في بيت كرنيليوس، لماذا حلّ الروح القدس على المستمعين قبل المعمودية؟
5. في بيت كرنيليوس، لماذا حلّ الروح القدس على المستمعين قبل المعمودية (أع 9: 44-48)؟
في هذا الحادث يظهر التمييز واضحًا بين المعمودية وحلول الروح القدس (التثبيت). والعجيب أن التثبيت هنا قد سبق المعمودية، الأمر الذي اختلف تمامًا عما حدث في كل حالات العماد التي تمت في أيام الرسل إذ كانت المعمودية تسبق وضع الأيدي وبالتالي حلول الروح القدس على المعمدين. والسبب في هذا أن عماد كرنيليوس وأهل بيته يعتبر عملًا فريدًا بكونه بدء ميلاد كنيسة الأمم، فإنه لم يكن ممكنًا على اليهود أن يتقبلوا بسهولة ضم الأمم إلى الكنيسة. ولو بدأ الرسل بالعماد ثم حلّ الروح القدس عليهم لحدث شقاق مُر، بين الكنيسة التي من أصل اليهود في ذلك الحين والرسول بطرس، وربما تشككوا في رسوليته،لهذا أعلن الله قبول الأمم أولًا برؤيا للقديس بطرس في وسط النهار (أع 10: 9) حتى لا يتشكك في الأمر، وتكرر الحديث الموجه إليه للتأكيد (أع 10: 16)، وحينما نزل للعمل أراد الله أن يسنده بعملٍ واضحٍ أمام الجميع، قبل أن تمتد يده بالعماد سكب روحه القدوس على السامعين. وهنا فقط تجاسر الرسول بقوله: "أَترى يستطيع أحد أن يمنع الماءَ حتى لا يعتمد هؤلاءِ الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضًا؟!" (أع 10: 47)، ثم أمر أن يعتمدوا باسم الرب.