رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة القبطية والفكر الرسولي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة رسولية، ليس فقط لأن مؤسسها هو القديس مرقس الرسول الذي خدم فيها وأقام أسقفا وكهنة وشمامسة لمعاونته في خدمتها واستشهد في الإسكندرية، ولا فقط لأن بطريركها هو خليفة مارمرقس خلال سلسلة من الباباوات منذ العصر الرسولي دون انقطاع، وإنما أيضا لبقائها تحفظ في حياتها وروحانياتها وليتورجياتها وعقائدها الفكر الرسولي؛ فهي امتداد حتى للكنيسة في عيد الرسل دون انحراف. قد تتهم كنيستنا أحيانا بالجمود ورفضها للتنازلات، لكنها بالحقيقة ليست هي كنيسة جامدة بل أمينة ومحافظة للحياة الرسولية، تود تقديم وديعة الإيمان بكل صورة في أمانة عبر الأجيال. أذكر على سبيل المثال في عام 1971 كنت أعمد طفلا في مدينة دالاس بالولايات المتحدة الأمريكية، وإذ كان حاضرا أحد رعاة الكنائس الأمريكية العماد، جلست مع الراعي على انفراد، فقال لي: "هذا الطفل محظوظ ولما سألته عن سبب هذا التعليق أجاب: "خلال هذا الطقس الطويل للعماد أحسست كأني في جو العصر الرسولي". يقول الآب جنجمان في كتابه: "الليتورجيا الأولى (1)" في التكوين العام للقداس احتفظت الطقوس الشرقية بكثير من الملامح الأولى التي اختفت في الطقس الروماني فبينما يتغير قداسنا من يوم إلى آخر، إذ بالشرق يكرر ذات الطقس بلا تغيير." إذ لم يحدث تغيير يذكر في عبادتها بليتورجياتها وطقوسها وألحانها، كما بقت محافظة على العقيدة بكثير من الحزم. يتجلى السيد المسيح فيها ليجتذب الكثيرين إليه خلالها، عاملا في أعضائها بقوة الروح. أذكر على سبيل المثال، حوالي عام 1979، حضر إنسان أمريكي إلى كنيستنا بالإسكندرية مارجرجس باسبورتيح وكان مرتبطا بموعد هام. جاء لمجرد حضور نصف ساعة في الكنيسة كنوع من السياحة؛ حاول المرافق له أن يذكره بالميعاد ليخرج فرفض التجاوب معه حتى نهاية القداس الإلهي. وعندما خرج قال له أنه كان يشعر بجاذبية للقداس الإلهي بالرغم من عدم معرفته لكلماته، إذ لم يكن يعرف العربية، أحس أنه كمن في السماء. قد تكرر هذا الأمر كثيرا في بلاد المهجر. وإنني أتركك تتلمس هذا الفكر الرسولي عند حديثنا عن الكنيسة في حياتها التعبدية وفى نظرتها للعقائد والتقليد الكنسي وحياتها السلوكية الخ. |
|