رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حزقيال 16 يصف الرب على لسان حزقيال النبي ما كانت عليه النفس البشرية قبل تمتعها بسرّ العماد، وما صارت إليه خلال هذه المياه المقدسة، فيقول: "أبوكِ أَموريّ وأمكِ حثِّيَّة. أمَّا ميلادكِ يومَ وُلِدتِ فلم تُقطَع سرَّتكِ ولم تُغسَلي بالماءِ للتنظُّفِ ولم تُملَّحي تمليحًا ولم تُقَّمطي تقميطًا. لم تشفِق عليكِ عين.. فمررتُ بكِ ورأيتُكِ مدوسةً بدمِكِ.. وقد كنتِ عريانة وعارية. فمررتُ بكِ ورأيتُكِ وإذا زمنُكِ زمن الحب. فبسطتُ ذيلي عليكِ وسترتُ عورتكِ وحلفتُ لكِ ودخلتُ معكِ في عهدٍ يقول السيد الرب فصرتِ لي. فحَّممتكِ بالماءِ وغسلتُ عنكِ دماءَكِ ومسحتكِ بالزيت. وألبستُكِ مطرَّزًة ونعلتُكِ بالتَّخَس، وأزَّرتُكِ بالكتان وكسوتُكِ بزًّا. وحليتُكِ بالحُلي فوضعتُ إسورة في يديكِ وطوقًا في عنقُكِ. ووضعتُ خُزامةٍ في أنفكِ، وأقراطًا في أُذنيكِ، وتاج جمالٍ على رأسكِ. فتحلّيتِ بالذهب والفضة ولباسكِ الكتان والبزُّ والمطرَّز. وأكلتِ السميذ والعسل والزيت، وجَمُلْتِ جدًّا جدًّا فصلُحتِ لمملكةٍ. وخرجَ لكِ اسم في الأمم لجمالك،ِ لأنهُ كان كاملًا ببهائي الذي جعلتُهُ عليكِ يقول السيد الرب" [ع 3-14]. لا تحتاج هذه النبوة الصريحة عن عمل النعمة الإلهية في حياة المؤمنين خلال المعمودية إلى كلمات للتوضيح، فبعد ما كنت في عارٍ وهوانٍ وجوعٍ وعطشٍ وقُبحٍ وفقرٍ تمتعت بأسرار الله المشبعة للنفس الواهبة أمجاد إلهية. أ. يقول للنفس: "أبوكِ أموري وأمك حثِّيَّة"، أي كانت تحمل روح الأمم الوثنيين، أما في المعمودية فصار الله أباها والكنيسة أمها، دخلتْ إلى العضوية في العائلة الإلهية. ب. منذ ميلادها كانت مملوءة دنسًا وقبحًا إذ لم تُقطع سرتها، ولم تُغسل بالماء للنظافة، ولا قُمطت بأقماطٍ، ولم تشفق عليها عين. أما في المعمودية فلم تتطلع إليها عين بشرية، بل مرّ بها الرب نفسه ونظر عريها وخزيها ودنسها، فأحبها وبسط ذيله عليها ليستر ضعفاتها ونجاساتها، حمَّمها بالمياه المقدسة وغسل عنها دماء خطاياها بدمه الطاهر، ومسحها بزيت نعمته، وألبسها ثوب البرّ والخلاص وأعطاها نعلًا يسندها في الطريق ويحمي قدميها. قدم لها الحُلي الذي هو عربون الروح. إذ خطبها لنفسه عروسًا وجعلها ملكة تجلس عن يمينه. كللها بتاج سماوي يُفرِّح قلبها وقلوب السمائيين. جمّلها جدًا جدًا، لأنه سكب بهاءه عليها، فحملت صورته في داخلها. أكلت السميذ والعسل والزيت، فشبعت من ثمر الروح القدس، وصار لها اسم عريسها بين الأمم، منقوشًا على جبهتها وفي أعماقها. |
|