10 ـ ومن أجل هذا فسيصمت أولئك الذين سبق أن قالوا إن الذي جاء من مريم ليس هو المسيح والرب الإله. لأنه لو لم يكن إلهاً في الجسد، فكيف بمجرد ولادته من مريم دُعىَ " عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا " (مت23:1) وأيضاً لو لم يكن هو الكلمة في الجسد، فكيف كتب بولس إلى أهل رومية : " ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين " (رو5:9). وأولئك الذين سبق لهم أن أنكروا أن المصلوب هو إله، فليعترفوا بأنهم قد أخطأوا، لأن الكتب الإلهية تحضهم ـ وبنوعٍ خاص ـ توم، الذي بعد أن رأى فيه آثار المسامير، صرخ قائلاً " ربى وإلهى " (يو28:20). لأن الابن إذ هو الله ورب المجد، كان في الجسد الذي سُمِرَ وأُهين بخزى، أما الجسد فكان يتألم وهو على الخشبة، وكان يسيل من جنبه (المطعون) دم وماء. ولكن بسبب أنه كان هيكل الكلمة بالحقيقة، فقد كان مملوءاً من اللاهوت . ولهذا السبب إذن عندما رأت الشمس خالقها وهو يتألم في الجسد المُهان، سحبت أشعته، وأظلمت الأرض ولكن الجسد نفسه، وهو من طبيعة مائتة، قام بطبيعة تفوق طبيعته بسبب الكلمة الذي فيه، وتوقف فساده (إضمحلاله) الطبيعى، وإذ قد لبس الكلمة الذي هو فوق الإنسان هذا الجسد، فقد صار (الجسد) غير فاسد (غير مضمحل).