منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 05 - 2014, 06:48 AM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017





"الخد الإيمن" و"الميل الثاني" و"الرداء الآخر"


"الخد الإيمن" و"الميل الثاني" و"الرداء الآخر"


"الخد الإيمن"
و"الميل الثاني"
و"الرداء الآخر"


"الخد الإيمن" و"الميل الثاني" و"الرداء الآخر"


سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً.
ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً.
ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. من سالك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده.
(متى 5 : 32-42
)


قيل عين بعين= وصايا الناموس هذه تصلح لشعب بدائى، لا يملك النعمة التي تعطى المسيحى أن يحب أعداءه. ولكن هذه الوصايا كانت لازمة لمنع التوحش والإنتقام الرهيب، إذ أن الإنسان البدائى مستعد أن يقتل من يفقده عينه. وجاء المسيح ليطلب أن نقابل الشر بالخير وهذه درجة عالية جداً، لا يملك الإنسان البدائى أن ينفذها، فما يساعدنا الآن على تنفيذها هو حصولنا على النعمة.


لا تقاوموا الشر= المقصود الشخص الشرير وتقاوم في اليونانية تعنى أن تقف في حرب ضد من يقاومك مجاهداً أن تنتصر عليه خدك الأيمن = المقصود به الكرامة الشخصية. الآخر= رُبما يكون المقصود به هو أن تترك لهُ سبب الخلاف الذي أدى للإهانة.

فلو أهانك أحد بسبب خلاف على شيء 1) سامحه 2) تنازل عن هذا الشئ.
وهناك من طبق الوصية حرفياً فهزم الشيطان. إذ ذهب أحد القديسين ليصلى لفتاة بها روح شرير، ولما فتحت هي له الباب تحرك فيها الشيطان ولطمت القديس فحول لها الخد الآخر، فخرج الشيطان حالاً صارخاً هزمتنى بتنفيذك للوصية، ولقد رأيت شخصياً أحد الإخوة غير المسيحيين، حين لطمه أحد أصدقائه في مشادة فسكت بل طأطأ رأسه، وبعد دقائق إنهار من لطمه طالباً الصفح وباكياً. ولكن المهم هو الفهم الروحى وليس التطبيق الحرفى، فالسيد المسيح حين لُطِمَ قال للعبد الذي لطمه.... فلماذا تضربنى يو 23:18، فهو لم يقدم خده الآخر بل هو كان مستعداً أن يصفح بل أن يموت عمن لطمه.
في القديم منع الله شعبه من مقاومة الشرّ بشرٍ أعظم سامحًا لهم بذلك من أجل قسوة قلوبهم، أمّا وقد دخلنا العهد الجديد فقد ارتفع بنا إلى مقابلة الشرّ لا بشر مماثل أو أقل أو حتى بالصمت وإنما نقابله بالخير مرتقبًا بنا إلى أعلى درجات الكمال.

يرى القدّيس أغسطينوس أن السيّد المسيح قد دخل بنا إلى درجة الكمال المسيحي كأعلى درجات الحب التي تربط الإنسان بأخيه، إذ يرى العلاقة التي تقوم بين البشر تأخذ ست درجات:

الدرجة الأولى: تظهر في الإنسان البدائي الذي يبدأ بالاعتداء على أخيه.
الدرجة الثانية: فيها يرتفع الإنسان على المستوى السابق، فلا يبدأ بالظلم، لكنّه إذا أصابه شر يقابله بشرٍ أعظم.
الدرجة الثالثة: وهي درجة الشريعة الموسويّة التي ترتفع بالمؤمن عن الدرجتين السابقتين فلا تسمح له بمقاومة الشرّ بشر أعظم، إنّما تسمح له أن يقابل الشرّ بشر مساوٍ. أنها لا تأمر بمقابلة الشرّ بالشرّ، إنّما تمنع أن يرد الإنسان الشرّ بشرٍ أعظم، لكنّه يستطيع أن يواجه الشرّ بشر أقل أو بالصمت أو حتى بالخير إن أمكنه ذلك.
الدرجة الرابعة: مواجهة الشرّ بشرٍ أقل.
الدرجة الخامسة: يقابل الشرّ بالصمت، أي لا يقابله بأي شر، أي عدم مقاومته.
الدرجة السادسة: التي رفعنا إليها السيّد وهي مقابلة الشرّ بالخير، ناظرين إلى الشرّير كمريض يحتاج إلى علاج.
يُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على مقاومة الشرّ بالخير، قائلاً: [لا تُطفأ النار بنارٍ أخرى، وإنما بالماء... ليس ما يصد صانعي الشرّ عن شرّهم مثل مقابلة المضرور ما يصيبه من ضرر برقّة. فإن هذا التصرّف ليس فقط يمنعهم عن الاندفاع أكثر، وإنما يعمل فيهم بالتوبة عما سبق أن ارتكبوه، فإنهم إذ يندهشون بهذا الاحتمال يرتدّون عما هم فيه. هذا يجعلهم يرتبطون بك بالأكثر، فلا يصيروا أصدقاءً لك فحسب، بل وعبيدًا عِوض كونهم مبغضين وأعداء.]

ماذا يقصد بالخد الأيمن والآخر؟



"الخد الإيمن" و"الميل الثاني" و"الرداء الآخر"


قدّم لنا السيّد أمثلة لمقابلة الشرّ بالخير في مقدّمتها إنه إذا لطمنا شخص على خدّنا الأيمن نحوّل له الآخر أيضًا. ولقد أوضح الآباء أن السيّد في تقديمه الوصيّة لم يقصد مفهومها بطريقة حرفيّة، لأن الإنسان لا يُلطم على خدّه الأيمن بل الأيسر اللهم إلا إذ كان الضارب أشولاً. إنّما الخدّ الأيمن يُشير إلى الكرامة الروحيّة أو المجد الروحي، فإن كان إنسان يسيء إلينا ليحطّم كرامتنا الروحيّة فبالحب نقدّم له الخد الأيسر أيضًا، أي الكرامة والأمجاد الزمنيّة والماديّة.

ويحذّرنا الأب يوسف من تنفيذ الوصيّة حرفيًا بينما لا يحمل القلب حبًا حقيقيًا نحو الضارب، خاصة وأن البعض يعملون على إثارة الآخرين ليضربوهم، الأمر الذي يسيء إلى الوصيّة الإلهيّة. ويختم حديثه بقوله: [إن كان خدّك الأيمن الخارجي يستقبل لطمة من الضارب فليقبل الإنسان الداخلي بتواضع أن يتقبّل الضربة على خدّه الأيمن. بهذا يحتمل الإنسان الخارجي بلطف، ويخضع الجسد لمضايقات الضارب فلا يضرب الإنسان الداخلي.]

* كثيرون تعلّموا كيف يقدّمون الخدّ الآخر، ولكنهم لم يتعلّموا كيف يحبّون ضاربهم. المسيح رب المجد، واضع الوصيّة ومنفّذها الأول، عندما لُطم على خدّه بواسطة عبد رئيس الكهنة ردّ قائلاً: "إن كنت قد تكلَّمت رديًا فاشهد على الردي، وإن حسنًا فلماذا تضربني؟!" (يو 18: 23). فهو لم يقدّم الخدّ الآخر، ومع ذلك فقد كان قلبه مستعدًا لخلاص الجميع لا بضرب خده الآخر فقط من ذلك العبد، بل وصلب جسده كله.


الميل الثاني:



"الخد الإيمن" و"الميل الثاني" و"الرداء الآخر"

تظهر أهمّية هذه الوصيّة من دعوة المسيحيّة بديانة الميل الثاني، حيث يقدّم المؤمن للآخرين أكثر ممّا يطلبون، لكي يربح نفسه ويربحهم بحبّه. سير الميل الثاني علامة قوّة الروح وانفتاح القلب بالحب، فلا يعمل الإنسان ما يطلب منه عن مضض، وإنما يقدّم أكثر ممّا يطلب منه.

من سخرك ميلاً = كان اليهودى تحت الحكم الرومانى – مهدداً في أي لحظة أن يسخره جندى رومانى ليذهب حاملاً رسالة معينة على مسافة بعيدة وهذا كان النظام البريدى المتبع في ذلك الحين. أو كانوا يسخرون أحداً لعمل معين كما سخروا سمعان القيروانى ليحمل صليب المسيح. والسيد هنا يطلب أنه إن سخرك أحد لمسافة ميل وتضطر أن تعمله بنظام العبودية فبحريتك سر معه ميل آخر علامة المحبة. والميل الآخر سيزيل مرارة عبودية الميل الأول. أي كن مستعداً للعطاء والبذل بحب، وهذا لخصه السيد بقوله من سألك فأعطه

نفهم من كلام السيد هنا هو أن لا نهتم بدرجة كبيرة بحقوقنا الشخصية بل نقبل البذل والتضحية والعطاء بحب، والتسامح مع حتى من يوجه لنا إهانة وإن أخذ أحدٌ منك شيء فإتركه واترك غيره لتستريح من مشاكل القضاء أي إشتر راحتك وسلامك = اترك الرداء أيضاً فتربح وقتك وفكرك وربما تربح من يخاصمك بحبك له.والرداء عادة أغلى ثمناً. عموماً لن يستطيع هذا إلا من حسب مع بولس أن كل شيء في العالم نفاية

(فى 8:3).++++ + تعاليم المسيح في هذه الايات ليس هدفها التطبيق الحرفى مثلما فهمنا عدم لزوم قطع اليد اليمنى...لكن الرب يقصد ان الاهم لنا ان نحتفظ بسلام القلب بقدر امكاننا،"فثمر البر يزرع في السلام" (يع 3: 18) اما الذي يتصارع على كل شيء فهو يحيا فاقدا سلامه.

الرداء الأخر


"الخد الإيمن" و"الميل الثاني" و"الرداء الآخر"


يقدّم السيّد مثلاً آخر لمقابلة الشرّ بالخير، قائلاً: "ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك، فاترك له الرداء أيضًا" [40]. إن كان إنسان قد أخذ منك الثوب ودخل معك في خصومة، وأراد أن يسحبك إلى المحكمة ويسبّب لك متاعب، فاشتري راحتك وسلامك بترك الرداء أيضًا. بهذا تربح وقتك وقلبك وفكرك كما تربح المخاصم وتقتنيه بالحب والعطاء. يقول القدّيس أغسطينوس: [ليتنا نحتقر كل تلك الأشياء التي نحسبها ملكًا لنا وبسببها يخاصمنا إخوتنا... ليتنا ننقل ملكيتها لهم .

الثوب هو القميص الذي يلبسه الإنسان تحت ردائه أو عباءته، عادة يُصنع من القطن، أمّا الرداء فهو العباءة الثقيلة وهي أثمن من الثوب، يرتديها الإنسان في النهار ويستدفئ بها في الليل. فإن كان ثوبك الرخيص قد اغتصب بغير إرادتك، فإنك تحمل حرّية الحب لتقدّم معه ما هو أثمن منه. المسيحي في اتّساع قلبه وحرّية نفسه الداخليّة لا يئن بسبب حقوقه المغتصبة، وإنما يقدّم ما لديه للآخرين بفرح. هذا هو كمال الحرّية الداخليّة!

يأمر السيّد الإنسان الغضوب أن يسرع بمصالحة خصمه مادام معه في الطريق، لئلا يسلّمه الخصم إلى القاضي، ويسلّمه القاضي إلى الشرطي، فيلقى في السجن ولا يخرج من هناك حتى يوفي الفلس الأخير.ماهو هذا الخصم إلا"الوصيّة الإلهيّة"، فإنها تدخل كطرفٍ في الخصومة مع الإنسان الغضوب. تقف "وصيّةالحب" كخصم حقيقي له، تدينه في يوم الرب أمام الديان، أي السيّد المسيح، (يو 5: 22)، الذي يسلّمه إلى الملائكة كشرطي ليلقيه في "الظلمة الخارجيّة" (مت 8: 12)،ولا يخرج من هناك حيث لا يقدر أن يفي العدل الإلهي حقّه.

يقول القدّيس أغسطينوس: [أي شيء سيكون خصمًا لمحبي الخطيّة مثل وصايا الله، أي شريعته المدوّنة في الكتاب المقدّس، ذلك الكتاب الذي وُهب لنا ليكون معنا في الطريق، أي في الحياة الحاضرة، لكي ننفذ تعاليمه سريعًا ولا نخالفها. حتى لا يسلّمنا إلى القاضي؟! فعلينا أن نخضع له سريعًا، لأنه من يَعلَم متى نرحل من هذه الحياة؟ من يستطيع أن يخضع للكتاب المقدّس غير الذي يقرأه ويستمع له بتقوى، خاضعًا له كما لو كان لسلطانٍ عظيمٍ، غير متضايق ممّا يجده معارضًا لخطاياه، بل بالأحرى يحبّه لأنه يبكِّته عليها، ويفرح به لأنه يشفي أمراضه، ويصلّي ليفهم ما بدا له غامضًا أو غير مقبول، عالمًا أنه ينبغي تقديم كل وقار لسلطان كهذا.


كشف السيّد مفهوم العطاء بقوله "من سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا تردّه" ولعلّه أراد بذلك أن تكون لنا طبيعة العطاء السخيّة، فإن البعض في عزّة نفس لا يقدر أن يستعطي فيطلب قرضًا، فلا تطلب ردّه منعًا من إحراجه...



التعديل الأخير تم بواسطة Magdy Monir ; 11 - 05 - 2014 الساعة 06:54 AM
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دعوى قضائية لحل "الحرية والعدالة" و"النور" و"الوطن" و"البناء والتنمية" و"الأصالة"
"مصر القومي" لـ"أردوغان": اقتربت نهايتك.. و"الإخوان" سمحت لأنصاف الرجال بالظهور
"قنديل" وقيادات "الإخوان" يلتقون "آشتون".. و"بشر" يؤكد: سنطالبها بزيارة "مرسي" ودعم عالمي
"مينا" و"باسم" اتفقا مع "مارادونا" و"الصعيدى" و"القليوبى" فى قتل رجل أعمال بالسلام
"اليوم السابع": أهالى ضحايا "الجمل" يطلبون القصاص بـ"اليد" من القتلة


الساعة الآن 03:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024