كيف كان المسيح يتقدم في الحكمة والقامة؟
إذا كان المسيح إلهًا
فكيف كان يتقدَّم في الحكمة والقامة؟
يقول الكتاب المقدس أنَّ الرب يسوع المسيح كان ينمو ويتقدَّم في الحكمة والمعرفة والنعمة والقامة، أي الجسد، عند الله والناس؛ "وَكَانَ الصَّبِيُّ (يسوع) يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئًا حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.. وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ." (لو2/40 و52)، وتنبَّأ عنه أشعياء النبيّ قائلًا "وَيَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ" (اش11/2)، وأيضًا "رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ." (اش61/1) . وقرأ الرب يسوع المسيح النبوّة الثانية في مجمع اليهود وأكَّد أنَّها مكتوبة عنه، يقول الكتاب المقدس " وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ.
وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِيهِ: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ».، فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ»." (لو4/16-21) . والسؤال الآن هو:
كيف كان المسيح يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة؟
وكيف كان يتقوى بالروح ممتلئا حكمة؟
كيف نما في رحم العذراء القديسة مريم؟ وكيف نما في القامة إذا كان هو اللَّه الذي يُحيط بكلّ شيء ولا يَحُدَّه شيء؟
كيف تربَّي في الناصرة إذا كان هو خالق كلّ شيء؟
كيف كان يتقدَّم في النعمة إذا كان هو اللَّه كلِّيّ النعم؟
كيف كان يتقدَّم في الحكمة إذا كان هو اللَّه كلِّيّ الحكمة والعلم؟
كيف كان يتقوَّي بالروح إذا كان هو اللَّه واللَّه روح؟