العبادة الليتورجيا والحياة اللتورجيا
الليتورجيا ليست ساعات محددة يقضيها المؤمنون معًا كهنةً وشعبًا سواء للاشتراك في القداس الإلهي ورفع بخور عشية وباكر، أو في مناسبة ما قبل عماد إنسان أو زواجه... إنما هي فكر يعيشه كل عضو في الجماعة، يذوقه ويختبره كل أيام حياته، ليس فقط حين يجتمع مع إخوته للعبادة الجماعية في أية صورة من صورها، وإنما بحمله في قلبه حتى في لحظات انفراده في مخدعه، بمعنى آخر "الليتورجيا" هي حياة تعيشها الكنيسة، خلالها تتعرف على طبيعتها، وتحقق غايتها، وتنعم بكيانها وحياتها ونموها في المسيح يسوع.
أن كنا نطلق كلمة "ليتورجيا" على العبادة الجماعية، إنما لأن المؤمن في هذه الفترة يختبر ارتباطه بالجماعة المقدسة كعضو فيها، هذه العضوية حية وفعالة في حياته، بل هي جزء لا يتجزأ من كيانها؛ يحمل عضويته حتى في لحظات انفراده مع الله في مخدعه، الجماعة في أعماق قلب كل مؤمن حقيقي، والمؤمن الحقيقي محمول في أعماق الكنيسة أو الجماعة. بمعنى آخر، إذ ما دخل المؤمن مخدعه للصلاة حمل كل الكنيسة في قلبه ليصلى باسمها فينادى: "أبانا" بصيغة الجمع، لا "أبى الذي في السموات" بروح الانفرادية؛ وإذ ما وقفت الجماعة للعبادة حملت بالحب كل عضو حاضرا أم غائبا عنها بالجسد لتصلى من أجله.