قرأت قصة أرملة فقيرة في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل، عاشت مع طفلها الصغير تئن من قسوة الفقر، فالحياة تصبح بلا قيمة لو مات ابنها، وها الغرفة لها باب خشبيّ لكنها بلا سقف! وقد مرَّ على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته، وذات يوم تجمّعت الغيوم وامتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة، ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة، فاحتمى الناس في منازلهم، فنظر الطفل إلى أُمّه نظرة حائرة واندسّ في أح...ضانها، لكن جسد الأُم كان مبللاً، فأسرعت إلى باب الغرفة فخلعت ثيابها ووضعتها على الجدران، وخبَّأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر، فنظر الطفل إلى أُمّه ببراءة الأطفال، وقد ارتسمت على وجهه سعادة غامرة، ثم قال لأُمه ما لم تتوقع أن يلفظه: ماما الناس الفقراء إللي ما عندهمش باب مثلنا، بيعملوا إيه لمَّا ينزل عليهم المطر؟!!
لقد أحس الطفل بقيمة الحياة، وفي تلك اللحظة عندما اختفى شبح الموت، شعر أنَّه ينتمي إلى طبقة الأثرياء، ففي بيتهم باب!