رموز الإنجيل وأسرار الكنيسة السبعة
الكتاب المقدس يستخدم الرموز دائماً. هكذا فعل السيد المسيح.
1- (راجع مت13 مثلاً) لتجد أن الرب يسوع شبَّه ملكوت السموات برجل زارع خرج ليزرع، وبصياد يصطاد سمك.. ألخ.
2- وحينما أراد أن يُشبِّه انتشار ملكوت السموات حين يبدأ قليلاً ثم ينمو، استخدم مثل الخميرة (مت6:16).
فهل ملكوت السموات يشبه الرياء والخبث؟! لا طبعاً. لكن المقصود سرعة الانتشار في الحالتين.
هكذا في المواد المستخدمة في الأسرار الكنسية:
السيد المسيح أراد استخدام مواد مادية لأننا لسنا أرواح فقط بل أرواح تسكن في أجساد. والجسد لا يُدرك سوى المادة المرئية.
المعمودية
الميرون
التوبة والاعتراف
الإفخارستيا
مسحة المرضى
سر الزيجة
سر الكهنوت
المعمودية:
نستخدم فيها الماء. فالماء به نغتسل وفيه نغرق ونموت.
والمعمودية: 1- غسيل من خطايانا، فبها تُغفر خطايا المُعمَّد.
2- موت وقيامة مع المسيح (رو6). فنزول المعمد إلى الماء يُشير لموته، وخروجه من الماء يُشير لقيامته.
الميرون:
نستخدم فيه زيت مخلوط بأطياب، فالزيت يُشير للروح القدس فهو يستخدم فى:
1- الإضاءة.. والروح القدس يُنير عيوننا فنعرف الله.
2- معالجة الجروح (السامري الصالح) هو لترطيب الجروح.. والروح القدس يُجدِّد ويشفى طبيعتنا.
3- يُخلط الزيت بالعطور (بارفان) فهو يُستخدم للتعطير والإنعاش (لو46:7)، فحينما يُسكب الزيت تخرج رائحة العطور أما الزيت فهو لإنعاش الجلد. والعطور في زيت المسحة كلها تُشير للمسيح (راجع مقدمة خيمة الاجتماع بسفر الخروج، وراجع تفسير مزمور 133). والروح حين يجدد طبيعتنا نصير "رائحة المسيح الزكية".
4- كانوا يصنعون الخبز بخلط الدقيق بالزيت. وتقدمة الدقيق كانوا يسكبون عليها زيتاً. والدقيق يُشير للمسيح البار (أبيض) المسحوق بالحزن (إش10:53). والدقيق يُصنع منه الخبز وبه نحيا جسدياً، والزيت الذي يُشير للروح القدس لأنه يثبتنا في المسيح فتكون لنا الحياة هي المسيح.
التوبة والاعتراف:
الروح القدس هو الذي يغفر الخطايا. ومادة السر هنا هو الكاهن الذي يُعلن غفران الخطايا، ويضع الإرشاد على فم الكاهن، ويفتح قلب المُعترف ليسمع ويتجاوب مع ما يسمعه.
الإفخارستيا:
نستخدم مادتى الخبز والخمر ليتحولوا إلى جسد المسيح ودمه.
1) الخبز به يحيا الإنسان وبه يشبع. وهذا ما قاله الرب يسوع عن نفسه: أنا خبز الحياة.. من يأكلني يحيا بي (راجع يو6).
2) الخمر يستخدمه الإنسان للفرح، ومن يرى المسيح ويشبع به يفرح.
مسحة المرضى:
مادة السر هى الزيت. والزيت كما قلنا يُستخدم في علاج الجروح (السامري الصالح) للشفاء، وترطيب الجروح وتليينها. وهذا هو هدف هذا السر،أن يشفى المريض، وأن يعطيه ليس فقط شفاء الجسد، بل شفاء كامل لطبيعته أي جسده وروحه ونفسه. وقد يكون في المرض شفاء للروح (1بط1:4)، لذلك لن يشفى الله الجسد حتى لو طلبنا، لكنه يعطى غفران للخطية وعزاء للشخص = تليين الجرح (كما تفعل المراهم الآن، ترطب الجرح وتُسكِّن الألم). والروح القدس أسماه السيد المسيح المُعزى (يو26:16) وهذا يناظر ترطيب الجرح، فالله يجرح ويعصب (اي5: 18).
سر الزيجة:
نستخدم زيت لمسح العروسين وأكاليل وكاهن يجمعهم باسم الله بالصلوات.
الزيت: رأيناه رمز للروح القدس، والروح القدس يُعطى للعروسين أن يتحدوا كجسد واحد في جسد المسيح، ويعطيهم المحبة الروحانية.
الأكاليل: كملك وملكة يرمزان للمسيح الملك مع كنيسته (أف5).
الكاهن: يقول السيد المسيح "ما جمعه الله" (مت6:19). إذاً الله هو الذي يجمعهم، والكاهن يُعلن هذا.
سر الكهنوت:
ينال الكاهن نعمة الكهنوت بيد الأسقف ونفخة فمه.
وضع اليد (أع3:13):- فالسيد المسيح أعطى للمؤمنين أن يفيضوا (يو38:7)، ووضع اليد يُشير لأن الروح ينتقل من جيل إلى جيل، فيظل يعمل في الكنيسة للأبد.
نفخة الفم: وهذا إشارة للريح فكلمة روح وريح كلمة واحدة في العبرية واليونانية. وفي هذا إشارة لعمل الريح الخفي مثلاً في حمل أشياء ولكن لا نراه وهذا عمل الروح (يو8:3) في الكنيسة.
إذاً الأسرار نعمة ننالها من الروح القدس تحت أعراض أشياء منظورة لنفهم ونشعر، فما زلنا في الجسد المادي.