رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (5).. مصطلحات أساسية السبت 12 ابريل 2014 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة 3- التقليد: Tradition (أع 8:1) (أع42:2). عاشت الكنيسة الأولي في صلواتها كلمات الرب يسوع وأعماله. وكان المسيحيون الأولون يواظبون علي تعاليم الرسل, وكسر الخبز, والصلوات (أع 2:42) وكانوا يتذكرون ويفسرون كلمات الرب يسوع وأعماله خلال إقامة الأفخارستيا. ويمكننا التصور أن المعلمين في وعظهم كانوا يجيبون عن الأسئلة حول تعاليم ربنا يسوع المسيح ويعطون الأمثلة لشرح كل شئ يختص بالشريعة والملكوت والله. ومع انتشار المسيحية وتزايد عدد الراغبين فيها كان الرسل هم الذين يقدمون بكل أمانة أقوال الرب يسوع وتعاليمه وفي نفس الوقت يراقبون أي روايات أخري يختلقها البعض (أع 8: 14 و10-11) بأي قصد ولذا فالكنيسة الأولي لم تختلق أقوال يسوع وأعماله وإنما سعت فقط إلي تفسيرها فمثلا في مجمع أورشليم وبخصوص مشكلة التهود, لم تجد الكنيسة في كلام يسوع أي جواب مباشر.. ولذا قام الرسل بدراسة وافية للموضوع وبعد مناقشة واسعة حوله اتفقوا علي رأي واحد بإرشاد الروح القدس وأعلنوا ذلك علي لسانهم كما في (أع 15). ولذا يقول القديس أيريناؤس (جيروم): إن هذا الإنجيل قد كرز به الرسل أولا, ثم بحسب إرادة الله نقلوه إلينا في الكتب المقدسة حتي يصبح عمود إيماننا وقاعدته. كل ما تشمله حياة ربنا يسوع المسيح بالجسد علي الأرض- الإله المتأنس- من: أعمال, أقوال, أحاديث, مقابلات, تعاليم, معجزات, أمثال, ملاحظات.. نسميها: التراث الروحي Spiritual Legacy أو التقليد المقدس Holy Tradition والتقليد: هو الحياة الشاملة واختبار الكنيسة كلها الذي ينتقل من مكان لآخر ومن جيل إلي جيل. والكنيسة هي الحارس للتقليد. والروح القدس هو المرشد له. وبهذه الصورة فإن للتقليد صورتين: [ ][ ] إذن لكي نفهم الإنجيل أرثوذكسيا ينبغي أن ندرسه في ضوء كل من: - التاريخ المقدس Holy History. - إيمان الكنيسة الحي Living Faith. معني ما سبق أن الإنجيل والتقليد ليسا شيئين في الإيمان المسيحي. لأن التقليد المقدس هو مصدر للإنجيل وكذلك التقليد هو الإيمان الذي يعبر عنه الإنجيل المقدس. ولذلك فعلاقة التقليد بالكتاب المقدس هي: هو الذي جمع نصوص الكتاب. وهو الذي أكد قانونيتها. وهو الذي يقوم بشرحها. وهو الذي يحفظها كل يوم. وهو الذي صنع القديسين. ــــــــــ 4- عهد Testament يريد الله أن يقود كل البشر نحو حياة الشركة معه, وهذه الفكرة الأساسية بالنسبة لعقيدة الخلاص هي المتضمنة في مفوم العهد. في العهد القديم يسود هذا المفهوم كل الفكر الديني إلا أننا نراه يزداد عمقا مع الأيام. وفي العهد الجديد يكتسب ملئا لا مثيل له, لأنه سيحوي مضمونه سر يسوع المسيح كله. يبدأ العهد في سيناء بعد تحرر الشعب من العبودية.. ولم يكن بداية ميثاقا بين طرفين متساويين, وإنما كان أشبه باتفاقيات التبعية وبحكم أن الله طرف في هذا العهد, فأنه يحتل مكانا فريدا في التاريخ إذ يكشف بذاته جانبا أساسيا من قصد الله الخلاصي. وكلمة عهد بالعبرية هي بريت وقد ترجمت في السبعينية إلي Plitheke وهي تشير إلي:[/RIGHT] - اتفاق أمان, كأن يقال أقيم عهد أو أقيمت معاهدة.[/RIGHT] - وصية, كأن يقال: عهدت إلي فلان بكذا أي أوصيته به. والكلمة ترد في رواية الأناجيل الأربعة في ظرف هو في غاية الأهمية.. أي في العشاء الأخير: (مر14:24) (مت 26:28) (لو22:20) (1كو11:25). إذن العهد عبارة عن اتفاق بين شخص وآخر يقوم بين القبائل أو الأمم أو الأفراد يلتزم فيه كل طرف بشروط معينة, وغالبا يشتمل ثلاثة عناصر: ويستشف من هذه الملاحظة أن المسيح هو : وسيط العهد الذي كانت تشير إليه رسالة التعزية (إش 42:6) فقد صار موت المسيح هو ذبيحة فصح وذبيحة تكفير.. وبالتالي تتحقق رموز العهد القديم في شخصه.. ونحن بالاشتراك في الأفخارستيا بإيمان نتحد أوثق اتحاد بسر العهد الجديد ونحظي بنعمته. يعتبر ترتليانوس هو أول من أطلق لفظ العهد الجديد علي كتابنا عام 200م. يقول القديس أغسطينوس: سمي العهد القديم قديما: لأن الخطية التي للإنسان القديم كانت تعمل في الإنسان ولم يقدر حرف الناموس أن يشفيها فالناموس كشف الخطية دون أن يعالجها. أما العهد الجديد فدعي جديدا, من أجل عطية روح الله الحي (2 كو 3:3) الذي نقش الوصية بطريقة جديدة لا في ألواح حجرية بل في ألواح قلب لحمية (2كو3:3-9). تدوين العهد الجديد... كانت وصية السيد المسيح إلي تلاميذه لنشر رسالة الخلاص واضحة حين قال: (مت 28:19:20) اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلي انقضاء الدهر. آمين. (مر16:15) وقال لهم اذهبوا إلي العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. اعتمد الآباء الرسل والتلاميذ علي الذاكرة المسترشدة بالروح القدس أكثر من المذكرات, ولذا بدأ التبشير بالمسيحية بالتعليم الشفهي, والسيد المسيح لم يسلمهم إنجيلامكتوبا علي ورق بل كان تركيزه علي شخصه المبارك.. فهو إنجيلنا الذي نحيا منه وبه وفيه.. هو إنجيل الكنيسة, الأف والياء, كما تراه وتعيشه كل يوم وظلت الكنيسة زهاء نصف قرن منذ صعود المسيح تعتمد كلية علي تقليدها الشفاهي في البشارة بالمسيح. قبل حوالي عام 65م ظهرت رسائل الرسل كإجابة علي أسئلة قدمتها الكنائس الناشئة أو كتصحيح لمواقف ظهرت بين مؤمني تلك الكنائس. ثم ظهرت الحاجة إلي إنجيل مكتوب, بشارة مكتوبة لأسباب عديدة (انظر الجدول التالي) فكانت بشارة مرقس, متي, لوقا, سفر الأعمال, وأخيرا بشارة يوحنا.. وذلك حتي نحو عام 90م. وأخيرا سفر الرؤيا قبل نهاية القرن الميلادي بأعوام معدودة. كانت هذه الكتابات كلها باللغة اليونانية واسعة الانتشار باللهجة الشائعة Koine. انتشرت بعد ذلك المخطوطات والترجمات عبر القرون من خلال وسائل عديدة (انظر الجدول التالي) مع ملاحظة أن الوضع النهائي لكل أسفار العهد الجديد المعترف بها لم يتم إلا أواخر القرن الثالث الميلادي, وقد انتشرت المخطوطات والنسخ القديمة بين طبقتين من الناس هما: أ- الأغنياء (سلطان المال). ب- النساخين (مهارة الكتابة). 5- قانون العهد الجديد كان العمل الرئيسي للرسل هو تأسيس الكنائس وإقامة الأساقفة والقسوس الأمناء الأكفاء أن يعلموا آخرين. وكانت شهادة الرسل هي التي تنقل الإيمان إلي المسيحيين الأوائل (1يو 1:1). ثم بدأت الرسائل لمعالجة ظروف خاصة في الكنائس والمجتمعات الوليدة.. هذه الرسائل تحمل الطابع المؤقت الذي يتعلق بالزمان والمكان.. إلا أنها احتفظت بقيمتها العظمي بسبب انتسابها إلي الرسل الذين كتبوها. وبدأت الكنائس تتبادل هذه الرسائل كشهادات حية كما نقرأ في (كو 4:16) (2بط 15:16). ثم كتبت الأناجيل: مرقس, متي, لوقا, سفر الأعمال, يوحنا وضمت جميعا بحلول عام 120م وصارت تقرأ في أوقات الخدمة أثناء العبادة الجمهورية في روما. وتناقلت هذه الكتابات (الرسائل والأناجيل) بين مؤمني الكنائس حيث تكونت مجموعات غير كاملة لدي كنيسة.. واستغرق ذلك زمنا طويلا للوصول إلي كل الأسفار التي تشكل العهد الجديد.. وتم ذلك في أواخر القرن الثالث الميلادي. كان هناك اختلاف بين بعض النسخ في الرسائل مع عدة أسفار غير قانونية مثل كتاب الراعي لهرماس.. وفي مدرسة الإسكندرية الشهيرة.. قام أوريجانوس (مع بداية القرن الثالث) بمحاولة حل هذه المشكلة مقسما الأسفار إلي: - أسفار معتمدة. - وأسفار تحت البحث. ولم يحسم الأمر إلا القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته الفصيحة عام 367م حيث ذكر قائمة بالأسفار الإلهية المعترف بها وهي التي استقرت عليها الكنيسة في جميع أنحاء العالم حتي يومنا هذا. كان النقاش والاختلاف بين الشرق والغرب علي: 1- قانونية الرسالة إلي العبرانيين.. في الغرب. 2- قانونية سفر الرؤيا النبوي.. في الشرق. ولكن شخصية أثناسيوس الرسولي أثناء نفيه في فرنسا أثرت علي قبول الغرب الرسالة إلي العبرانيين.. ثم سفر الرؤيا.. بحيث ضمها جيروم في ترجمته اللاتينية المشهورة للكتاب المقدس المعروفة بالفولجاتا سنة 382م. كما استطاع أغسطينوس أسقف هيبو Hippo أن يقنع مجمع هيبو سنة 393م ثم أيضا مجمع قرطاجنة الأول والثاني (397- 419م) بقبول هذه الأسفار. أما عن القانون السرياني ومدرسة أنطاكية فقد ظهرت عام 170م ترجمة للأناجيل الأربعة الرباعي= اتفاق البشيريين وظل يستخدم حتي عام 430م وهو المفضل لدي الكنيسة السريانية . ولكن ظل هناك اختلاف حول بعض الأسفار خاصة سفر الرؤيا..حتي عام508م قام مارفيلوكسينوس أسقف منج علي نهر الفرات وترجم الكتاب المقدس عن اليونانية إلي السريانية وتضمنت تلك الترجمة الأسفار المعتمدة في قانوننا الحالي. أثناء هذه الرحلة الزمنية الطويلة وجدت بعض المؤلفات غير القانونية بعض الرواج مثل: إنجيل العبرانيين. أعمال بولس الرسول- الراعي لهرماس- رؤيا بولس الرسول- إنجيل بطرس- إنجيل نيقوديموس (يتضمن حادثة نزول المسيح إلي الجحيم... الخ. ولكن لم تقبل كنيسة واحدة هذه الكتب ضمن قانون أسفارها المقدس ولكن بقاء هذه الكتب كشف عن الحقيقة الروحية والتاريخية في الأسفار المقدسة الموحي بها من الروح القدس. |
|