كتاب الروح القدس بين الميلاد الجديد والتجديد المستمر
القمص تادرس يعقوب ملطي
مقدمة
في إحدى جلسات الجمعية العمومية لمجلس كنائس الشرق الأوسط (29 من نوفمبر 1980)، إذ تحدث بعض اللاهوتيين الأرثوذكس والبروتستانت عن موضوع التجديد الكنسي Church Renewal أثيرت عدة تساؤلات منها:
· ما هي نظرة الكنيسة لتعبير "التجديد الكنسي"؟
· من الذي يتجدد: الكنيسة أم العالم بدخوله في خبرة الحياة الكنسية كحياة جديدة في المسيح يسوع ربنا؟
· كيف ينعم الإنسان بالحياة الجديدة؟ وهل تبقي حياة تتجدد بغير انقطاع؟
· هل يتم التجديد علي المستوي الفردي أم خلال إطار الجماعة الكنسية؟
· هل يمكن للكنيسة أن تحيا علي الدوام بفكر متجدد دون أن تفقد طابعها التقليدي الأصيل؟ أو بمعني آخر، هل الحياة الكنسية التقليدية تمثل عائقًا في تجديدها المستمر أم معينًا لها؟
هذه عينة من الأسئلة التي رأيت لزامًا عليّ أن أجيب عليها بفكر إنجيلي كنسي أرثوذكسي، خاصة وأننا في هذا العام (1981) نحتفل بذكرى مرور ستة عشر قرنًا علي انعقاد مجمع القسطنطينية المسكوني (381 م) الخاص بالروح القدس. لذا اشتهى أن ندخل جميعًا لا في جدل عقلي جاف، بل نخضع للروح القدس الناري الذي يأخذ مما للمسيح ويخبرنا (يو 16: 15)، هذا الذي وهبنا الميلاد الجديد الروحي، ويثبتنا فيه، ويتعهد نمونا المستمر حتى يدخل بنا كلهيب نار متقد فنلتحم مع السمائيين وندخل إلي أحضان الآب أولادًا مقدسين له.