جاء في كتاب "مشاهير الآباء" للقديس جيروم: رأيناه في إقليم أرسينوي (الفيوم)، وكان شيخًا وأبًا للأديرة ولرهبانها الذين كانوا نحو عشرة آلاف رجلًا: وكان يهتم باحتياجاتهم كلها. وكان الذين يحصدون في الحقول يأتون له بكمية 12 أردبًا، كان يقدمها لخدمة ذوي الحاجة. ويوزعها بيده. حتى يأخذ كل الفقراء في المنطقة نصيبهم، كما أرسل لفقراء الإسكندرية عطاياهم. وكان آباء البرية لا يهملون حاجات الفقراء. ولكن نظرًا لانشغالهم في حياة الجهاد الروحي، فكانوا يملأون المراكب بالطعام والملبس ويرسلونها، من عام لآخر، إلى فقراء الإسكندرية (العاصمة). لأن الفقراء الذين كانوا يعيشون حولهم (في الصحراء) كانوا قلائل. وقد رأينا في منطقة بابليون (مصر القديمة) وممفيس (البدرشين) الكثير من الآباء العظام، وكانوا بلا حصر. وكانوا من الرهبان الذين تزّينوا بالأعمال الصالحة، وكانوا مباركين ومقبولين لدى الله.