كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
القمص أثناسيوس فهمي جورج
تقديم
الأنبا بنيامين أسقف المنوفية
بسم الله القدوس
القديسة مريم المجدلية من الشخصيات الشاهدة على قوة عمل النعمة الإلهية في النفس إذ شفاها الرب من تأثير قوي الشر عليها لأنه أخرج منها سبعة شياطين وحينيئذ ملك الله على قلبها وفكرها وكل مشاعرها فتركت كل شيء وتبعت أمينة تستمع إلي عظاته وتري معجزاته بكل أنواعها من أشفية واخراج شياطين وقيامة موتي.. إلخ، ودخلت بذلك إلي دائرة ملكوت الله فذاقت حلاوة الحياة مع الله بعد أن ذاقت مرارة العبودية للشيطان بكل قسوتها حتى السكني فيها فاستعادت صورتها الإلهية، وإنفكت كل قيود نفسها وجسدها وروحها لتنطلق في رحلة روحية مع السيد المسيح حتى الصليب والجلجثة وحتي الدفن في القبر ثم عاينت القيامة المجيدة وصارت أول من شاهد الرب بعد قيامته المقدسة وأمسكت بقدميه وهي ساجدة له ورأت أثار المسمار في القدمين وأرسلها السيد لتكون اول شاهدة للقيامة والبشارة بالصعود قبل ان يتم حيث قال لها الرب: "اذهبي إلي أخوتي وقولي لهم إني أصعد إلي أبي وأبيكم والهي والهكم" (يو17:20).. لا شك أنك متعطش عزيزي القاريء إلي سيرة هذه القديسة وكيف تحولت إلي ملكوت الله بهذه الصورة النادرة؟! إنني بفرح أقدم لك هذا الكتيب الروحي الذي يحتوي على تأملات الآباء القديسين في هذه الشخصية الروحية النادرة في توبتها وعمقها الروحي وشهادتها لقيامة الرب للجميع حتى قيصر مستخدمة بيضة طائر كوسيلة إيضاح لفكرة طائر حي يخرج من بيضة مغلقة أشبه بالجماد (أي حي يخرج من ميت)، إذ خرج الرب حياً من القبر وهو مغلق كما يخرج الطائر حياً من البيضة المغلقة دون أن يفتح له أحد.. ومن هنا استخدمت الكنيسة بيضة النعام لكبر حجمها لتكون إعلاناً عن قيامة الرب في الكنيسة امام كل الحاضرين لأن القيامة هي حجر الزاوية في الإيمان المسيحي..
إنني أشكر الابن المبارك انطون فهمي ومن تعب معه في إعداد وتجميع وترجمة أجزاء كبيرة من أقوال الآباء عن هذه القديسة العظيمة مع كثير من التأملات الروحية النافعة حول نقاط كثيرة وهامة هي موضع أسئلة من كثيرين.
الرب قادر أن يستخدم هذا الكتيب لمنفعة الجميع ببركة القديسة مريم المجدلية وبصلوات قداسة البابا المعظم المكرم حبيب المسيح الأنبا شنوده الثالث حفظه الرب.
الأنبا بنيامين أسقف المنوفية
21مارس 1992 م. - 12 برمهات 1708 ش.
عشية أحد الابن الضال