04 - 05 - 2014, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
كان المسيح في ميلاده وطفولته وصبوته ينمو كإنسان 2 – كان المسيح في ميلاده وطفولته وصبوته ينمو كإنسان: يقول الإنجيل للقديس لوقا: "وكان الصبي (يسوع) ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه.. وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لو40:2،52). فماذا يقصد بقوله هذا؟ لقد ظهر المسيح على الأرض كإنسان، برغم تجسده ولاهوته، وكان في إمكانه أن يظهر علمه الكلي ومعرفته الكلية وقدرته الكلية ونعمته الغنية وحكمته الكلية منذ لحظة ميلاده وبداية ظهوره على الأرض وفي كل الأوقات والمناسبات ولكنه حجب هذه المعرفة وهذا العلم وهذه القوة وهذه النعمة والحكمة بسبب تجسده، اتخاذه الجسد الذي حل فيه وأتحد به، واشترك به في ضعف البشرية وعجزها، بحسب التدبير الإلهي، فقد كان "مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية" (عب15:4). ومن ثم فقد شاءت إرادته الإلهية أن يظهر علمه ومعرفته وقوته ونعمته وحكمته للناس تدريجيا، بطريقة متدرجة ومتطورة ومتفقة مع نموه الجسدي. بل وتأجل كل عمل إعجازي له إلى ما بعد حلول الروح القدس، حسب التدبير الإلهي والمشورة الإلهية، وكما أشار القديس بطرس: "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لان الله كان معه" (أع10: 38). ولم يذكر الكتاب أي عمل إعجازي عمله قبل ذلك. قال القديس كيرلس عمود الدين في رسالة له إلى نسطوريوس: "لو أنه أبان وهو طفل من الحكمة ما يليق به كإنسان، لظهر للجميع كأنه كائن غريب شاذ عن الجميع. ولكنه كان يتدرج في إظهار حكمته بالنسبة إلى تقدمه في العمر بحسب الجسد. وهكذا أراد أن يظهر للكل كأنه هو نفسه كان يزداد في الحكمة بما يتلاءم مع سنه.. ففي تأكيدنا أن ربنا يسوع المسيح هو واحد، وفي نسبتنا له خواص اللاهوت والناسوت نؤكد حقيقة أنه ملائم لقياسات تواضع المسيح حتى أنه قبل زيادة جسدية ونموًا في الحكمة. فأعضاء الجسد كانت تصل بالتدريج إلى تمام بلوغها، ومن جهة ثانية يظهر كأنه امتلأ حكمة بنسبة ظهور الحكمة الكامنة فيه كأنها تبرز بدرجة ملائمة لنمو الجسد" (4). وقال في عظة له على (لو4:2-52): "حينما صار جسدا أي صار إنسانا مثلنا، فأنه حينئذ ولد بالجسد من امرأة. وقيل عنه أنه كان خاضعا للأمور التي تختص بحالة الإنسان، وبرغم أنه الكلمة لكونه إلهًا كان يستطيع أن يجعل جسده يبرز من البطن في قامة رجل ناضج مرة واحدة، إلا أن هذا يكون أعجوبة ومعجزة، ولذلك فأنه أعطى لعادات وقوانين الطبيعة البشرية أن يكون لها سلطان على جسده.. إذا فالجسد يتقدم في القامة والنفس تتقدم في الحكمة، لأن الطبيعة الإلهية غير قابلة للازدياد لا في القامة ولا في الحكمة إذ أن كلمة الله كامل تماما. ولذلك فأنه لسبب مناسب ربط بين التقدم في الحكمة ونمو القامة الجسدية، بسبب أن الطبيعة الإلهية أعلنت حكمتها الخاصة بما يتناسب مع قامة النمو الجسدي" (5). |
||||
|