لا تتغاضبوا في الطريق
وَأَعْطَاهُمْ زَادًا لِلطَّرِيقِ. وَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حُلَلَ ثِيَابٍ ..
وَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَتَغَاضَبُوا فِي الطَّرِيقِ
( تكوين 45: 21 - 24)
كان يوسف يعرف إخوته جيدًا، يعلَم رعونة طباعهم وخشونة كلامهم، يتشاجرون بسهولة وكثيرًا ما يختلفون في الرأي. فبعد أن أعطاهم زادًا للطريق، وكسَاهم بحُلل الثياب، أوصاهم تلك الوصية الغالية التي تحِّث على المحبة الأخوية - حتى وإن قالها في صيغة سلبية –
«لا تتغاضبوا في الطريق».
المحبة التي تتأنى وترفق، وتحتمل كل شيء
(1كو13).
أراد يوسف أن يؤكد لإخوته أن وفرة الطعام وكثرة الثياب
ليست أهم من المحبة الأخوية .
لا يُخففا من أتعاب الطريق، بل الأمر الذي يجعل رحلتهم تخلو من الكَدَر، ويُهوِّن عليهم مشقة السفر، هو ممارسة المحبة الأخوية. ورسالة بطرس الأولى التي تتكلَّم عن رحلة الغربة في برية الآلام، تمتلئ أيضًا بالتحريض على المحبة الأخوية:
( 1 )
كيفية المحبة:
« طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ. »
( 1بط 1: 22 ).
في هذه الآية نجد أمرين:
أولاً:
أن المحبة الأخوية لا تنتعش إلا في جو التقوى والقداسة.
ثانيًا:
شروط جودة المحبة أن تكون محبة عديمة الرياء، ومن قلب طاهر، وشديدة.
( 2 )
إلزام المحبة:
«أَكْرِمُوا الْجَمِيعَ. أَحِبُّوا الإِخْوَةَ. خَافُوا اللهَ. أَكْرِمُوا الْمَلِكَ.»
( 1بط 2: 17 ).
تشمل هذه الآية القصيرة أربع دوائر من العلاقات؛ دائرة منهم تخص المؤمنين. فيأتي التحريض على المحبة الأخوية في صيغة الأمر، واصفًا المؤمنين ”إخوة“؛ الوصف الرقيق المُعطَّر بالمحبة لأفراد عائلة الله.
( 3 )
أهمية المحبة:
«وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ، »
( 1بط 3: 8 ).
فحيث تسود المحبة، يعمُّ السلام ويفيض السرور ويثمر البر، كما أنها تُهيئ القلوب للتمتع بالبركات، وتضمن وحدانية الجسد باتحاد الفكر والغرض، فالمحبة الأخوية هي رباط الكمال.
( 4 )
أولوية المحبة:
«وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا. »
( 1بط 4: 8 ).
لا قيمة لأي عطاء أو صلاة أو خدمة أو مواهب، بدون المحبة الصادقة الشديدة. فهي تأخذ أولوية قبل ممارسة حياة الإيمان بكل جوانبها من عبادة أو شهادة.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً .. وأبداً .. آمين