منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 04 - 2014, 04:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

ليقبلني بقبلات فمه



هذه الكلمات تعبر عن شوق متأجج في قلب العروس المخطوبة نحو عريسها الشريف. لقد اقتبلت منه هدايا كثيرة، فهي لا تشتاق إلا إلى شخصه!! هي تفعل كل ما في إمكانها لتراه ولتتمتع بحبه.. وهي حين ترى ذاتها غير قادرة على التحرر من سلطان محبتها لعريسها، ولا إشباع ما فيها من رغبة، فإنها تعمد إلى الصلاة وتستسلم لها، وتقدم توسلات لله التي تعلم أنه أبو عريسها، رافعة أيادي طاهرة بدون غضب ولا جدال.. في ثياب حشمة مع أتضاع وتعقل (1تي 2: 8)، مزينة بأفضل الزينات التي تليق بعريس شريف، وملتهبة بالشوق لعريسها، وتقول "ليقبلني بقبلات فمه".. لكن ما هو المعنى وراء هذه الكلمات " ليقبلني بقبلات فمه "

ليقبلني بقبلات فمه
سبق أن قلنا إن سفر النشيد يرمز إما إلى الكنيسة في علاقتها بالله، والنفس البشرية في اتحادها بالله كما يقول العلامة أوريجينوس.. الكنيسة في شوقها إلى عريسها تهتف بما ختم به يوحنا سفر الرؤيا " آمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ 22: 20).. والنفس البشرية في شوقها لعريسها تهتف مع القديس بولس " لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح" (في 1: 23).. إنها لا تنسى قبلات الآب الذي وقع على عنقها وقبلها حينما كانت تشرد وتعود تائبة (لو 15: 20).
والكنيسة في شوقها للاتحاد بالمسيح، هي جماعة قديسين، وهي كشخصية متحدة تقول لعريسها: لقد شبعت من الهدايا التي اقتبلتها في فترة خطوبتي قبل زواجي. لأنه منذ القديم حينما كنت أستعد لزفافي لابن الملك (أنظر مت 22: 1-4 بالمقارنة مع رؤ 19: 6-9).. لقد وضع ملائكته القديسون في خدمتي، وأحضروا لي الناموس كهدية خطوبة، لأنه مكتوب عن الناموس إنه مرتب بملائكة في يد وسيط (غل 3: 19).. كما خدمني الأنبياء الذين نطقوا بكل ما يجب أن يقال لي، ويشير إلى كل ما يختص بابن الله.. هذه كلها تعتبر هدايا خطوبة.. وهؤلاء الأنبياء -حتى ما يشعلوا نار أشواقي أكثر للعريس- أعلنوا بصوت نبوي عن مجيئه. وإذ امتلئوا بالروح القدس سبقوا وأنبأوا عن أعمال قوته التي لا تحصى. كما وصفوا جماله ولطفه وعاطفته، حتى ما ألتهب بمجيئه..
لكن لما كان الزمان قد قارب على الانتهاء ولم يحضر العريس بعد، وأرى فقط خدامه يترددون علىّ. من أجل هذا أتقدم بتوسلي إليك يا أبا العريس حتى ما تترأف على محبتي وترسله حتى ما لا يعود فيما بعد يكلمني بواسطة خدامة الملائكة والأنبياء، لكن ليأتي ويقبلني بقبلات فمه.. أي يضع كلمات فمه في فمي حتى ما أسمعه يتكلم بذاته وأراه وهو يعلّم!!
لقد وهب المسيح كنيسته حينما أتى بالجسد قبلاته.. لقد كان بنفسه يكلمها بكلمات الإيمان والحب والسلام حسب وعد إشعياء، الذي حينما أرسل قبلًا للعروس قال إنه ليس برسول وملاك بل الرب نفسه هو يخلصنا (إش 33: 22)
والآن ننتقل إلى العروس كالنفس البشرية، التي رغبتها الوحيدة أن تتحد بكلمة الله (اللوغوس) وتصبح في شركة معه، وتدخل أسرار حكمته وعلمه، كما لو كان إلى الحجال السمائي – حجرة الزيجة السمائية.. هذه النفس قد اقتبلت هدايا الخطوبة مثل الناموس الطبيعي والعقل والإرادة الحرة.. لقد اقتبلت التعليم من المعلمين. لكن لما لم تجد فيها الاكتفاء والشبع الكاملين لشوقها وحبها، فلتصلي حتى ما يستنير عقل بتوليتها النقي بالاستنارة التي يُقدمها كلمة الله من خلال افتقاده..لأنها حينما لا تنال هذه الاستنارة بواسطة خدمة أي من البشر والملائكة، حينئذ تؤمن أنها اقتبلت قبلات كلمة الله نفسه!! وفضلًا عن ذلك فإن استخدام كلمة قبلات بصيغه الجمع حتى ما نفهم أن توضيح كل معنى غامض بفعل الروح القدس إنما هو قبلة لكلمة الله تُمنح للنفس المكملة. وربما أشارت إلى ذلك كلمات النبي " فتحت فمي واجتذبت لي روحًا" (مز 119: 131).
يقول أوريجينوس " ليتنا نفهم أن فم العريس يعني القوة التي بها يستنير العقل كما بكلمة محبة توجه إلى العروس.. إن القبلة المقدسة التي نعطيها بعضنا لبعض في الأسرار المقدسة إنما هي رمز لذلك " هكذا يقول أوريجينوس (القداس الإلهي وبعض الأسرار في الطقوس القديمة – ورد ذلك في الدفاع الأول ليوستينوس الشهيد).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ليقبلني بقبلات فمه
ليقبلني بقبلات فمه
ليقبلني بقبلات فمه
ليقبلنى بقبلات فمه
ليقبلني بقبلات فمه _ أوريجانوس


الساعة الآن 10:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024