رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قوة القيامة(2) السبت 26 ابريل 2014 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث 8- أما الصدوقيون فلا يؤمنون بالقيامة عموما لذلك كانت قيامة المسيح برهانا عمليا خطيرا علي مسار عقائدهم وتعليمهم. ولذلك قاوموا القيامة بكل قواهم, وقاوموا التلاميذ في مناداتهم بالقيامة, وهكذا يقول الكتاب فقام رئيس الكهنة وجميع الذين معه الذين هم شيعة الصدوقيين وامتلأوا غيرة فألقوا أيديهم علي الرسل ووضعوهم في حبس العامة (أع5:17, 18). ولكن قوة القيامة, كانت أقوي من هؤلاء جميعهم ومن مقاوماتهم. حقا إن قيامته من الموت كانت أقوي من نزوله عن الصليب, كما أن قيامته كانت دليلا علي أنه مات بإرادته وليس مرغما... وبخاصة لأنه قام بذاته دون أن يقيمه أحد. وخرج من القبر بذاته والقبر مغلق, كما خرج من بطن العذراء وبتوليتها مختومة... حقا كما قال عن نفسه إن له سلطانا أن يضعها وله سلطان أن يأخذها (يو10:18). 9- كانت قيامته دليلا علي أنه أقوي من الموت, وبالتالي فهو أيضا أقوي من كل قوة البشر التي تقتل وتميت... كان أقوي من ظلم الأشرار, ومن كل مؤامراتهم وسلطتهم.. عملوا كل ما يستطيعونه, حتي حكموا عليه وسمروه علي الصليب, وتحدوه مستهزئين به وظنوا أنهم قد انتصروا, وبخاصة لأن المسيح ظل طوال فترة محاكمته وتحدياتهم صامتا... وكشاة تساق إلي الذبح, كنعجة صامتة أمام جازيها. قيامته دلت علي أن موته كان بذلا, ولم يكن قهرا. وكان الإيمان بقيامته يعني الإيمان بحبه وبذله وفدائه للبشرية وكان يعني الإيمان بقوته وبكل ما قاله من قبل عن نفسه وعلاقته بالآب. هذه قوة الذي مات بالجسد, وكان بلاهوته حيا لا يموت... إنها قوة ذلك الذي قال ليوحنا في سفر الرؤيا أنا الأول والآخر, والحي وكنت ميتا. وها أنا حي إلي أبد الآبدين آمين. ولي مفاتيح الهاوية والموت (رؤ1:17-18). هذا القوي الذي قام ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه (أع2:24). 10- وقوة قيامة المسيح التي تمتاز بها عن كل قيامة سابقة. أنها قيامة لا موت بعدها, قيامة دائمة أبدية... فكل الذين أقيموا من الموت, عادوا فماتوا ثانية, ولا يزالون حتي الآن تحت سلطان الموت, ينتظرون القيامة العامة, أما المسيح فقد قام حيا إلي أبد الآبدين لا سلطان للموت عليه, وبهذا لقبه الكتاب بأنه باكورة الراقدين (1كو15:20). 11- ومن قوة قيامة المسيح أنها قيامة ممجدة: لقد قام بجسد ممجد: لا يتعب ولا يمرض ولا ينحل, ولا يجوع ولا يعطش. جسد أمكنه أن يخرج من القبر وأن يدخل والأبواب مغلقه. كما أمكنه أن يصعد إلي السماء. ونحن ننتظر في القيامة العامة أن نقوم هكذا أيضا. وكما قال الرسول: ننتظر مخلصا هو الرب يسوع الذي سيغير شكل جسد تواضعنا, ليكون علي صورة جسد مجده (في3:21)... 12- وكما كانت قيامة المسيح قوية في ذاتها كذلك كانت قوية في تأثيرها علي الكنيسة والجميع. استطاعت أن تغير مجري الأمور تماما من كل ناحية فالتلاميذ الذين كانوا خائفين لا يجرأون علي المجاهرة بانتسابهم للمسيح أخذوا من القيامة قوة عجيبة علي الكرازة وبطرس الذي سبق فأنكر المسيح أمام جارية واستطاع بكل شجاعة أن يقول لرؤساء الكهنة ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس (أع5:29) نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا (أع4:19). 13- ولعل القوة التي أخذها التلاميذ من القيامة تتركز في نقطتين: (أ) عرفوا تماما أن السيد المسيح أقوي من الموت. لقد انتصر علي الموت وكما نقول في صلوات الكنيسة بالموت داس الموت أي أنه لما مات, أمكنه أن يدوس هذا الموت حينما قام ومعرفة التلاميذ بهذه الحقيقة ثبتت إيمانهم, وتذكروا قول الرب: إني أضع نفسي لآخذها أيضا. ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن أخذها أيضا (يو1:17, 18). (ب) وعرفوا أيضا بقيامة المسيح أنهم سيقومون مثله إن ماتوا وبهذا ما عادوا يخافون مطلقا من الموت, إذ تحطمت كل خيبة الموت أمامهم لما داسه المسيح وخرج من القبر حيا وبكل مجد وظل عدم الخوف من الموت صفة ملازمة لهم, وصفة ملازمة لكل أعضاء الكنيسة. بل إن بولس الرسول يقول أكثر من هذا لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جدا (في1:23). 14- ومن قوة قيامة المسيح تثبيت الإيمان: أربعون يوما قضاها المسيح مع تلاميذه يحدثهم عن الأمور المختصة بالملكوت (أع1:3) في هذه الفترة ثبتهم في الإيمان وشرح لهم جميع التفاصيل الخاصة به. ووضع لهم كل نظم الكنيسة وطقوسها وكل قواعد الإيمان وعقائده, فخرج من الفترة التي قضاها معهم المسيح بعد القيامة وهم في منتهي القوة الروحية والإيمانية استطاعوا بها أن يواجهوا العالم كله ثابتين راسخين. وأصبحوا يتكلمون عن القيامة بخبرة قوية... كما يقول القديس يوحنا الحبيب الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا, الذي شاهدناه ولمسته أيدينا (يو1:1) فلم تعد القيامة مجرد عقيدة نظرية بل صارت شيئا رأوه بأنفسهم وعاينوه ومنحتهم هذه الخبرة قوة في الإيمان أمكنهم أن ينقلوها إلي العالم بأسره في ثقة وفي يقين. 15- قوة القيامة تظهر في القيامة ذاتها وفي ملابساتها وفي نتائجها وما حدث بعدها أيضا. فهي لم تكن قيامة فردية للسيد المسيح فحسب, إنما كانت قيامة لنا جميعا كانت عربونا للقيامة العامة ولأورشليم السمائية وللأبدية بكل ما فيها من نعيم حسب الوعود الإلهية. وكانت قوية في الدلالة علي طبيعة المسيح ما هي. ومن هو هذا الذي يستطيع أن يقوم هكذا وكانت مقدمة أيضا لمعجزة الصعود. وكانت ردا مفحما علي الصدوقيين الذين لا يؤمنون بالقيامة كما لا يؤمنون بالأرواح ولا بالملائكة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرجاء الذي تعطيه لنا القيامة |
قوة القيامة وإلغاء المستحيل |
قوة القيامة |
قوة إيمانية...ومعطلات شيطانية...وعظمة إلهية |
قوة قيامة السيد المسيح |