رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللاهوت والفلسفة بينما امتدح كلمنضس السكندري كثيراً مفكري اليونان، واعتبر انه كما الناموس لليهود، كذلك الفلاسفة للوثنيين، يؤمن ترتليان على العكس من ذلك بأنه ليس هناك أي شيء مشترك بين الفلسفة والإيمان: (ما علاقة أثينا بأورشليم؟ أي اتفاق بين الأكاديمية وبين الكنيسة؟ أو بين الهراطقة وبين المسيحيين؟) (50). ويرى انه يجب أن تبعد كل حكمة بشرية بعيداً عن الكنيسة لأنها (تدعى أنها تعرف الحق بينما هي فقط تفسده) (51). ويقول: (أهناك أي تشابه بين المسيحي والفيلسوف؟ بين تلميذ اليونان وتلميذ السماء؟ بين من يسعى للشهرة ومن يسعى للحياة؟ بين من يتكلم ومن يعمل؟ بين من يبنى ومن يهدم؟ بين الصديق وبين العدو المخطئ؟ بين من يفسد الحق وبين من يسترجعه وعلمه؟) (52). وحتى سقراط الذي كان القديس يوستين يسميه (مسيحي) ليس بالنسبة لترتليان إلا (مفسد للشباب) (53). ومن ناحية أخرى رأى أن الفكر الوثني كان فيه لمحات من الحق: (لن ننكر بالطبع أن الفلاسفة قد فكروا أحياناً نفس التفكير مثلنا) (54). وفى الواقع لا يمكن الاستهانة بتأثير الفلاسفة الرواقيين Stoics على العلامة ترتليان، فمفهومه عن الله وعن النفس والكثير من مبادئه الأخلاقية يشهد لاعتماده على تعاليمهم. وعندما يتحدث عن بعض التشبيهات بين عقائد الكنيسة وأفكار الفلاسفة الوثنين، يحرص ترتليان على أن يؤكد أن هؤلاء الفلاسفة قد سرقوها من العهد القديم والذي يخص المسيحيين كمصدر من مصادر الاستعلان، والمفكرون والفلاسفة القدماء لم يفعلوا شيئاً إلا تشويه الحقائق المسلمة من الله، وهكذا صاروا مؤسسين للهرطقات فهم (آباء الهراطقة) (55). |
|