![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (11) مدخل دراسي للبشائر الأربع ![]() أولا:ماهي البشائر الأربع؟! السبت 24 مايو 2014 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة إن كتابات البشائر الأربع ليس المقصود بها:الوصف الأدبي للمسيح,ولكن صورة تأملية...فإن كتابةسيرة يسوع تعني رسم الوجه الإنساني لشخص يسوع,وهذا يفترض بالتالي فصل يسوع الإنسان عن يسوع الإله,وهذا مستحيل لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. إن السيد المسيح لم يطلب من تلاميذه أن يدونوا سيرة حياته,كما أن الكنيسة لم تحاول أبدا أن توجد سيرة ليسوع,ولذلك...فأسفار العهد الجديد(خاصة البشائر) لاتبغي العناية بالوصف الأدبي ولابرسم صورة فرتوغرافية ليسوع,بل فقط كان اهتمامها هو إظهار وجهه الحقيقي كرب ومخلص وفادي. أما كتب الأبوكريفا فاهتمت بشدة بالوصف الأدبي للمسيح,والصورة الفوتوغرافية تظهر الشخص في لحظة معينة من حياته فقط. ولذلك فالأناجيل هي...الأيقونة الكلامية للسيد المسيح وهي ليست من إبداع الإنجيليين,ولم يرسموها كموهبة منهم,ولكنها جاءت من التقليد الذي كانوا يعرفونه جيدا ويساهمون فيه,وقد استقوا من هذا التقليد مادة الأناجيل نفسها بإرشاد الروح القدس. إن التقليد الذي عاشوه وشاركوا فيه سجلوه لنا في البشائر الأربع. أما الأناجيل المندسة(الأبوكريفية) مثل...أناجيل الطفولة وإنجيل توما وإنجيل بطرس...فهي تختلف عن الأناجيل القانونية في الشكل الأدبي إذ نراها خالية من التفاصيل التاريخية وذات عالم ملئ بالأساطير والأقوال السرية,بمعني أنها تحمل روايات أسطورية بلا أسس تاريخية أو حتي جغرافية. ثانيا:تاريخها ظهر الإنجيل المكتوب جوابا لاحتياجات الكنيسة في أمرين: أ-تعليم المهتدين الجدد. ب-العمل التبشيري للعالم. وكان غياب التلاميذ عن المسرح التاريخي(بالاستشهاد أو بالنياحة) قد قوي الرغبة في وجود الإنجيل المكتوب ككتب تحمل طابع السلطة الرسولية. ولكن...كيف كانت مراحل نمو الأناجيل؟ كانت عبر ثلاث مراحل متتابعة ![]() 1-أحداث حياة يسوع وأعماله-الواقع التاريخي. 2-نقل هذه الأحداث بواسطة شهود عياد وخدام الكلمة-النقل الشفهي. 3-كتابة وتسجيل وتفسير هذه الأحداث-التدوين الكتابي. ولذلك...لا يمكن أن نعتبر الإنجيليين مؤلفين لأناجيلهم بالمعني الحديث للكلمة,كما أنهم لم يكونوا ناقلين للتقليد فحسب بل كانواشهود عيان للإيمان الحي. معظم المؤرخين أكدوا أن البشائر الأربع كتبت مابين 65م وحتي 90م علي هذا الترتيب(مرقس-متي-لوقا-أعمال-يوحنا). وقد كتب الإنجيليون بوحي الروح القدس كل بطريقته الخاصة,ولذا يقول القديس باسيليوس الكبير:الروح القدس لايحرم أحد قدرته علي التفكير...ولا حريته علي التعبير...الشيطان وحده يفعل ذلك. هناك أدلة قوية تثبت أن الأناجيل الثلاثة كتبت قبل سقوط أورشليم سنة70م لأن الكتاب عالجوا بعض الموضوعات التي لا معني لذكرها بعد تلك الحادثة الهامة جدا مثل: -واجب اليهود في دفع الجزية لقيصر. -نصيحة المسيح للسامعين(مت24:16,مر13:14) بأن يتركوا المدينة ويهربوا قبل تشديد الحصار. -حقل الفخاري...إلي هذا اليوم(مت27:8, 28:15). ولأن البشارة بالمسيح الواحد هي واحدة أيضا إلا أن تسجيلها وكتابتها مر بثلاث مراحل لكل منها وقائعها التاريخية... المرحلة الأولي...تدوين البشارة: وقد قام بها مرقس الرسول,إذ في شتاء64م حدث حريق روما الشهير وبدأ اضطهاد المسيحيين كمجرمين,وبدأ استشهاد كثيرين...منهم بولس وبطرس عام67م. وفي هذه الأثناء(65م) ظهر في روما كتاببشارة يسوع المسيح يشمل الحوادث التي قامت علي أساسها الكنيسة المسيحية ثم يروي أحداث صلب مؤسسها.. هذا الكتيب هو مايعرف الآن باسمبشارة مرقس لم يكن العنوان كتاب حياة المسيح أو ذكريات المسيح بل بشارة يسوع المسيح ويقصد أنباء الانتصار News. ولكن لماذا كان التدوين؟ أ-لتيسير غرض التعليم المسيحي. ب-لأنه عادة يونانية في نقل الثقافة كتابة وليس شفهيا. جـ-لأن البشائر لم تكن قد دونت في أيام بولس الرسول ولكن المجتمعين من المسيحيين كل يوم أحد كانوا يستعيدون ذكري وقائع حياة وموت المسيح(1كو15:1-7). وأيضا من أين استقي مرقس الرسول كل ما ذكره؟ أ-الذاكرة:فترة35سنة ليست طويلة والتي يخشي علي الذاكرة فيها من النسيان. ب-المشاركة:اعتمد علي القصة المتواترة والمروية من كثيرين كشهود وهو واحد منهم. ج-الوحي:الوحي الإلهي الذي عصمه من الخطأ وذكره بكل شئ(2بط1:20, 21). والملاحظ أن مارمرقس الرسول كتب في الجزء الأول من بشارته وقائع مقتضبة سريعة تكون في النهاية صورة حية وقوية وواضحة للمسيح باعتبارهالقائد البطل من خلال قصص عديدة خاصة في الجليل...ولكننا نراه في النصف الثاني من بشارته يترك القصص ليصور في تتابع قوي وسريعالمأساة عن: -رجل عظيم أحاط به أعداء ألداء(14:33). -وخانه صديق زائف(14:17). -وأنكره أتباعه وتخلو عنه(14:50). -ووقع في حبائل كهنة متآمرين(15:1). -وحكم عليه قاض ضعيف متردد(15:15). -واصطدم مع الفريسيين والصدوقيين والهيرودسيين(12:13, 18). -وسكب مشاعر فياضة قبل الرحيل(14:22-24). -وحوكم أمام رئيس الكهنة بتهمة مزورة(14:62). -وحدث انشقاق في حجاب الهيكل(15:38). لقد كتب بشارته عام65م في روما باللغة اليونانية متجنبا ذكر العادات اليهودية والاقتباس من العهد القديم...مظهرا المسيا المصلوب كمال رجاء إسرائيل. |
|