. لا نريد للكنيسة وأعضائها أن تقف موقف المتلقي إزاء ما يقبل أو يرفض، ولكن موقف العارف والمطلع والقادر على الاختيار بالبحث والدراسة ومواجهة مشكلات الواقع، لذا نحن مطالبون بنعمة المسيح أن تستثمر وسائل هذا العصر [كومبيوتر - فيديو - آلات تصوير المستندات - التلكس - الليزر - الفاكس - الكاسيت]. وغيرها من تقنيات العصر، لما فيه خير الإنسان وخدمة الشباب، لأننا لا نستطيع أن نحيا في جزيرة معزولة عن العالم، نفكر فكرًا عجائزيًا بينما العالم على أعتاب القرن الواحد والعشرين، بل يجب أن نستخدم الوسائل المصرية التي يضعها العقل في متناول اليد. هناك أيضًا تحديات معاكسة للإيمان نظرًا لانتشار العقلانية والإباحية والمادية والنجاسة وظاهرة الإدمان، فضلًا عن المواد الإعلامية التي تطعن العقيدة، وإزاء هذه التحديات لابد أن نساند شبابنا ونحميهم من هذه المطاعن. لاشك أن هذه التحديات تحتاج إلى تفكير جديد ومتجدد، وإعادة صياغة لرؤية الأنشطة، لكي تصبح ترجمة عملية لروح ومضمون النموذج السلوكي بحيوية وصدق، من اجل التدعيم الروحي والفكري للشباب، وتوعيته المستمرة خلال الخدمة المتكاملة. والآن، كيف نواصل خدمة الطفل والفتى والشاب في رحلة على الطريق إلى تحقيق المزيد؟ لكي تكون الكنيسة على أتم استعداد لاستقبال القرن الحادي والعشرين بكل ما يحمل من تحديات جديدة،والاهم أن تكون الكنيسة كعروس بلا عيب ولا غضن في انتظار عريسها الذي غسلها وقدسها بدمه. الأمر الذي يستلزم وضع أساسات البناء والعمل السليم في شتى الخدمات والأنشطة كوعاء يتربى فيه العضو المسيحي، نبدأ بنشاط ونكمل بنشاط لا ينتهي، كذا ولن يقتصر النشاط على الايجابيات فقط وكأننا جميعًا مثاليون، بل بالملاحظة التي تلدها الممارسة باستمرار، في روح الصلاة والتعليم والإرشاد والتلمذة يتم تهديف النشاط وتقييمه من اجل خدمة متكاملة وأنشطة بنائية وسط تحديات صعبة... يتسلم الله فيها قيادة كل نشاط، حتى تعمل نعمته وتلمس الثمار، بقوة الروح والفكر النابع عن قوة الإدراك والفهم وتجميع الطاقات والمواهب ومساندتها بالفهم الروحي، مع الحرص الشديد على اعتبار أن كل نشاط وخدمة هو عمل إلهي، يباركه إلهنا اله النظام لا التشويش (1 كو 33:14)، خلال التدقيق في كل صغيرة وكبيرة لكي يسلك الخادمون فيها بكل ترتيب. الأمر الذي يستلزم الروحانية وحياة التقديس والقدوة، دون أن يستبعد المشاركون في هذه الأنشطة للجفاف والبريق الخادع، حجتي لا تتحول هذه الأنشطة والخدمات إلى روتين جاف بلا روح!! والتحديات التي ذكرناها، تستلزم منا أن نكون حذرين من علمنة الأنشطة أو عصرنتها (أي صبغتها بروح العالم)، بل في حكمة وتدبير كنسي نحول كل نشاط إلى عمل روحي هادف، بعيدًا عن الأفكار والاتجاهات الجسدانية المتأرجحة (إنصاف الحلول) تحت قيادة الوصية الإلهية في أحضان الكنيسة المقدسة. ولا يفوتنا أن هذه التحديات المعاصرة، تدعونا بالأكثر إلى مزيد من الترتيب واللياقة لإلقاء بذار المعاني الروحية في كل نشاط وخدمة، بما يليق ومقتضيات العمل الكنسي، من اجل حراسة نفوس كثيرة والاهتمام بحياتها الروحية، كسر قوة للكنيسة ونمو لكل عضو فيها. قد لا تستطيع الكنيسة أن تلبى كل الاحتياجات، ولكنها لا بد مستطيعة أن تقدم مسيحها المحب والحنون لكل احد، تقدم الوحدانية والمحبة كالتزام شركة خالصة، لا تنتظر من الناس أن يأتوا إليها بل تخرج هي إليهم، وتسعى في كل اتجاه إلى اكتمالها بهم، خلال الأنشطة والخدمات الرعوية والليتورجية والتعليمية. لا يكفى الخادم أن يلم بالنواحي النفسية والاجتماعية والفكرية لمن يخدمهم، لكن لا بد من الخبرة الروحية والقدوة والروحانية، مع معرفة النمو الروحي وفرادة الحياة الإنسانية واكتشاف الطاقات والمواهب والاحتياجات، فكل إنسان له مكان خاص في قلب المسيح، يحتاج إلى أن يغذى حسب قامته داخل إطار حياة الكنيسة. وهنا نؤكد على الحاجة الفردية وتمايز كل نفس وطاقتها، فليس في الكنيسة قوالب تشكل أعضاءها، وكل نفس لها مدخلها لاختبار الحب في الكنيسة، نفس يصلح معها التعليم وأخرى النشاط أو...، وهكذا كل نفس لها ميولها ولا يمكن أن نفرض مسلكا ُ معينًا على الجميع. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خلافات وبدع معاصرة |
معاشرة البسطاء |
معاشرة الهادئين |
معاشرة الشكّاكين |
قديسه معاصرة |