آلام المسيح بالنسبة لحياتنا اليومية وخلاصنا الأبدي: شاركنا في الآلام لقد شارك الله البشرية في آلامها الطبيعية التي كانت هذه الآلام اليومية محسوبة أنها لعنة بسبب الخطية، فبتجسد ابنه لم تعد آلام حياتنا اليومية معتبرة أنها لعنة أو عقوبة، فالجهد والتعب والعرق من أجل لقمة العيش الذي صار عقوبة لآدم شاركنا فيه كلمة الله بنفسه متنازلًا عن مجده محتملًا كل الآلام والتجارب مثلنا، ليرفع اللعنة عن الجهد والتعب والعرق والألم، ويحوله لنا إلى شركة حب مع الله في المسيح، محولًا الحياة برمتها لتكون غايتها ميراثًا مع الله في المسيح. "من ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء لكي يكون رحيمًا ورئيس كهنة أمينًا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب. لأنه في ما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين". (عب2: 17، 18). "وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام." (2كو5: 15). "فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئًا فافعلوا كل شيء لمجد الله" (1كو10: 31). كيف يكون ذلك؟ لقد استقطب المسيح ليس فقط الآلام اليومية الطبيعية عندما بلغ بالآلام إلى الموت الفدائي لرفع الخطية وإبطال سلطانها، بل حوَّل الحياة كلها لحسابه!! أي أننا نتعب ونشقى ونتألم من الآن من أجل الرب وحبا فيه وشركة معه. لأن الخطية كانت سببًا في انفصال آدم عن الله، ودخوله في لعنة آلام الحياة اليومية: "ملعونة الأرض بسببك" (تك3: 17). ولكن لأن المسيح أبطل سلطان الخطية التي هي سبب اللعنة بالفداء على الصليب، فانه ينتج من ذلك أن المسيح قد رفع عنصر اللعنة المتغلغل في الآلام والأتعاب اليومية باعتبارها عقوبة الحياة. . فصار الجهاد والألم لكل إنسان -يعيش في الفداء والصليب- هو مشاركة حياة مع المسيح الذي قبل لعنة الموت في نفسه ورفع الانفصال عن الله. الآن نحن لا نحيا لأنفسنا، وبالتالي لا نتألم لأنفسنا، لأن ابن الله مات عنا ليعيدنا إلى الحياة مرة أخرى وتألم عنا ليرفع اللعنة عن الألم، فلا..يُحسب الألم عقوبة بل شركة في آلام المسيح. لذلك أصبحت الآلام اليومية لكل مفدى الله هي شركة حب، هي وقود لإشعال القلب كل يوم بالحب الإلهي، وكأننا لا نتألم وحدنا ولا لأنفسنا بل نتألم لنزداد قربًا من الله ونزداد حبًا وحياة فيه!!