|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 133 (132 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير الصداقة الإلهية والحب الأخوي في المزمور السابق كشف المرتل عن الصداقة مع الله، إذ يختارنا الله ليسكن فينا، يستريح حين نستريح نحن فيه. أما في هذا المزمور، فيكشف المرتل عن هذه الصداقة التي لن تحقق ما لم نحمل روح الحب والوحدة الصادقة مع بعضنا البعض. لا يستطيع المؤمن أن يتذوق عذوبة الحب الإلهي ما لم يتسع قلبه بالحب لإخوته. وكما يشتهي الله السكنى في قلوبنا، يليق بنا أن نشتهي السكنى بروح الحب مع إخوتنا. أما سرّ الاتحاد فهو ليس مجرد اللقاء الجسدي، إنما اللقاء معهم في الله خلال نقاوة القلب والحياة الطاهرة المقدسة فيه. 1. عذوبة السكنى معًا غالبًا ما يُدعى "مزمور حكمة"، لا ليعلمنا الحكمة، وإنما ليعلن بروح التسبيح ما بلغنا إليه ببركة الرب ونعمته الفائقة علينا[1]. الآن إذ نأتي إلى المزمور قبل الأخير من مزامير المصاعد، يتحدث عن الحب الأخوي الحامل رائحة المسيح الذكية في هدوء وسكون كالندى العامل في جبل صهيون. 1. 2. وحدة في المسيح 2. 3. الوحدة والحياة الأبدية 3. من وحي المزمور 133 * الحب هو الباب الذي يدخل بنا إلى السماء عينها[2]. القديس يوحنا الذهبي الفم 1. عذوبة السكنى معًا تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ. لِدَاوُدَ هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! [1] يرى البعض أن هذا المزمور يتغنى به الكهنة واللاويون حين يجتمعون في الخدمة معًا في بيت الرب. كما يُسر الله بلقاء المؤمن بالله على مستوى شخصي في علاقة حب خفية سرية، يُسر أيضًا باجتماع الكل معًا في وحدة الحب للتسبيح معًا. كم يكون لقاء كل المؤمنين معًا من آدم إلى آخر الدهور على السحاب مع السيد المسيح مبهجًا حتى للسمائيين، الذين طالما ينتظرون هذا اليوم العجيب. * توجد أمور كثيرة حسنة (صالحة)، لكن تنقصها البهجة (الجمال). من جهة أخرى توجد أمور تهب شبعًا، لكن ينقصها الصلاح. إنه ليس بالأمر السهل أن يجتمع الاثنان معًا... لاحظوا أنه لم يشر إلى مجرد السُكنى، ولا المأوى في موضع واحدٍ، إنما السكنى في وحدةٍ، أي في تناغم وحبٍ، هذا يجعل الشعب بروحٍ واحدةٍ[3]. القديس يوحنا الذهبي الفم إن أردتم أن تحفظوا هذا الحب غير المنكسر يجدر بكم أن تكونوا حريصين أولًا أن تتخلصوا من أخطائكم، وتميتوا شهواتكم بغيرةٍ مشتركةٍ وهدفٍ متحدٍ، مجاهدين في تحقيق ما يُبهج النبي على وجه الخصوص القائل: "هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معًا" (مز 1:133). لأنه أي شيء يُظهر وحدة الروح مثل السكنى معًا في مكان واحد؟! غير أن مختلفي الشخصية والهدف عبثًا يحاولون السكنى معًا في سكنٍ واحدٍ، ولا يعوق البعد المكاني الوحدة بين المتأسسين على صلاحٍ متساوٍ. لأن الاتحاد يتم بالله وليس بالمكان.. ولا يمكن للسلام الثابت أن يبقى متى اختلفت الإرادة بين الناس[4]. الأب يوسف القديس برصنوفيوس 2. وحدة في المسيح مِثْلُ الدُّهْنِ الطَّيِّبِ عَلَى الرَّأْسِ، النَّازِلِ عَلَى اللِّحْيَةِ، لِحْيَةِ هرُونَ النَّازِلِ إِلَى طَرَفِ ثِيَابِهِ [2]. لا تتحقق الوحدة المفرحة إلا باتحاد الكل معًا في رئيس الكهنة السماوي، ربنا يسوع المسيح، كأعضاء في جسده، يحملون رائحته الذكية. * "مثل الدهن الطيب على الرأس النازل على اللحْية لحْية هرون النازل إلى طرف ثيابه" (مز 133: 2). ماذا يقصد بهرون...؟ كاهن! ومن هو كاهن غير ذاك الكاهن وحده (السيِّد المسيح) الذي دخل إلى قدس الأقداس؟ من هو هذا الكاهن سوى ذاك الذي هو ذبيحة، وفي نفس الوقت كاهن؟ ذاك الذي لما لم يجد شيئًا طاهرًا في العالم ليقدِّمه قدَّم نفسه؟! إن الدهن الطيب على رأسه، لأن السيِّد المسيح واحد، تتَّحد به الكنيسة، لكن الدهن الطيِّب يأتي من الرأس. رأسنا هو المسيح مصلوبًا ومدفونًا ومُقامًا وصاعدًا إلى السماء، والروح القدس جاء من عند الرأس. إلى من جاء؟ إلى اللحْية. تشير اللحْية إلى الشجعان، الناضجين، الغيورين، العاملين، النشيطين. فعندما نشير إلى مثل هؤلاء نقول عنهم إنهم ذوو لحْية. هكذا نزل الدهن الطيب إلى الرسل أولًا، نزل على أولئك الذين احتملوا أولًا مقاومة العالم. القديس أغسطينوس تأملوا الآن لماذا يحدث هذا، لأن "عيني الحكيم في رأسه" (جا 2: 14). لذلك يفيض الدهن على اللحية، حتى نصير نحن أيضًا جنسًا مختارًا، كهنوتًا، ولنا تقديرنا لأننا قد مُسحنا بالنعمة الروحية لنشارك في ملكوت الله والكهنوت (العام) [5]. القديس أمبروسيوس القديس يوحنا كاسيان الأب نسطور القديس جيروم القديس يوحنا الذهبي الفم الأب خروماتيس 3. الوحدة والحياة الأبدية مِثْلُ نَدَى حَرْمُونَ النَّازِلِ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ. لأَنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ حَيَاةٍ إِلَى الأَبَدِ [3]. حيث يوجد الحب والاتفاق والوحدة توجد بركة الرب والحياة الأبدية. جبل صهيون هنا ليس الذي في أورشليم بل في حرمون، يتسم بالندى الغزير، يعطيه خصوبة. وكأنه يليق بوحدتنا معًا أن تكون مثمرة بالأعمال الصالحة خلال ندى النعمة الإلهية. * يوجد من يمدح (الحب) بالكلمات: "الحب بين الإخوة والاتفاق بين الإخوة، والتصاق الزوج والزوجة الواحد مع الآخر" (راجع سي 25: 1). يشير آخر بطريقة غامضة إلى قوته بالكلمات: "إن اضطجع اثنان يكون لهما دفء، والخيط المثلوث لا ينقطع سريعًا" (جا 4: 11، 14). هنا يؤكد كلا من البهجة والقوة... وأيضًا "الأخ الذي يعين أخًا يشبه مدينة منيعة" (راجع أم 18: 19). وقال المسيح: "لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20). الآن، الطبيعة نفسها تتطلب هذا. لذلك حتى في بداية تكوين الجنس البشري، قال الله: "ليس جيدًا أن يكون الإنسان وحده" (راجع تك 2: 18)... "حياة إلى الأبد". جيد أنه أضاف هذا. فحيث توجد المحبة يوجد الأمان العظيم، وتوجد نعمة كثيرة من الله. إنها والدة الخيرات، أصل وينبوع، نهاية للحروب، واختفاء للعداوة. لذلك ليشير إلى هذا أضاف: "حياة إلى الأبد"، فإن الخلاف والعداوة يسببان الموت، الموت قبل الأوان. هكذا أيضًا المحبة والاتفاق يسببان السلام والانسجام. وحيث يوجد السلام والانسجام تُمارس الحياة في أمان وضمان كامل. ولماذا نشير إلى الحاضر، فإنها فوق الكل تهيئنا للسماء والصالحات التي لا توصف، وهي ملكة الفضائل. لنهتم بهذه، ونسعى نحوها باجتهاد فننعم بالصالحات الحاضرة والعتيدة[11]. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس كبريانوس من وحي المزمور 133 فيك نجتمع معًا بروح الحب * إذ نلتصق بك نجتمع معًا، تضمنا إليك بروحك القدوس. تقيم منا أعضاءً في جسدك المقدس. فتفوح منا رائحتك الذكية. * تُرى متى تأتي، فتجتمع كل كنيستك معك على السحاب. تجتمع من آدم إلى آخر الدهور. تهتز السماء فرحًا بالعروس السماوية. يدخل بنا السمائيون في موكب عجيب. * نعم، هبنا القلب المتسع بالحب للجميع. هب لنا نعمتك، فنحمل ثمر الروح. لتعمل نعمتك فينا، وتهيئنا للقاء معك! |
|