كان من أهل بينوسة من أعمال مصر السفلى، وكان ذا أموال ومقتنيات كما كان محبًا للصدقة جدًا، ولما جاءت أيام الاضطهاد وسمع أن أرمانيوس والي الإسكندرية قد وصل إلى الوجه البحري ليعذب المسيحيين. خرج إليه هو وصديقٍ له اسمه ثيؤدورُس وآخر من رعاة الدواب اسمه توما واعترفوا أمامه بالسيد المسيح، فطرحهم في السجن. سمع بذلك أهل بلده فأتوا حاملين السلاح لقتل الوالي وإطلاق القديس، ولكن القديس منعهم وعرّفهم بأنه هو الذي يريد الاستشهاد على اسم المسيح فانصرفوا.
عذاباته:
أما الوالي فأخذ القديس معه في سفينة إلى الإسكندرية، وهناك عذبه بالهنبازين، وألقاه في حفرة ملأها بالنار، ثم وضعه في إناء به زفت وقطران وأوقدوا تحته النيران، وفي هذا جميعه كان الرب يشفيه ويقيمه سالمًا. وأخيرًا صلبوه وأخذوا يضربونه بالنشاب، فجاء ملاك الرب وأنزل القديس. بعد ذلك أسند الوالي أمر تعذيب القديس إلى أحد الأمراء اسمه أوريون، فسافر به بحرًا إلى بلده وعند المساء رست السفينة على إحدى القرى وناموا. وفي الصباح وجد أن المكان الذي رست أمامه هو بلد القديس الذي تعجب من ذلك، فأتاه صوت قائلًا: "هذه بلده فأخرجوه"، وبعد عذاب كثير قطعوا رأسه المقدس ونال إكليل الشهادة، وخلع أوريون قميصه ولف به جسد القديس وسلمه لأهله. العيد يوم 27 طوبة.