كما ورد لقب ابن الإنسان في ثلاثة مراجع أخري خارج الكتاب المقدّس، في التقليد اليهوديّ المعاصر للمسيح، وهي سفر أخنوخ الأوَّل الأبوكريفي وسفر عزرا الرابع الأبوكريفي وكتابات فيلو الفيلسوف اليهوديّ الإسكندريّ المعاصر للمسيح. ويبدو أنَّها كلَّها متأثِّرة بما جاء في سفر دانيَّال النبيّ. وعلي الرغم من عبارة "ابن الإنسان" لم تردْ في التلمود اليهوديّ والذي كُتِبَ بعد المسيح بمئات السنين إلاَّ أنَّ كثيرين من الربِّيِّين اليهود فسَّروا نبوَّة دانيَّال النبيّ عن ابن الإنسان علي أنَّها خاصَّة بالمسيح الآتي والمنتظر:
(1) سفر أخنوخ الأول: استخدم هذا السفر المكتوب في القرنين الأوَّل قبل الميلاد والأوَّل بعد الميلاد، في جزئه الثاني المعروف بالخطب الأخرويَّة أو أمثال أخنوخ (في الإصحاحات من 37 إلى71)، عبارة ولقب " ابن الإنسان" مرَّات عديدة عن كائنٍ أسمي من الملائكة والبشر دعاه أيضًا بـ " المختار Elect " ، وقد وصفه بصفات تتطابق كثيرًا مع صفات " مثل ابن الإنسان " في سفر دانيال النبي :
1 – فقال في الإصحاح 39 " رأت عيناي مختار الحق والإخلاص، العدالة ستسود في زمنه، والأبرار والمختارون، الذين لا يُحْصَي عددهم (سيمتثلون) أمامه.. والأبرار والمختارون كانوا كلَّهم أمامه بمثل جمال نور النار.. بحضوره لن تهلك العدالة أبدًا، ولن يفني الحق بوجوده " (6و7).
2 – هذا المختار سيجلس علي عرش المجد " سيجلس مختاري على عرش المجد وسيصنف أعمالهم" (3:45).
3 – كما يصفه أيضًا بالذي ينتمي إليه الحق " فسألت حول ابن الإنسان هذا أحد الملائكة القديسين الذي كان يرافقني ويبيِّن لي الأسرار كلها: " من هو؟ ومن أين جاء؟ ولماذا يرافق مبدأ الأيام؟ " فأجابني: " إنَّه ابن الإنسان الذي ينتمي إليه الحقّ، وقد أقام العدل معه، وهو الذي سيكشف كنز الأسرار كلَّه.. ابن الإنسان هذا الذي رأيته سيرفع الملوك والجبابرة من مضاجعهم، والأقوياء من مقاعدهم سيفصم روابط الأقوياء وسيسحق أسنان الخطاة. سيطرد الملوك من عروشهم ومن ممالكهم لأنّضهم لا يُسبّحونه ولا يمجّدونه ولا يعترفون من أين جاءهم الملك. سيخفض وجوه الأقوياء، ويملؤها بالخجل" (1:46-4).
4 – ثم يصفه في بقيَّة الإصحاحات كنورِ الأمم الموجود قبل الخليقة والذي سيسجد له جميع سكان الأرض " و(لفظ) اسمه بحضور مبدأ الأيام. قبل أنْ تُخلق الشمس والإشارات، قبل أنْ تُصنع نجوم السماء، كان اسمه قد أُعلن بحضور ربّ الأرواح سيكون عصا للأبرار، وسيتكئون عليه بلا خوف من التعثّر. سيكون نور للأمم، سيكون أمل للذين يتألمَّون في قلبهم. أمامه سينحني ويسجد جميع سكان الأرض" (2:48-5). ثم يُؤكِّد بعد ذلك أنَّه أُعطي ابن الإنسان هذا كل الدينونة (27:69-29)، وأنَّه سيجلس علي عرش اللَّه (1:51-3؛6:61-8) (أنظر "مخطوطات قمران – البحر الميت" ج2: 45- 56, مع H.F.D. Sparks The Apocryphal O T p. 221-257.). (2) سفر عزرا الرابع: والذي كُتب قبل الميلاد، ويتكلَّم عن ابن الإنسان المهيب الرهيب الخارج من البحر، والذي يصفه بقوله " ونظرت [ وإذا بهذه الريح تُصعد من قلب البحر كائنًا كان مثل إنسان، ونظرت وإذا ] بهذا الإنسان يطير مع سحب السماء وحيث كان يدير وجهه لينظر كان كل ما يقع عليه نظره يرتجف ". ثم يصفه بالجبار المهيب الذي يبيد الأشرار بنفخة فمه ويضم إليه الأبرار (1:13-13).
(3) الفيلسوف اليهودي الإسكندري فيلو المعاصر للمسيح : هذا الرجل وصف ابن الإنسان بنفس الصفات المذكورة في سفر دانيَّال النبيّ ويقترب كثيرًا مما جاء عن ابن الإنسان علي لسان الربّ يسوع المسيح، ولكنه لا يعترف أنَّه يسوع الناصري.