بل حسب تدبير
هل يحدد الله خطواتنا ومصيرنا ويدفعنا في طريق ٍ يحدده ؟ أم يترك لنا الحبل على الغارب ، نحيا حسب مشيئتنا دون تدخل منه ؟
الله جل جلاله ُ يحترم ارادتنا وحريتنا ، لكنه يوجهنا حسب معرفة ٍ وقصد ٍ ومشيئة ٍ صالحة ٍ لنا ، كالطفل لو تركنا له حريته مطلقة لتردى في مشاكل قاتلة ، ولو قيدناه نقتله . حريته محدودة بفهمه ونضجه وادراكه ووعيه . والله يسمح للصدف ان يكون لها دور في حياتنا ، لكنها صدف ٌ مقصودة ، له قصد ٌ فيها ، لا يتركها رعناء تتلاعب بنا . الصدف في يد الله الذي يعرف ويدبّر صالحنا . يحرّكها في نطاق ارادته ومشيئته ِ وقصده ِ لنا . ويقول القديس بولس الرسول في رسالته الى افسس : " لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها " ( افسس 2 : 10 ) لا عشوائية ولا تلقائية ، ولا غوغائية محكومة بصدف ٍ غير محكومة ، بل حسب تدبير ٍ حكيم ٍ محكم .