منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 05 - 2014, 06:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

الصوم مدخل إلى الفصح (القيامة)

Lent: journey to pascha.
حينما يبدأ الإنسان رحلة ما ينبغي عليه أن يعرف إلى أين هو ذاهب، وهذا هو نفس الأمر بالنسبة للصوم. فالصوم فوق كل شيء وقبل كل شيء، وهو رحلة روحية SPIRITUAL JOURNEY ونهاية هذه الرحلة وغايتها هو الفصح أو عيد القيامة (عيد الأعياد) THE FEAST OF FEASTS فالصوم هو إعداد لتكميل الفصح والبصخة، وإعداد لرؤية القيامة ومعاينة أفراحها التي نتهلل بها في ذكصولوجية عيد القيامة ونقول (حينئذ امتلئ فمنا فرحًا ولساننا تهليلًا لان ربنا يسوع المسيح قام من بين الأموات بقوته أبطل الموت وجعل الحياة تضيء لنا، فلهذا نحن أغنياء بالخيرات الكاملة)، لذلك ينبغي علينا أن نفهم معنى ومغزى الصوم الكبير كرحلة تقودنا إلى عيد القيامة، لأن هذا الفهم يكشف لنا أمرًا أساسيًا وحاسمًا جدًا في حياتنا المسيحية.
والكنيسة قبل أن تعيد لقيامة المخلص تعبر الأربعين المقدسة ثم البصخة والصليب حتى تصل بنا لنوال رؤية القيامة كعربون لقيامتنا الحقيقية.
انه من الضروري أن نعرف أن عيد القيامة هو أكثر من مجرد كونه واحد من الأعياد، وأعمق من أن يكون تذكارًا سنويا لحادث قديم مضى!! إن أي مسيحي اشترك ولو لمرة واحدة في تلك الليلة، ليلة قيامة المسيح (التي هي أكثر إشراقًا ولمعانًا من النهار) BRIGHTER THAN THE DAY. وتذوق الفرح العجيب والفريد فرح رؤية قيامة المسيح في داخله (قام المسيح من بين الأموات ورد أعدائه إلى خلف وأعطاهم عارًا أبديًا، قد قام الله مثل النائم.. يسوع المسيح ملك المجد قام من بين الأموات)، يعرف ان عيد القيامة هو أكثر من مجرد عيد من الأعياد، ولكن ما هو موضوع هذا الفرح؟ ولماذا نرتل في قداس عيد القيامة وفي الخماسين المقدسة (بالموت داس الموت ووهب الحياة الأبدية للذين في القبور) إنها الحياة الجديدة التي أشرقت وبزغت لنا من القبر منذ حوالي ألفي عام، قد أعطيت لنا نحن، ووهبت لكل الذين يؤمنون بالمسيح. (سحق الأبواب النحاس وكسر المتاريس الحديد وأخرج مختاريه بفرح وتهليل) هذا ما نترنم به في ذكصولوجية مديح عيد القيامة المجيد والخماسين.

الصوم مدخل إلى الفصح (القيامة)
وقد أُعطيت لنا القيامة يوم معموديتنا التي فيها (دفنا مع المسيح للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات.. هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة) (رو 6: 4). وهكذا فإننا في عيد القيامة نحتفل ونعيد لقيامة المسيح لا كحدث قد وقع في الماضي، بل كحدث لا يزال يحدث لنا إلى الآن، وهو ما يقرره لنا تقليدنا الليتورجى القبطي في إبصالية عيد القيامة (كل جنس البشر جميع طرقهم مستقيمة لأن الكلمة محب البشر. المسيح قام).
كل واحد منا قبل هبة الله الحياة الجديدة هذه لكي يعيش بموجبها تلك الهبة التي تغير تغييرًا جذريًا في موقفنا تجاه كل شيء في هذا العالم بل وتغير موقفنا من الموت نفسه، إنها تجعلنا نستطيع أن نؤكد بفرح: (لقد أُبيد الموت)،رغم أننا نعرف أن الموت لا يزال موجود ولا نزال نواجهه وسيأتي إلينا يومًا ما ليأخذنا، ولكن إيماننا الأكيد هو أن المسيح بموته غير طبيعة الموت نفسها، وجعل الموت عبورًا إلى ملكوت الله، فعندما نصلى من أجل الراقدين نقول (ليس موت لعبيدك بل هو انتقال)، فالمسيح الذي داس الموت بالموت أنعم للذين في القبور بالحياة الأبدية وجعلنا مشتركين في قيامته، تلك التسبحة التي نسبح بها في إبصالية القيامة (يسوع المسيح خلص شعبه من إبليس بذراعه، فرحًا وتهليلًا أعطاهما لنا الله لان ملكنا عمانوئيل. المسيح قام من بين الأموات).
هذا هو إيمان الكنيسة الذي يؤكده ويظهره عدد لا يحصى من قديسيها على مر العصور. (كل أجناس البشر تسبح قيامتك، لوقا الحكيم ويوحنا حبيبه يبشرون جيدًا: يسوع المسيح قام ها أن الرسل رأوا وفرحوا وكرزوا في العالم لان ملك المجد يسوع المسيح قد قام، اله الأنبياء والأبرار والصديقين هو السيد، المسيح قام)
وبعد كل هذه التسبحة ألا نلاحظ في خدمتنا اليومية أن هذا الإيمان الحي نادرًا ما نراه في واقع حياتنا الآن، وأننا في معظم الأحوال نخون (الحياة الجديدة) التي قبلناها وأخذناها كهبة، ونعيش وكأن المسيح لم يقم من بين الأموات، وكأن القيامة الفريدة ليس لها أي معنى بالنسبة لنا؟ إن السبب ضعفنا وتخاذلنا وفتورنا وعجزنا عن أن نحيا بالإيمان والرجاء والمحبة.. وهو ما توجه الكنيسة أنظارنا له في الأحد الأول من الصوم الكبير (اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره) (مت 6: 33) وللأسف نحن غارقون في اهتماماتنا اليومية، ولأننا ننسى فإننا نفشل ونسقط.. وتصبح حياتنا (قديمة) مرة أُخرى، تصير حياتنا مظلمة ومضيعة وتافهة وفي النهاية تصير بلا معنى، تصير الحياة رحلة لا معنى لها ولا غاية، حتى يأتينا الموت فجأة.
ينبغي أن نرجع حياتنا إلى الحياة الجديدة التي أعلنها السيد المسيح لنا وكشفها بل ووهبنا إياها، وفي الحقيقة أننا أصبحنا نعيش كأن المسيح لم يأتي إلى العالم بالمرة، وهذه هي الخطية الحقيقية الوحيدة خطية جميع الخطايا.. إنها مأساة المسيحية الاسمية، فإذا كنا قد أدركنا هذا حينئذ يمكن أن نفهم ما هو الفصح المسيحي ولماذا نحتاج إلى الصوم قبله؟ من أجل إعدادنا وتهيئتنا لعيش القيامة وجدة الحياة المقامة في المسيح يسوع، وهنا يمكن أن نفهم أن طقس العبادة الليتورجية في الكنيسة، بكل دوراتها وخدماتها بحسب نظام السنة الطقسية الليتورجية، إنما هي موجودة لكي تساعدنا على استعادة رؤية الحياة الجديدة وتذوقها -تلك الحياة التي نفقدها ونخونها وننساها ونضيعها- وفي الصوم نستعيد رؤية الحياة الجديدة لكي نتوب ونرجع إليها من جديد، لأنه كيف يمكننا أن نطلب ملكوتًا ليس لنا أي ارتباط به ولا أية فكرة عنه؟ إن عبادة الكنيسة الليتورجية هي وسيلة دخولنا إلى تذوق حياة الملكوت الجديد والشركة فيها..
فنمشى الرحلة إلى حضن الآب (أحد الاستعداد - أحد التجربة - أحد الابن الشاطر - أحد السامرية - أحد المخلع - أحد المولود أعمى (أحد التناصير) أحد الشعانين حتى أحد القيامة العظيم).
إذ أن الكنيسة من خلال عبادتها تعلن لنا شيئا من ذلك الذي لم تره عين، ولم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر الذي أعده الله للذين يحبونه، وفي مركز عبادة الكنيسة ومحور حياتها الليتورجية يوجد عيد القيامة كقلب هذه العبادة وذروتها وقمتها، وهو مثل الشمس يشرق بأشعته في كل مكان وفي كل زمان، لان القيامة هي الباب الذي ينفتح لنا سنة على بهاء ولمعان مملكة المسيح، وهي عربون الفرح الأبدي الذي ينتظرنا وهي مجد الانتظار الذي يملئ الخلقة كلها فمنذ الآن أبيد الموت لذلك نترنم في تسابيح القيامة الكنسية ونقول:-
(من أجل القيامة المقدسة سبحوا وهللوا ورتلوا وبشروا في الأمم، الطغمات تسبحه، تهلل يا جنس ادم بفرح روحي ها البرية كلها تفرح معًا لان اسم الافتخار هو اسمه تهللوا أيها الأنبياء لان السيد غير المدرك إلهنا يسوع المسيح قد قام، السلام للقيامة والقبر والدم الذي سفكه الوحيد يسوع المسيح قد قام). (إبصالية عيد القيامة)
إن عبادة الكنيسة كلها مرتبة ومنظومة حول عيد القيامة الذي هو قلب السنة الليتورجية، والقيامة هي النهاية والغاية وهي أيضًا البداية والنهاية.. ولأهميتها هذه يأتي دور الصوم الكبير، وبالصوم تقدم لنا الكنيسة معونة، تقدم لنا مدرسة للتوبة تمكننا بها من أن نستقبل عيد القيامة وفرح القيامة وفرح القيامة التي هي نهاية القديم ودخول إلى الجديد لذلك نقول: (ويرينا فرح قيامته سنين كثيرة).
وقد كان الغرض الرئيسي من الصوم في العصور الأولى هو إعداد الموعوظين وتهيئتهم للمعمودية، هكذا ظل غرض الصوم.. فإن كان عيد القيامة هو رجوعنا كل سنة إلى معموديتنا، فيكون الصوم هو إعدادنا لهذا الرجوع كل سنة إلى معموديتنا، إعدادنا لهذا الرجوع بالتوبة والمصالحة والصلاة والاعتكاف والميطانيات والمجاهدة، وأعمال الرحمة مع الصوم فنأتي في النهاية إلى العبور، عبورنا إلى الحياة الجديدة في المسيح لكي نذوق فرح قيامته ونراها في اليوم الذي صنعه الرب لنتهلل ونفرح فيه.
وان كانت عبادة الكنيسة في الصوم الكبير لا تزال تحتفظ إلى اليوم بسمات اعداد الموعوظين للمعمودية، فإنما هذا لكي يكون لنا في كل سنة إعادة اكتشاف واستعادة للهبة الإلهية التي وهبنا إياها.. ولا بد أن نركز على جموعية الصوم والصلاة والتوبة لان فيها عمق شركتنا في جسد المسيح.
إنها رحلة وأول خطوة فيها الحزن المضيء حزن الصوم الكبير البهي الذي به ننظر النهاية من بعيد، ونتطلع إلى فرح القيامة والى الدخول في مجد الملكوت، وهذه هي الرؤية وهذا هو التذوق المسبق لفرح القيامة الذي يجعل حزن الصوم لامعًا ومضيئًا ويجعل الجهد المبذول في الصوم ربيعًا روحيًا.. SPIRITUAL SPRING، فالصوم هو بالحقيقة رحلة، يلازمها الحزن اللامع والمشرق للصوم، كهدف بعيد للغاية الأخيرة، انه فرح القيامة والدخول إلى بهاء الأبدية والتذوق المسبق للفصح.
وكل التوجيهات الكنسية الأبوية تبدو ظاهرة واضحة في طقس الكنيسة في فترة الصوم سواء في الألحان أو في الطلبات أو في القراءات الإنجيلية أو في نبوات العهد القديم أو في القدوة التي يقدمها الآباء والرعاة كما رسم لنا المجمع المقدس المسكوني.
وقد جعلت أمنا البيعة الأُرثوذكسية طقسًا للصوم الكبير تقدم فيه روحها من خلال الألحان والمردات (مرد الإنجيل (جى بنيوت) + قسمة الصوم الكبير + التوزيع بالطريقة الصيامي وكذلك قراءات النبوات في رفع بخور باكر بعد (إفنوتى ناى نان) ثم صلاة الطلبة مع المطانيات.. ) وكذلك نجد أن الكنيسة لا تصلى العشيات في أيام الصوم لان القداس ينتهي في الغروب، ووجود الذبيحة المقدسة إلى وقت المساء على المذبح هو المرموز إليه الذي يبطل معه رفع بخور عشية وهو الرمز للذبيحة المسائية (ما عدا عشية السبت)، ومن الإشارات الليتورجية الجميلة التي تدلل على روح الحزن المضيء والعبادة الهادئة الخاشعة أن الكنيسة لا تستخدم الدف في أيام الصوم.. لان الصوم الجماعي يوحد ويؤلف القلوب والأفكار والألسنة في العبادات خلال هذا الربيع الروحي، ليكون بحق صوم الاستنارة والضياء والتربية الروحية وزمن التوبة والمصالحة والرجوع، الذي فيه تأخذنا الكنيسة وتُعيد أمامنا الهدف من المعمودية: أن نرى ملكوت الله ونتذوقه، وظهور هذا الملكوت ودخولنا فيه بالتوبة والرجوع، في صلة حب وشركة صادقة وحارة مع الله، نبعًا روحيًا وفجرًا لامعًا سريًا يشرق في الأفق، فلا تحرمنا من شبعك يا محب البشر الصالح.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
في الصوم الكبير بكونه رمزًا يخص الفصح المسيحي
القيامة تجعلنا ننتظر مجيء المسيح
في الصوم الكبير هل يجوز الصوم يوميّ سبت البرمون وأحد القيامة؟
عيد القيامة أم عيد الفصح؟
المراحل التاريخية لتطور فترة الصوم الذي يسبق عيد الفصح شرقاً وغرباً


الساعة الآن 11:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024