إعلان الملكوت في القداس
أن التعبير اليوناني الآبائي عن القداس كلمة سيناكزيس وكانت تطلق على اجتماع الآباء كل يوم أحد في الدير لتناول جسد الرب ودمه وكلمة سيناكزيس: اجتماع دوري دائم إلى الأبد بصورة منتظمة وكأننا حينما نجتمع من أجل سر الأفخارستيا إنما نجتمع في اجتماع دائم إلى الأبد نبدأه هنا ولا ينتهي حتى في الأبدية..
كتاب التذاكية أو التذاكي: وهو الذي يعلم عن السيد المسيح والرسل يقول فيه: "كما أن هذا الخبز المكسور كان متناثرًا فوق الجبل وقد جُمع معًا فصار واحدًا هكذا اجعل كنيستك تجتمع معًا من أقاصي الأرض كلها إلى ملكوتك".. يشير إلى المن الذي كان ينزل من السماء متناثرًا على الجبل هكذا قوة الكرازة في الافخارستيا تجمع من أطراف الأرض إلى ملكوت الله ويكمل القديس في كتاب التذاكية ويقول: إنه اجتماع المؤمنين أبناء الله المتفرقين إلى الواحد الرب المسيح وفي رسالة الرسول إلى أفسس يقول: "الذي سنجتمع معه يوم مجيئه فننتهي جميعًا إليه" (رسالة بولس الرسول إلى أفسس 4: 13).
لذلك ونحن نجتمع في الكنيسة في القداس نظهر أمام الله ونظهر أمام العالم أننا نحيا سر ملكوت الله السرائري هنا وفي الأبدية الذي أتى بقوة الله.. "لن الجيل إلى أن تروا ملكوت الله قد أتى بقوة" ويقصد حلول الروح القدس الذي أسس الملكوت الذي سيدوم إلى الأبد.. وهكذا نرى أن الافخارستيا هي دخول بالكنيسة إلى ملكوت الله تبدأ هنا وتستمر إلى الأبد لذلك ونحن أمام المائدة المقدسة نصرخ ونقول: "واهدنا يا رب إلى ملكوتك" وهذه نقولها بعد المجمع و أولئك يا رب.. الخ.
من هنا نرى أن الافخارستيا المقدسة هي حياة في ملكوت الله واستعلان مبكر للملكوت الأبدي لذلك من لا يتناول نسميه خارج الشركة – شركة الملكوت.. بل أنه لا يريد أن يشارك في ملكوت الله.
التدريب العملي هنا: أن العضوية الحقيقية للمؤمن هي عضويته في الأفخارستيا وإلا أصبح عضو خارج الشركة يبتر نفسه بنفسه من شركة الملكوت..