الصليب واستدعاء الروح القدس في القداس والقسمة
استدعاء الروح القدس
وعند سجوده يقول بعد ذلك صلوات استدعاء الروح القدس ساجدًا. ويطلب الكاهن وهو مطاطي رأسه وساجدًا عند المذبح ووجهه إلى أسفل منتظرًا الروح المعزى. وإذا وقف فليقف منحنيًا قائلًا:
"وهذا الخبز يجعله جسدًا مقدسًا له" وينحني أمام الملك ورئيس الكهنة يسوع المسيح. ويرشم الصليب ثلاث دفوع قائلًا: "ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح" لأن الذي يقدس إنما هو الرب وإذا وقف فليقف منحنيًا قائلًا: يسوع المسيح وبالاعتراف بلاهوته يستدعى الكاهن الروح القدس الذي يحل معلنًا أن يسوع المسيح هو الرب.
أما رشم الصليب عند استدعاء الروح القدس فهو ست رشومات ثلاثة على الخبز وثلاثة على الكأس. والرشومات متساوية في المعنى والعدد لأن الجسد هو بالدم كما أن الدم هو بالجسد. أما الرشومات فهي سرية لا يجوز فيها الكلام فالسَّر الفائق الذي لا يمكن النطق به يتم تقديسه سرًا.
تقدمة القسمة
يقول الكاهن هذه الصلوات بهدوء وبعدها مباشرة يأخذ الخبز المقدس بيديه وينظر إلى فوق إلى السماء. ويقدم صلاة شكر على هذه العطية العظمى ويكسر الخبز.
وبينما يكسر الخبز يصلى من أجل الشعب لكي تحل عليهم نعمة الله ويختم بقوله " لتكن نعمة ربنا يسوع المسيح معكم". ويجاوبه الشعب بالكلمات المناسبة. وبالخبز يعمل علامة الصليب على الدم وبالدم على الخبز، ثم يوحدهما معًا لكي يعلن للكل أنه على الرغم من أنهما عنصرين إلا أنهما واحد لاسيما في القوة وهما لذكرى الموت والآلام التي حدثت لجسد ربنا عندما سفك دمه على الصليب من أجل الكل. وعندما يرشم الكاهن علامة الصليب عليهما فإنه بهذه العلامة يعلن أنهما واحد ولأن الجسد البشرى هو واحد مع دمه وحيثما يوجد الجسد يوجد الدم أيضًا.
ورشم الجسد والدم يؤكد أنهما واحد في القوة، وأنهما يخصان الأقنوم الواحد الذي تألم أي أنهما جسد ودم ربنا يسوع المسيح الذي سفك على الصليب.
ويقول الكاهن: القدسات للقديسين ويرشم بالجسد والدم رشمًا واحدًا لأن المسيح حمل ناسوته وفتح لنا طريق الأقداس ودخل بذبيحة ذاته إلى قدس الأقداس. ثم يأخذ "الاسباديقون" decpotikon ويغمسه بالدم ويرشم به الجسد الطاهر رشمًا واحدًا لأن من قبل اتحاد النفس بالجسد وحياة عدم الموت يصير بعد ذلك الرشم بهما معًا بدون انفصال وبعد أن يرشم الجسد بالاسباديقون يرشم الدم بالاسباديقون ويكون الرشم بالجسد (الاسباديقون) والدم منهما وبهما واحدًا.
ويترك الاسباديقون في الكأس حتى يتناول كل المؤمنين بذبيحة واحدة يوزع جسده ودمه الواحد على المؤمنين ليصير الكل واحدًا. ومن ثم صارت العادة أن لا يتناول الكاهن الاسباديقون حتى توزيع الأسرار وبعد تناول الشعب كله.