رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحذير.. هذا الموضوع عبارة عن قصة حقيقية وهو الي حد ما طويل ولكن..... به فائدة عظيمة جدا جدا لاصحاب العقول الفهيمة. وبه عمق المحيطات واتساع شطأنها.. وقد ترددت كثيرا قبل عرضه عليكم.
تعريف الغباوة بلاد الله كتير ! .. لكنه اختار مصر عشان تكون بلدي ! ... معتقَدات البشر كتير ! .. لكن الله اختار المسيحية .. عشان ييجى يوم .. وتصبح حياتي! ... المدارس كتير ! .. لكن الله اختار مدرسة "القلب المُقدَّس" عشان تكون مدرستي! ... كنا بنقضي في المدرسة وقت أكتر من الوقت اللي بنقضيه مع أهلنا .. فكان تأثير المدرسة كبير أوي في حياتنا! ... في ابتدائي السنين مرِّت هادية جداً مافيهاش شيء يُذكر غير إني كنت متفوقة دراسياً تفوُّق غير عادي! .. درجات نهائية في كل حاجة ! ... لما كنت أرجع من المدرسة .. ماما كانت تسألني: }جبتي كام في امتحان كذا ؟{ .. لو قلت لها: }عادي!{ .. كانت تفهم إني جبت الدرجة النهائية ! .. ولو قلت لها: }زي الزفت!{ .. كانت تفهم إني جبت 49 أو 48 من 50 ! ... ماكانش عندي أي استعداد أسمح لحاجة أو لحد إنه يخطف مني التفوُّق ده لأن أنا اللي تعبانة فيه .. وبالتالي ده حقي! .. لكن كلمة "الحمد لله" ماكانتش تعرف طريقها على لساني .. وكإني كنت متبرمجة على الشكوى بس! ... وفاكرة إن في ابتدائي كان عندنا راهبة فرنساوية .. كانت كل يوم الصبح تقودنا في الصلاة .. كل يوم نفس الصلوة: }يا إلهنا القدير إحنا بنشكرك من أجل يوم جديد إنت بتدِّيهولنا .. وبنسلِّمك يومنا وحياتنا!{ ... كانت جملة: (بنسلمك يومنا وحياتنا) بتستوقفني لكن وقتها ماكنتش فاهمة أبعادها! .. ماكنتش فاهمة إن معناها: "يا رب أنا باسلمك عجلة القيادة في حياتي .. إنت اللي هاتحدد أروح فين .. وأتكلم مع مين .. وأعمل إيه!" ... جملة صغيرة وسهل إننا نقولها .. لكن عشان نعيشها بأمانة .. مش سهل أبداً! .. مش سهل إني أقرر أعيش على مزاج ربنا .. مش على مزاجي أنا! .. أتاري الموضوع فعلاً محتاج صلاة يومية واستعداد حقيقي للتنفيذ! ... في إعدادي كنا كلنا بنحاول نتملعن .. لكن الراهبة اللي كانت ماسكة إعدادي ماكانتش مدِّيلنا فرصة .. كنا بنترعب منها ! .. اسمها "سير مَندِس" لكن ماكانتش أي راهبة! .. كانت حكايتها حكاية! .. دايماً "سير مندس" كانت علامة استفهام كبيرة أوي بالنسبة لي! .. شابة أسبانية زي القمر ومُخَّها ذرِّي بكل المقاييس! .. يعني دي لو كانت قعدت في بلدها .. كانت بقت دكتورة نابغة أو كانت درِّست في الجامعة! .. يا ترى إيه اللي خلاَّها تسيب حياة العالم وتيجي مصر عشان تدرِّس علوم ورياضيات لشوية عيال؟! ... ماكانش عندي إجابة! ... لكن كل اللي فات ده كوم .. واللي جاي كوم تاني خالص! ... "سير مندس" كانت في طريقها للصعيد هيه و3 راهبات تانيين .. هيه اللي كانت سايقة العربية .. وربنا سمح إنهم يعملوا حادثة كبيرة أوي! .. أنا بصراحة مش عارفة إيه كان مصير الراهبات اللي كانوا معاها لأني ماعاصرتش الحادثة دي .. كنت وقتها لسه في الحضانة .. لكن أنا عارفة كويس إيه كان مصير "سير مندس" لأني شايفاها بعينيَّ! .. قاعدة على كرسي متحرك .. مشلولة! .. وإمتى؟! .. وهيه في بداية التلاتينات من عمرها ! .. يعني في عز شبابها! .. طب ليه؟! .. دي كانت رايحة الصعيد عشان تساعد المحتاجين! ... برضه معنديش إجابة! ... مش كده وبس .. "سير مندس" كانت كمان بتدرِّس لنا دين! .. وطبعاً كانت بتبتدي الحصة بإنها تقول: }غمَّضوا عينيكم عشان نصلي!{ .. أنا في أوقات كتير ماكنتش باغمض عينيَّ عشان أتفرج عليها وهيه بتصلي! .. بصراحة كانت فُرجة! .. إيه ده؟! .. إيه الخشوع ده؟! .. وإيه الخضوع ده ؟! .. هاموت وأفهم إنتي بتشكري ربنا على إيه؟! .. ع الكرسي المتحرك اللي إنتي قاعدة عليه؟! .. ولاَّ ع العيشة اللي إنتي عايشاها برة بلدك وبعيد عن أهلك؟! .. إنتي إزاي مش "مخاصمة" ربنا؟! .. لأ واللي يغيظ أكتر وأكتر .. إنها بتكلمنا عن محبة ربنا كأنها شايفة منه دلع محدش شايفه!!! ... برضه معنديش تفسير! ... بمناسبة الكرسي المتحرك .. مرة كانت بتكلمنا عن القناعة وعن الشكر في الظروف الصعبة .. وقالت: }لو عندي عربية صُغيَّرة .. بدل ما أقول: )ليه معنديش عربية كبيرة ؟!( .. أقول: (أشكرك يا رب لأنك إديتني عربية صغيرة !) .. ولو معنديش عربية خالص .. بدل ما أقول: (ليه ربنا مستخسر فيَّ عربية صغيرة ؟!) .. أقول: (أشكرك يا رب لأنك إديتني قدمين أقدر أمشي بيهم !){ ... أنا وقتها ماعجبنيش الكلام طبعاً فضحكت بسخرية! .. شافتني! .. سألتني عن سبب رد فعلي! .. قلت لها: }أرجوكي إعفيني من الإجابة لأني مش عايزة أجرحك!{ .. أصرِّت تعرف! .. فقلت لها: }والشخص اللي ربنا سمح إنه يتشل .. يبقى يشكر ربنا على إيه؟!{ ... سؤالي أكيد كان جارح جداً! .. لكن هيه كانت أسد وماتهزتش! .. وكأن الكلام مش عليها أصلاً! .. ماكانش عندها أدنى إحساس بالنقص! .. واحدة مالية إيديها من محبة ربنا ليها ومستكفية بيها! ... - قالت لي بيقين الواثق: }عايزة تعرفي أنا باشكر ربنا على إيه؟ .. أنا باشكره على الوقت اللي كنت ماشية فيه على رجليَّ ! .. وباشكر ربنا على نوره اللي منوَّر قلبي وحياتي وآخرتي! .. الكاتب جبران خليل جبران قال: ]إن أدران الجسد لا تلامس النفس النقية![ .. ماتقلقيش عليَّ! .. عندي كتير أشكر ربنا عليه! .. الأزمة عمرها ما كانت في نقص دواعي الشكر .. المشكلة دايماً في العين اللي مش شايفة النعمة!{ ... إيه الشُغلانة دي؟! .. اتناقش معاها إزاي وهيه جاية تقوللي إنها فاكرة تشكر ربنا ع النعمة اللي في الماضي .. وقادرة تشكره ع الحاضر المؤلم .. ومقررة تشكره ع المستقبل ؟!؟! ... للموضوع باقية نتابع |
|