هو أسقف سايس (مدينة تقع على فرع رشيد جنوبي الإسكندرية بحوالي 130 كيلو) ومن الآباء الذين عاونوا الأنبا إيساك، البابا السكندري الحادي والأربعون، في جهاده الروحي. كان ابن كاهن يُدعى يؤانس، مع كونه كاهنًا كان أيضًا كاتبًا في ديوان الوالي، وكان ابنه زكريا كثير التأمل في الإلهيات، فمال بكل حرارة شبابه إلى حياة الرهبنة، فسارع إلى الترهب بدير الأنبا يؤانس القصير. تقابل في الدير مع شيخين قديسين هما الأنبا أبرآم وأنبا جاورجيوس الناسكين اللذين ملأ عبير قداستهما أرجاء الوادي. ومن غير المعروف تحديدًا المدة التي قضاها زكريا في الدير، لكن من المعروف أنه اُختير لأسقفية سايس، وأنه قضى فيها ثلاثين سنة معلمًا ومرشدًا لشعبه في دعة وأمانة. من أعماله أنه كتب سيرة الأنبا يحنس القصير ليجد فيها المؤمنون بركة وعزاء، اعترافًا منه بفضل ذلك القديس الذي ترهب هو في ديره واقتفى أثره. كذلك كتب عددًا من المقالات والميامر التي تعبر عن غيرة النفس الإنسانية المتطلعة نحو الله.