رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
حتمية العودة إلى الكتاب المقدس ... ج الثاني أحبائي نكمل عن حتمية العودة للكتاب المقدس فالله إذاً قد ضمن بقاء كلمته بلا تحريف إلى مدى الأدهار، وأوصى شعبه القديم قائلاً: «كُلُّ ٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ ٱحْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لاَ تَزِدْ عَلَيْهِ وَلاَ تُنَقِّصْ مِنْهُ» (تث 12: 32). وهنا يجدر بنا أن نذكر أن نسخ الكتاب المقدس اليونانية الموجودة بين أيدينا حتى اليوم هي: (1) النسخة الفاتيكانية: خطت في أوائل القرن الرابع وهي الآن في مكتبة الفاتيكان في رومية. (2) النسخة السينائية: خطت في أواخر القرن الرابع للمسيح على رقوق مرهفة في أربعة أعمدة على الصفحة، وقد وجدها العالِم الألماني «تشندروف» في دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء، وأُهديت هذه النسخة إلى القيصر نيقولا الثاني أمبراطور روسيا فأمر بطبعها ونشرها، وظلت النسخة الأصلية في ليننجراد إلى أن بيعت مؤخراً للمتحف البريطاني بمئة ألف جنيه استرليني. (3) النسخة الاسكندرية: خطت في القرن الخامس للميلاد وبقيت في حوزة بطاركة الاسكندرية حتى سنة 1628 حين أُهديت إلى «شارلس الأول» ملك بريطانيا، وهي الآن محفوظة في المتحف البريطاني. وفي مطلع عام 1947 عثر العلماء في وادي القمران من شرق الأردن على مخطوطات من العهد القديم على جانب عظيم من الأهمية، فقد عثروا على سفر إشعياء بكامله باللغة العبرية، ويرجع هذا المخطوط في تقدير العلماء إلى القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد وقد ظهر أن هذا السفر يتفق تماماً مع سفر إشعياء الذي بين أيدينا، ومنذ ذلك التاريخ والباحثون يعثرون على الكثير من أسفار الكتاب المقدس مما يعود إلى سنة 110 و170 بعد الميلاد وكل اكتشافاتهم تؤكد صدق الكتاب الكريم وخلوه من التحريف. فإذا تأكد وجود نسخ قديمة للكتاب المقدس كله تعود إلى ما قبل القرن الرابع للميلاد وما زالت بين أيدينا إلى اليوم، وعرفنا أن الإسلام ظهر في القرن السادس للميلاد، ورأينا بوضوح أن القرآن يؤكد سلامة الكتب المقدسة التي بين يدي اليهود والمسيحيين، أو بمعنى أدق سلامة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، كان في وسعنا أن نقول بيقين إنه حتى القرن السادس للميلاد لم يحرف الكتاب المقدس ولم يأته الشك من بين يديه ولا من خلفه إذ لا يقبل إنسان عاقل القول بأن نبي الإسلام يحض المسلمين على قبول كتاب امتدت إليه يد التحريف. فتعال معي لنقرأ ما جاء في القرآن: ففي سورة المائدة نقرأ: «قُلْ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ» (سورة المائدة 5: 68). «وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ ٱللَّهِ» (سورة المائدة 5: 43). «إِنَّا أَنْزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ» (سورة المائدة 5: 44). «وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاءهُ ٱلإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ» (سورة المائدة 5: 46). «وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ ٱللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ» (سورة المائدة 5: 47). وفي سورة الجاثية نقرأ: «وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُّوَةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ» (سورة الجاثية 45: 16). وفي سورة الأسراء نقرأ: «وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً» (سورة الأسراء 17: 55). وفي سورة النساء نقرأ: «وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً» (سورة النساء 4: 163). هذا كله يؤكد لنا أن الكتاب المقدس بكلا عهديه لم يحرف حتى ظهور الإسلام وإلا ما حث الإسلام المسلمين أن يقيموا التوراة والإنجيل قائلاً لهم: « لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ» (سورة المائدة 5: 68). متى إذاً حدث التحريف في الكتاب المقدس؟ بغير شك أن العقل والمنطق السليم يدعوان إلى نبذ دعوى التحريف، إذ لا يعقل أن يُحرف كتاب قد تداولته الأيدي، وانتشرت نسخه في أرجاء الأرض، وصار العهد القديم كتاباً مقدساً عند اليهود، والعهدان معاً كتاباً مقدساً لدى جميع المسيحيين، أقول لا يعقل أن يُحرف الكتاب المقدس بعد هذه القرون، لأنه لو حدث التحريف لظهرت النسخ المتضاربة بين أيدي اليهود والمسيحيين، لكن ما نراه هو أنه رغم اختلاف المسيحيين في اعتقاداتهم فإنهم جميعاً يدينون بكتاب واحد لا تختلف نسخه باختلاف طوائف المسيحيين.. كما أنه لو حدث التحريف في العهد القديم لدافع عنه المؤمنون به من المسيحيين وأوضحوا الفرق بين النسخة السليمة والنسخة المحرفة، وعلى هذا يمكننا أن نقول بيقين إن الكتاب المقدس لم تمتد إليه يد التحريف، وأنه في اللغات الأصلية التي كتب بها كلمة الله المعصومة تماماً من كل خطأ. وهنا قد ينبري أحدهم قائلاً: وما قولك في الإنجيل المسمى «إنجيل برنابا»؟ ونترك الإجابة على هذا السؤال للأستاذ عباس محمود العقاد، وننقلها بأمانة علمية كما نشرها في صحيفة الأخبار بعددها الصادر في 26 أكتوبر 1959 وقال فيها بالحرف الواحد ما يلي: «حقيقة واحدة يمكن الجزم بها وهي أن «إنجيل برنابا» لم يكن موافقاً كل الموافقة للأناجيل الأخرى في جوهره وأصوله، لأنه لم يعتمد مع تلك الأناجيل عند إفرارها. أما فيما عدا هذه الحقيقة فالواضح لدينا أن الإنجيل المترجم إلى اللغة الانجليزية قد أضيفت إليه زيادات غير قليلة، وقد لوحظ في كثير من عباراته أنها كُتبت بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية في الأندلس وما جاورها، وأن وصف الجحيم فيه يستند إلى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود والمسيحيين في عصر الميلاد، ولسنا نعني بذلك ما قيل من أن وصف الجحيم في إنجيل برنابا منقول من قصة دانتي الشاعر الإيطالي عن الكوميديا الإلهية، فإن الوصفين لا يتفقان عند المقابلة بينهما، وأن اشعار دانتي نفسه قد نقل صورة الجحيم في قصته من مصادر معروفة له ولغيره، ومنها ما يرجع إلى أشعار هوميروس وقصائد شعراء الرومان وأساطير التلمود. فليست المشابهة بين وصف برنابا ووصف دانتي هي على الشك في بعض عبارات الإنجيل المختلف عليه، وإنما نشك في كتابة برنابا لتلك العبارات لأنها من المعلومات التي تسربت إلى القارة الأوروبية نقلاً عن المصادر العربية، وليس من المألوف أن يكون السيد المسيح قد أعلن البشارة أمام الالوف باسم «محمد رسول الله» ولا يسجل هذا الإعلان في صفحات هذا الإنجيل . كذلك تتكرر في الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة في الكنيسة الغربية، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن. ولهذا يخطر لنا أن الزيادات قد أُضيفت بقلم كاتب لم يقصد ترويج هذا الإنجيل بين اليهود أو المسيحيين أو المسلمين، ولكنها زيدت لإلقاء الشبهة عليه ووقف سريانه بين طائفة فيها فيسهل قبولها والاستناد إليها. ولا نقول إن هذا الظن هو الظن الوحيد الذي يخطر على البال، فإن الزيادة قد تكون بقلم يهودي أو مسيحي أسلم فأحب أن يعدل الكتاب بما يوافق معتقده، ولم يشمله كله بالتعديل لصعوبة تعديل كتاب كامل على نسق واحد، فبقيت فيه مواضع التناقض والاختلاف أ. هـ». فإنجيل برنابا إذاً إنجيل دخيل لا يتفق مع سائر الأناجيل، ولم يقبله المسيحيون، كما أنه يناقض كما يقول الأستاذ العقاد قرآن المسلمين، ولذا فنحن نستبعده على أساس من العقل والمنطق والقانون. أما إذا أصر مكابر على ادعائه بتحريف الكتاب المقدس، فإننا نرد عليه ببساطة قائلين: هات لنا نسخة الكتاب المقدس غير المحرفة، ونحن نلقى بالنسخة المحرفة بعيداً، فالبينة على من ادعى كما يقول رجال القانون. لا بد إذاً من اعتمادنا الكلي على الكتاب المقدس، ويقيناً التام بأنه موحى به من الله، لنعرف في كلماته الوضاءة حقيقة المسيح. قضية مصيرية إن السؤال الذي طالما ردده الكثيرون عبر السنين هو: هل كان المسيح حقاً هو «الله» ظاهراً في صورة إنسان؟ وسيبقى للحديث بقية للمرة المقبلة وسيعرف الجميع ... أن المسيح كان حقاً هوّ «الله» ؟ أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين خادم الرب... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ ( 12) |
هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ 6 |
هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ 5 |
هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ 4 |
هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ 1 |